«الداخلية» التونسية تضبط أسلحة تركية الصنع مهربة من ليبيا

كانت موجهة لاستهداف أماكن حساسة في البلاد

حجزت القوات التونسية 35 بندقية اقتحام ومبالغ مالية في ولاية مدنين (وكالة تونس أفريقيا للأنباء)
حجزت القوات التونسية 35 بندقية اقتحام ومبالغ مالية في ولاية مدنين (وكالة تونس أفريقيا للأنباء)
TT

«الداخلية» التونسية تضبط أسلحة تركية الصنع مهربة من ليبيا

حجزت القوات التونسية 35 بندقية اقتحام ومبالغ مالية في ولاية مدنين (وكالة تونس أفريقيا للأنباء)
حجزت القوات التونسية 35 بندقية اقتحام ومبالغ مالية في ولاية مدنين (وكالة تونس أفريقيا للأنباء)

أكّد خالد الحيوني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، أن الأسلحة التي تم حجزها قبل أيام على الحدود التونسية - الليبية «تركية الصنع». وأضاف أن الأبحاث الأمنية الأولية أثبتت أن هذه الأسلحة هُرّبت من تركيا نحو ليبيا، ثم تم تهريبها إلى تونس عبر تطاوين، مبرزاً أنها كانت موجهة نحو منطقة فريانة من ولاية (محافظة) القصرين وسط غربي تونس، حيث تتحصن مجموعات إرهابية موالية لكل من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وتنظيم «داعش».
بدوره، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد، في تصريح إعلامي خلال زيارته أول من أمس لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني (في العاصمة) أن المحجوز كان موجّهاً للقيام بعمليات نوعية تستهدف أماكن حساسة في تونس، كما ذكرت «وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات)».
وتمكّنت الوحدات الأمنية من حجز الأسلحة على متن وسيلة نقل في منقطة بني خداش بعد نصب كمين محكم. وتم إيقاف 5 أشخاص، وفق المصدر ذاته. وفضّل الحيوني عدم الافصاح عن جنسيات مهربي هذه الأسلحة، حفاظاً على سرية الأبحاث التي لا تزال متواصلة. وشدد المتحدث باسم وزارة الداخلية على أن الأسلحة التي تم حجزها لم تكن مطمورة تحت التراب، كما روجت بعض مواقع التواصل.
يذكر أن قوات الأمن التونسية قد أعلنت عن حجز 35 بندقية اقتحام في ولاية مدنين، المحاذية للحدود مع ليبيا، بالإضافة إلى مبالغ مالية مهمة، مؤكدة أن الأسلحة والأموال كانت موجّهة للقيام بعمليات إرهابية نوعية تستهدف منشآت حساسة في تونس. وبشأن تفاصيل الإيقاع بعناصر هذه المجموعة التي تنشط في مجال التهريب ولها علاقة بالتنظيمات الإرهابية، قال مراد الودرني، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بمنطقة مدنين (جنوب شرقي تونس)، إن العملية الأمنية استباقية وتمت مساء يوم السبت الماضي، «حيث تم نصب كمين ناجح في مسلك صحراوي لسيارة تونسية خاصة كان على متنها رجلان وامرأتان».
وتم خلال العملية حجز 35 بندقية اقتحام ومبلغ مالي مهم مع إيقاف الرجلين والإبقاء على المرأتين في حال سراح. كما تم إيقاف رجلين آخرين، كانا يكشفان الطريق للسيارة، إضافة إلى إيقاف رجل خامس بولاية القصرين (وسط غربي تونس) على علاقة بالعملية، وذلك بعد التنسيق بين النيابة العامة في مدنين والنيابة العمومية بالقصرين.
في سياق آخر، أصدرت المحكمة الابتدائية بتونس المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب، حكما بالسجن لمدة 60 سنة مع التنفيذ العاجل، ضد الإرهابي حاتم المرزيقي المتهم الرئيسي في خلية «وادي مليز» الإرهابية والمحال بحال فرار. ونظرت هيئة القضاء في اتهامات وجهت إلى 21 متّهماً آخر، وقد تم تفكيك هذه الخلية الإرهابية منذ سنة 2016 وكان المتهمون قد أقروا حينها باستعدادهم للانضمام إليها وقرروا التحصن في جبال منطقة جندوبة (180 كلم شمال غربي تونس).
وكشفت التحريات الأمنية التي أجرتها فرق مكافحة الإرهاب، عن أن أحد الموظفين بكلية العلوم القانونية بمدينة جندوبة التي تتبعها منطقة وادي مليز، قد اتفق مع أحد المتهمين على توفير المال والسلاح لعناصر الخلية الإرهابية المذكورة، وقضت المحكمة بسجنهما لمدة 10 سنوات، ووجهت لهما مجموعة من التهم؛ من بينها «تكوين وفاق له علاقة بالجرائم الإرهابية»، و«استعمال تراب تونس لانتداب أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية»، و«جمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص لهم علاقة بالإرهاب».
كما قضت المحكمة ذاتها بـ8 سنوات سجناً في حق متهم، وبمثلها في حق موقوف آخر، اتفقا على توفير الأسلحة للعناصر الإرهابية. كما أصدرت حكماً بالسجن لمدة 6 سنوات في حق 6 متهمين، ووجّهت لهم تهم العزم على الانضمام إلى تنظيم إرهابي، والتبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي. في السياق ذاته، قضت المحكمة بأحكام في حق 5 متهمين آخرين محالين بحالة سراح، وقد تراوحت بين سنة وسنتين و3 سنوات سجناً بسبب تهم حيازة أسلحة دون رخصة.
يذكر أن خلية «وادي مليز» الإرهابية قد تم الكشف عنها وتفكيكها سنة 2016، وتم في تلك العملية الأمنية التي وصفتها حينها وزارة الداخلية التونسية بأنها «استباقية»، اعتقال 16 عنصراً من عناصرها، في حين ظل 5 متهمين محالين بحالة سراح. وكشفت «الداخلية» عن أن أفراد تلك الخلية موالون لتنظيم «داعش» الإرهابي، وقرروا تركيز معسكر إرهابي بجبال جندوبة لتلقي التدريبات على استعمال الأسلحة والمتفجرات، علاوة على نصب الكمائن لوحدات الأمن والجيش.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.