النيابة السودانية تحقق في فساد بملف ميناء بورتسودان ومشروع الجزيرة

النيابة السودانية تحقق في فساد بملف ميناء بورتسودان ومشروع الجزيرة
TT

النيابة السودانية تحقق في فساد بملف ميناء بورتسودان ومشروع الجزيرة

النيابة السودانية تحقق في فساد بملف ميناء بورتسودان ومشروع الجزيرة

بدأت السلطات السودانية التحقيق مع عدد من المديرين السابقين لهيئة الموانئ البحرية في ملف الشركة الفلبينية المستأجرة لميناء بورتسودان الجنوبي، فيما شكل النائب العام لجنة تحقيق في التصرف في أصول مشروع الجزيرة.
وقال مصدر قانوني لــ«الشرق الأوسط» إن لجنة مكونة من 3 وكلاء نيابة أخضعت المسؤولين السابقين في الخطوط البحرية وهيئة الموانئ، للتحقيق بشأن تجاوزات عدة يُزعم أنها حصلت خلال السنوات الماضية. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن التحقيق سيتواصل في مخالفات يُفترض أنها حصلت في الحوض العائم وميناء هيدوب لصادرات الثروة الحيوانية والسمكية.
وأصدر المجلس العسكري الانتقالي (المنحل)، في أغسطس (آب) الماضي، قراراً ألغى بموجبه عقد الشركة الفلبينية التي قامت باستئجار الميناء 20 عاماً مقابل 600 مليون دولار.
وأبرمت الشركة عقداً مع النظام السوداني السابق، لكنه قوبل برفض واسع من العاملين بالميناء دخلوا على إثره في إضراب مفتوح شل الميناء لأيام، وسط شبهات فساد حامت حول الصفقة.
في سياق آخر، تبدأ لجنة التحقيق في بيع أصول مشروع الجزيرة، أكبر المشاريع الزراعية في البلاد، عملها الأسبوع المقبل. ومُنحت اللجنة تفويض سلطات النيابة كاملة لإكمال مهامها خلال 3 أشهر. ويقدر البنك الدولي أصول مشروع الجزيرة الذي يعدّ الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط بنحو 100 مليار دولار، وتبلغ مساحته مليوني فدان.
ووجه النائب العام السوداني تاج السر علي الحبر، نداء لمواطني ولاية الجزيرة وسط البلاد، بمد اللجنة بأي مستندات أو معلومات محققة حول التصرف في أي من أصول المشروع بطريقة غير مشروعة.
وتعول الحكومة الانتقالية على المشروع باعتباره من أكبر القطاعات المنتجة التي تسهم في النهضة الاقتصادية بالبلاد.
وشهد مشروع الجزيرة تدهوراً كبيراً خلال الـ30 عاماً الماضية في عهد النظام المعزول، حيث تناقصت المساحة المزروعة إلى ما يقارب النصف، وشُرّد مزارعون نتيجة سياسة الجباية المفروضة على المنتجات الزراعية.
في غضون ذلك، يتوجه وزير الري السوداني ياسر عباس، إلى أديس أبابا اليوم، للمشاركة في اجتماعات سد النهضة التي ستنعقد يومي 8 و9 يناير (كانون الثاني) الحالي، بمشاركة وزراء الري في مصر وإثيوبيا وممثلين من الولايات المتحدة والبنك الدولي كمراقبين.
وقال الوزير عباس، في بيان صحافي، إن الاجتماع سيبحث الملء الأول والمستدام للسد الإثيوبي. وأبدى أمله في أن تتوصل الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) إلى اتفاق حول السد، خصوصاً أن هذا الاجتماع هو الرابع والأخير، قبل أن تستضيف واشنطن اجتماع التقييم في 13 يناير الحالي.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.