يطرح النحات المصري نجيب معين، رؤية فنية لثقافات البحر المتوسط وتاريخها، في معرضه الجديد «بازيليكا» الذي يستضيفه «غاليري مصر» بالقاهرة، ويضم نحو 16عملاً نحتياً، وأكثر من 10 اسكتشات رسم.
بدأت بذور معرض «بازيليكا» قبل ستة أعوام في مدينة كارارا الإيطالية؛ حيث كان يدرس صاحب المعرض لنيل درجة الدكتوراه، ومع اقترابه من المدرسة الإيطالية في النحت، اجتمعت لديه خيوط شغفه المبكر بفكرة تفاعل الثقافات وتحاورها، بداية من التاريخ المصري القديم، مروراً بالروماني والإيطالي وحتى الإسلامي.
يبتكر صاحب المعرض الذي يفتح أبوابه للزائرين حتى السادس عشر من الشهر الجاري، كتلاً نحتية تجمع بين الملامح البشرية والمعالم المعمارية، التي طالما ألهمته جمالياتها، فشغلته عمارة بيزا وفلورنسا وروما، وأبراج النواقيس في الكنائس، وأعمدة الأديرة التوسكانية، والأروقة الرومانية القديمة، والعقود القوطية، ونوافذ الكاتدرائيات القديمة، وحتى الأرابيسك الإسلامي.
يقول نجيب معين لـ«الشرق الأوسط»، إن عنوان معرضه «بازيليكا» يُحيل إلى «مبنى كان مستخدماً في العصر الروماني كمكان للمرافعات القضائية، وبعد انتشار المسيحية أصبح مكاناً للصلوات والشعائر، ثم تطور مع مرور الزمن»، ومضيفاً: «كنت مُولعاً منذ سنوات دراستي الأولى بدراسة الطرز المعمارية القديمة وتاريخ تطورها، واقتربت في إيطاليا خلال إقامتي بها بالطرز المعمارية، بما فيها من صرحية وتجريد وفلسفة، ولعل أهم ما يميز العمارة الإيطالية أنها أقرب لموسوعة للطرز المعمارية شرقاً وغرباً».
وإلى جانب التأثير الإيطالي يشرح أن «فلسفة النحت المصري القديم هي في التبسيط المليء بالتفاصيل، فتماثيل إيزيس وأوزوريس مثلاً نماذج لهذا، وإذا كانت إيطاليا موسوعة للطرز المعمارية الشرقية والغربية، فمصر هي موسوعة للطرز الإسلامية مجتمعة، ولا تضاهيها في ذلك مدينة أخرى، فكما تأثرت ببرج بيزا الإيطالي تأثرت أيضاً بمسجد السلطان حسن، وشارع المعز، وغيرها من المعالم الإسلامية». ويعتبر معين أن معرضه «نتاج رحلة بحث طويلة بين ثقافات البحر المتوسط، لا سيما تلك التي تمتد في الفترة من عام 1000 وحتى 1600، أو ما تعرف بالعصور الوسطى»، ويقول عنها: «اجتمع في تلك الفترة هذا المزيج الغريب من الطرز المختلفة، فقد ترى في بناء واحد طرزاً إسلامية، وقوطية شمالية، وإيطالية، وبيزنطية، وهو أمر لم يتكرر كثيراً في العصور السابقة لهذه الفترة». كما يبرز العنصر الإنساني في المعرض من خلال وجوه المنحوتات، التي تأخذ ملامح تجريدية هندسية، مُستعيناً بخامات الخشب والبرونز، وكذلك في اسكتشات البورتريهات التي تحمل روح منحوتات المعرض وتتكامل معها.
«بازيليكا»... رؤية فنية بالرسم والنحت لثقافات البحر المتوسط
نجيب معين ابتكر كُتلاً تمزج بين ملامح البشر ومعالم المعمار
«بازيليكا»... رؤية فنية بالرسم والنحت لثقافات البحر المتوسط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة