السعودية: 20 مبادرة للنهوض ورفع وتيرة الحراك في قطاع الإسكان

مساعٍ حكومية لتحقيق أهداف «رؤية 2030»

خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
TT

السعودية: 20 مبادرة للنهوض ورفع وتيرة الحراك في قطاع الإسكان

خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)
خلال العام الماضي استفاد أكثر من 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان (تصوير: خالد الخميس)

باتساع خريطة السعودية، تواصل الحكومة خطواتها المكثفة لحل مشكلة السكن، تحقيقاً لأهداف «رؤية 2030»، وفي مقدمتها الوصول بجودة الحياة، في الوقت الذي حظي الإعلان عن طرح 27 مخططاً سكنياً جديداً، تتوزع على مختلف المناطق، باهتمام واسع، سواء بسبب العدد الهائل من قطع الأراضي السكنية التي توافرت أمام المستفيدين، أو لتأثيره المؤكد على أسعار العقارات، والفوائد الاقتصادية العديدة المترتبة عليه، حسبما قال مختصون.
ويمثل هذا الطرح، امتداداً للمبادرات الحكومية التي وصل عددها في مطلع العام الجديد 2020 إلى 20 مبادرة، صبت كلها باتجاه تمكين الأفراد من امتلاك مساكنهم، علماً بأن هذه المبادرات تأتي في إطار الحراك الكبير الذي أحدثته الدولة في قطاع الإسكان، تنفيذاً لتوجيهات القيادة.
وتوزعت المخططات السكنية الجديدة على عدد من مناطق السعودية، إذ حظيت منطقة مكة المكرمة بـ6 مخططات تضم نحو 13.105 ألف قطعة أرض سكنية في كل من جدة ومكة المكرمة ورنية والجموم، بينما كان نصيب منطقة نجران الواقع في الجنوب الغربي مخططاً واحداً يشمل 7134 قطعة سكنية.
أما منطقة جازان (جنوب السعودية) فحظيت بـ5 مخططات، تضم نحو 6439 قطعة موزعة بين عدد من مدنها. كما تم اعتماد 4 مخططات بمنطقة الرياض بإجمالي 5930 قطعة أراضي، تتوزع بين الخرج والمجمعة والدوادمي والقويعية، فيما حظيت المدينة المنورة بمخطط واحد يضم 3404 أراض سكنية، ومثله بحائل يحوي 2308 قطع، وآخر بمنطقة تبوك يحوي 426 أرضاً سكنية.
وفي منطقة الجوف، تم اعتماد مخططين بإجمالي 675 قطعة، ومثلهما بمنطقة القصيم هما عين فهيد في الآسياح بـ128 قطعة والنبهانية بـ403 قطع، فضلاً عن مخطط في حفر الباطن يضم 5521 قطعة أرض، و3 مخططات في منطقة عسير بإجمالي 779 قطعة أرض.
وعكس توزيع المخططات بين مناطق السعودية، الرؤية الحكومية الشاملة لحل مشكلة السكن، فضلاً عن مساعي وزارة الإسكان بأهمية توفير خيار الأراضي السكنية أمام الأفراد، بحيث يكون لديهم مجال للمفاضلة مع خيارات أخرى مطروحة، كالشقق والفيلات الجاهزة.
وأكد مختصان في الشأن العقاري والاقتصادي أن طرح هذه المخططات، يدل على الحيوية التي يتسم بها أداء الحكومة، ممثلة بوزارة الإسكان، وحرصها المتجدد على توفير أفضل الخدمات للمستفيدين، مؤكدين أن هذه الخطوة ستؤدي من الناحية العملية إلى عدة فوائد؛ أبرزها توفير خيارات أكثر أمام الأفراد، بما يسهل عليهم الحصول على مسكن ملائم يلبي رغباتهم، بجانب رفع نسبة التملّك السكني إلى 70 في المائة بحلول عام 2030 وفقاً لمستهدفات برنامج الإسكان و«رؤية 2030».
وأشاد الدكتور علي بوخمسين الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية، بعمل الوزارة وجهودها في طرح المخططات السكنية، وقال إن «تتابع طرح المبادرات، دليل على ديناميكية ملحوظة، وتركيز مستمر للنهوض بهذا القطاع بكل الآليات، سعياً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030».
وقال: «يعد النهوض بقطاع الإسكان من أبرز مرتكزات (رؤية 2030)، التي وضعت أهدافاً محددة لهذا القطاع»، مضيفاً أن «تمكين المواطن من امتلاك مسكنه الخاص، وزيادة نسبة الأفراد المتملكين لمساكنهم الخاصة، تعد من أبرز أهداف الرؤية، وقد أظهرت الدولة، ممثلة في وزارة الإسكان، قدرتها على الوفاء بكلا المطلبين، عبر ما طرحته ولا تزال من مبادرات».
وتابع: «أطلقت الوزارة بشكل متتابع مجموعة من المبادرات، التي عنيت بحق المواطن، باعتباره محوراً لعملها، حتى وصلت مبادراتها إلى 16 مبادرة في بدايات العام الماضي، ومن ثم توالت مبادراتها لتزيد عن الـ20 مبادرة في مطلع العام الجديد».
ونوه بوخمسين إلى أن الوزارة تتطلع أيضاً إلى التطوير السكني، والشاهد على ذلك قرارها بطرح مجموعة من المخططات في مدينه الرياض، للحد من ارتفاعات أسعار الأراضي»، لافتاً إلى أن هذا التحرك «يسهم في حل أزمة الإسكان كهدف رئيس للوزارة».
وقال بوخمسين: «هذا الإجراء، الذي أدى إلى ضخ مساحات هائلة، تصل في مجموعها إلى 34 مليون متر مربع، سيشكل عنصراً مهماً في السوق العقارية بمدينة الرياض، وسيؤثر بشكل مباشر في تسيير أسعار الأراضي لصالح المستفيدين». وأوضح أن «طرح هذه المساحات في وقت قصير، سيستوعب الطلب بشكل كبير جداً، بما يحقق توازناً ضاغطاً على الأسعار، وهو ما تهدف إليه الوزارة بشكل مباشر، فضلاً عن أنه سيعزز نجاحها في تقليص كلفة بناء المنزل على المواطن، وهذا أهم هدف تسعى الوزارة إلى تحقيقه».

