البرهان: تفتيت الأجهزة الأمنية هدفه تقسيم السودان

البرهان: تفتيت الأجهزة الأمنية هدفه تقسيم السودان
TT

البرهان: تفتيت الأجهزة الأمنية هدفه تقسيم السودان

البرهان: تفتيت الأجهزة الأمنية هدفه تقسيم السودان

تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، بـ«إعادة الأمور إلى نصابها» للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، باعتبارها من مسؤوليات المكون العسكري في المجلس، بحسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية في البلاد.
وشهدت مدينتا الجنينة وبورتسودان الأسبوع الماضي صدامات قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى، وأدت إلى انتقادات واسعة للأجهزة الأمنية بالتقصير وعدم التدخل لاحتواء الأحداث قبل تفاقمها. وقال البرهان إن «الأحداث المؤسفة التي حدثت في الأيام الماضية، القصد منها تقسيم وحدة البلاد، والذي لا يتأتى إلا من خلال تفتيت الأجهزة الأمنية».
ووعد البرهان خلال مخاطبته ضباط صف وجنود الشرطة، في مقر رئاسة الاحتياطي المركزي في الخرطوم، أمس، بسن قوانين تحفظ للشرطة كامل الحقوق لأداء واجباتها، وتحقيق الرضا الوظيفي للقيام بمهامها في حفظ أمن البلاد والمواطن.
ودعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي، البرهان، إلى تفويت الفرصة على من يسعون إلى الوقيعة بين القوات النظامية والشعب. وقال إن القوات المسلحة وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية «صبرت على الاستفزازات التي تعرضت لها حفاظاً على أمن البلاد». وأكد أن الشرطة تقوم بواجبها على الوجه الأكمل ضد الإجرام وليست عدواً للشعب، ودعاها إلى عدم الالتفات إلى الأقوال السالبة التي تتعرض لها، مشيراً إلى دورها في احتواء الاضطرابات الأمنية التي شهدها إقليم دارفور.
إلى ذلك، قال الناطق باسم الحكومة وزير الإعلام والثقافة فيصل محمد صالح، إن الأطراف المتصارعة أشارت إلى تورط أفراد من القوات النظامية في الأحداث التي شهدتها مدينة الجنينة، وأدت إلى مقتل 64 وجرح 60 بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. وأضاف أن «السلطات تعمل على تحديد الأفراد النظاميين المتورطين في الأحداث ورفع الحصانة عنهم وتقديمهم لمحاكمات. هذا هو الأسلوب الذي سيُتبع لمعالجة مثل هذه النزاعات».
وأوضح صالح في تصريحات صحافية، أمس، أن لجنة التحقيق في أحداث الجنينة ستنهي عملها في وقت قريب وستشرع السلطات في تقديم المتورطين للمحاكمة. وقال إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك «أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات في إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة». وشدد مجلس الوزراء على «ضرورة تنشيط عمل اللجنة القومية لجمع السلاح لتقوم بمهامها في جمع السلاح ومنع انتشاره وسط المواطنين».
وقرر مجلس الأمن والدفاع السوداني، مطلع الأسبوع الحالي، نشر قوات عسكرية إضافية وتعزيز وجود قوات الشرطة لفرض هيبة الدولة وبسط الأمن في عدد من المدن التي شهدت تفلتات أمنية. وأعلنت السلطات أنها ستتعامل بحسم مع أي تهديد للأمن القومي وسلامة المواطنين، ومنحت الأجهزة النظامية صلاحيات واسعة لمعالجة القصور الذي يقيدها عن القيام بواجباتها كاملة.
وحذر نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أول من أمس، القوات النظامية من «التقاعس عن القيام بدورها»، ودعاها إلى «الالتزام بمهنيتها والابتعاد عن الانتماءات القبلية».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.