فرنسا تستعد لاحتجاجات جديدة مع ترجيح تعثّر المفاوضات بين الحكومة والنقابات

لا نظرة موحّدة إلى إصلاح نظام التقاعد

الاجتماع الحكومي النقابي في أوتيل ماتينيون، ويبدو رئيس الوزراء إدوار فيليب الثاني من اليسار (رويترز)
الاجتماع الحكومي النقابي في أوتيل ماتينيون، ويبدو رئيس الوزراء إدوار فيليب الثاني من اليسار (رويترز)
TT

فرنسا تستعد لاحتجاجات جديدة مع ترجيح تعثّر المفاوضات بين الحكومة والنقابات

الاجتماع الحكومي النقابي في أوتيل ماتينيون، ويبدو رئيس الوزراء إدوار فيليب الثاني من اليسار (رويترز)
الاجتماع الحكومي النقابي في أوتيل ماتينيون، ويبدو رئيس الوزراء إدوار فيليب الثاني من اليسار (رويترز)

بعد خمسة أسابيع من الإضرابات والتظاهرات، بدا أن الحكومة الفرنسية ستعجز عن إقناع ممثلي النقابات بخطتها لإصلاح نظام التقاعد، وفق ما رشح قبيل اجتماع عقده الجانبان اليوم (الجمعة) في أوتيل ماتينيون، مقر رئاسة الحكومة في باريس.
وكانت الحكومة قد كشفت أمس (الخميس) مشروعي قانونين لإصلاح نظام التقاعد، موضحةً أن مضمون نهجها الإصلاحي يتمسك بتحديد «سن محورية» للتقاعد في الـ64 من العمر للحصول على معاش تقاعد كامل، مع إبقاء سن 62 عاما كعتبة قانونية تسمح بالتقاعد المبكر بمعاش مخفض أو الاستمرار في العمل لتقاضي معاش تقاعدي أعلى.
ويرسي المشروعان قاعدة تلزم بتأمين التوازن المالي لنظام التقاعد الشامل المقبل القائم على نقاط، غير أنها تحدد أيضا «سن توازن».
إلا أن هذه النقطة تحديدا من الإصلاح تواجه احتجاجات حادة من النقابات المعتدلة، ومنها الكونفدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل رغم تأييدها للإصلاح كمبدأ عام. وحذر الأمين العام لهذه النقابة الأكبر في فرنسا من أنه «إذا بقيت السن المحورية مدرجة في القانون، فسيكون ردنا الرفض، هذا واضح».
وسيدخل هذا التعديل لسن التقاعد حيز التنفيذ اعتبارا من العام 2022 ما لم يتم الاتفاق على أمر مختلف قبل سبتمبر (أيلول) 2021 بين الشركاء الاجتماعيين من نقابات وأرباب عمل، المشاركين في الصندوق الوطني المقبل للتقاعد الشامل المقرر إنشاؤه في الأول من ديسمبر (كانون الأول) 2020، بحسب النصوص المطروحة.
ومد رئيس الوزراء إدوار فيليب يده مطلع الأسبوع للكونفدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل، عارضا عقد مؤتمر تمويل، ودعا الشركاء الاجتماعيين لمناقشة الأمر الجمعة. وتتعهد الدولة أيضاً في مشروعها زيادة المعاشات التقاعدية للمدرسين والباحثين التي قد تتضرر من إصلاح النظام التقاعدي، وهو ما سبق أن وعدت به الحكومة.
غير أن التدابير المدرجة في مشروعي القانونين لا تبدو من حيث مضمونها قادرة على إقناع النقابات المطالبة بسحب الإصلاح تماماً، وفي طليعتها الكونفدرالية العامة للعمل و«القوى العاملة»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وعلى الرغم من الطريق المسدود للتفاوض، يعتزم الرئيس إيمانويل ماكرون تقديم المشروعين رسمياً في 24 يناير قبل أن تبدأ الجمعية الوطنية (البرلمان) مناقشتهما في 17 فبراير(شباط)، مع الإشارة إلى أنه لا يُتوقع إجراء تصويت نهائي على الإصلاح قبل الصيف.
وفي ظل الخلاف، يجري التخطيط لاحتجاجات جديدة غداً السبت في أنحاء البلاد، مع استمرار إضرابات القطارات على شبكة سكك الحديد على مستوى فرنسا، ونظام قطارات المترو في باريس، وفق وكالة رويترز للأنباء.
وجمعت النقابات الخميس 452 ألف متظاهر في أنحاء فرنسا بحسب أرقام وزارة الداخلية، بينهم 56 ألفا في باريس وحدها، إلا أنها أدنى من يوم التحركات الأول في الخامس من الشهر الماضي، بحسب السلطات.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».