- تعزيز اقتصادي
بتقدير المختص في الشأن الاقتصادي أحمد باعبيد، سيؤدي «طرح المخططات الجديدة، إلى تعزيز الأعمال والبرامج التي تزيد من فرص التنمية الوطنية». وقال: «ستحظى تلك المخططات بالخدمات والبنى التحتية، ليكون السكن وفقاً لمتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية»، لافتاً إلى أن «إشراف الوزارة على تلك المخططات والبحث في أفضليتها يقلل المشكلات، سواء المادية أو الهندسية والفنية أيضاً». وأضاف أن طرح هذه المخططات من شأنه أن يخفف العبء على مراكز المدن، ويساعد في توسيع نطاق الأنشطة والخدمات، بما يوفر بيئة داعمة لجودة الحياة، وتعزيز أدوار المواطنين الاجتماعية والاقتصادية.
وكان برنامج «سكني» التابع لوزارة الإسكان أعلن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن إضافة 7 مخططات سكنية جديدة عبر بوابته الإلكترونية ضمن المخططات السكنية المتاحة للأراضي المجانية التي يستمر البرنامج في طرحها عبر بوابته شهرياً، ليتيح للمستفيد اختيار المخطط السكني المناسب له، وضمت هذه المخططات ثلاثة مخططات بمنطقة مكة المكرمة توفر أكثر من 3 آلاف قطعة أرض موزعة على عدد من المحافظات.
ويشكل اعتماد المخططات السكنية جانباً من جهود وزارة الإسكان المتواصلة، لتوفير بدائل متنوعة أمام الأفراد لامتلاك مساكنهم وفق اختيارهم، وذلك بالتوازي مع إطلاقها مجموعة من مبادرات التمويل العقاري التي تيسر هذه الخطوة على المستفيدين.
وخلال العام الماضي، استفاد أكثر 300 ألف أسرة من خدمات وزارة الإسكان، من بينها 165 ألف أسرة تم دعم قروضها العقارية، و106 آلاف سكنت منازلها، و90 ألف أسرة حصلت على أراضٍ مجانية، إضافة إلى أكثر من 14 ألف أسرة من مستفيدي الإسكان التنموي حصلت على وحدات سكنية بنظام الانتفاع.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».