بنس: سليماني نظّم عمليات استهداف مطارات في السعودية

مسؤول يمني يؤكد صدور توجيهات إيرانية للحوثيين بالاستعداد لضرب مواقع حيوية

TT

بنس: سليماني نظّم عمليات استهداف مطارات في السعودية

فيما سلّط مايك بنس نائب الرئيس الأميركي الضوء على دور القيادي الإيراني قاسم سليماني الذي قتل بغارة أميركية يوم الجمعة الماضي، في استهداف مطارات مدنية بالسعودية، أكد مسؤول يمني صور توجيهات إيرانية للحوثيين بالاستعداد لضرب مواقع حيوية.
وأكد بنس أن «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني الذي كان يقوده سليماني «نظّم إطلاق صواريخ في اليمن أدت إلى مقتل العشرات في المنطقة، شملت أهدافاً داخل اليمن وأيضاً في السعودية». وقال بنس في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «تحت قيادة سليماني، نظّم فيلق القدس في اليمن (عمليات) وأتاح إطلاق صواريخ أدت إلى مقتل العشرات في المنطقة، وشملت تلك الأهداف مطارات مدنية في المملكة العربية السعودية».
وكانت السعودية تعرضت منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» ثم عملية «إعادة الأمل» إلى كثير من المقذوفات العسكرية، والصواريخ إيرانية الصنع، لا سيما أن تقريراً سابقاً للأمم المتحدة أفاد بأن المتمردين الحوثيين في اليمن أطلقوا صواريخ على السعودية صُنع بعض من مكوناتها في إيران. وتعرضت السعودية إلى أكثر من 220 صاروخاً باليستياً، وكثير من المقذوفات العسكرية، كان من بين أهدافها الأماكن المقدسة ومطارات مدنية ومنازل سكنية.
إلى ذلك، كشف مسؤول أمني يمني رصد توجيهات إيرانية لميليشيات الحوثي بتجهيز عناصرها لاستهداف مواقع حيوية، رداً على مقتل قاسم سليماني، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية اليمنية رفعت حالة التأهب استعداداً لمواجهة أي أعمال إجرامية من الميليشيات، ووضعت خطة طوارئ لتلبية احتياجات المناطق كافة من الأفراد والعتاد.
وقال اللواء محمد الشريف وكيل وزارة الداخلية بالحكومة اليمنية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «الوزارة اتخذت التدابير اللازمة ورفعت حالة الاستعداد في جميع القطاعات التي تتبعها، تحسباً لقيام الميليشيات الانقلابية بأعمال عدائية»، لافتاً إلى أن التركيز جارٍ على عدد من المناطق المحررة التي قد تُنفذ فيها أعمال إجرامية لقربها من خطوط التماس مع الميليشيات.
ومن أبرز ملامح استعدادات وزارة الداخلية، وفقاً للواء الشريف؛ تكثيف عمليات المراقبة والمتابعة من الأجهزة الأمنية، ورفع حالة التأهب والاستعداد لقوات التدخل السريع، والدفع بتعزيزات فردية وآلية إلى بعض المناطق في حال حاجتها للدعم المباشر.
وشدد اللواء الشريف على وجود تنسيق استخباراتي مع دول تحالف دعم الشرعية، مؤكداً رصد تحركات من الميليشيات لتنفيذ تهديدات أطلقتها قيادتهم في وقت سابق، متوقعاً أن تبقى تلك التهديدات في محيط الشعارات والخطابات، لأن الانقلابيين سيخسرون ما بقي لهم من سيطرة على بعض المناطق إذا فكرت الميليشيات في القيام بأي عمل طائش يهدد أياً من الدول الكبرى التي تفوق الميليشيات في القوى والتقنية، التي سيكون ردها عنيفاً حال تجرأت الميليشيات على القيام بأي عمل ضدها.
وركّز وكيل وزارة الداخلية على أن القوات الأمنية مستعدة لمواجهة أي تحرك من الميليشيات وخلاياها النائمة التي تتبعها في المناطق المحررة كافة، خصوصاً في ظل ما جرى رصده من معلومات عن تحرك الميليشيات وتواصلها مع قيادات إيرانية وأخذ التوجيهات في ذلك، ومحاولة تجهيز عناصرها لمواجهة أي مواقع حيوية، سواء عن طريق المواجهة الفردية أو بالأسلحة الثقيلة. وقال: «اتخذت الوزارة احتياطاتها الأمنية لإفشال أي مخطط يستهدف مواقع حيوية، وهو ما يؤكد أن هذه الميليشيات تأتمر للقيادات في طهران وتنفذ الأجندة الإيرانية في المنطقة وأنها الذراع العسكرية التي تعول عليها في زعزعة الأمن والاستقرار». وأكد الشريف أن قتل قاسم سليماني انتصار للإنسانية والمظلومين وحقوق الإنسان بصفة عامة، لأنه كان مجرماً وضالعاً في كثير من الأعمال الإرهابية في المنطقة العربية، وهو من نفذ عمليات الدعم المباشر للميليشيات الانقلابية. وأضاف أن استهدافه «يعد خطوة إيجابية للسلم والأمن في المنطقة والعالم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.