ترقب نتائج مباحثات الحكومة... وتعديلات في الأسماء لا تشمل توزيع الحقائب

الراعي يطالب بأن يكون تأليفها متحرراً من الأحزاب وأصحاب النفوذ السياسي

لبناني يغلق مدخل بنك بشاحنة بعد أن رفض فرع المصرف في صيدا السماح له بسحب مدخراته (أ.ف.ب)
لبناني يغلق مدخل بنك بشاحنة بعد أن رفض فرع المصرف في صيدا السماح له بسحب مدخراته (أ.ف.ب)
TT

ترقب نتائج مباحثات الحكومة... وتعديلات في الأسماء لا تشمل توزيع الحقائب

لبناني يغلق مدخل بنك بشاحنة بعد أن رفض فرع المصرف في صيدا السماح له بسحب مدخراته (أ.ف.ب)
لبناني يغلق مدخل بنك بشاحنة بعد أن رفض فرع المصرف في صيدا السماح له بسحب مدخراته (أ.ف.ب)

يسود الترقب في لبنان لما ستؤول إليه مرحلة مباحثات الحكومة الأخيرة، في ظل المعلومات التي كانت تشير إلى إمكانية تأليفها بداية هذا الأسبوع، وهل ستنعكس عملية اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، على مسار الأمور، أم سيتخطاها لبنان ويعلن عن التشكيلة النهائية للحكومة.
وبينما قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك بعض التغييرات تنجز على صعيد الأسماء، من دون أي تبديل في توزيع الوزارات الذي سبق أن اتفق عليه وعلى عددها الذي ثبت عند 18 وزارة، سجل أمس أيضاً وقفة احتجاجية أمام منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب؛ حيث ردد المحتجون هتافات تدعوه إلى الاعتذار.
ومع استمرار المواقف الداعية إلى تحييد لبنان عن المستجدات الإقليمية، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى تشكيل حكومة متحررة من الأحزاب وأصحاب النفوذ السياسي، قائلاً في قداس الأحد، إن «هؤلاء إذا واصلوا نهج المحاصصة والإقصاء والتفرد، فسيفشلون الحكومة في مهدها، ويعادون الشعب اللبناني بعد 80 يوماً من انتفاضته، وكأنه لم يفعلها». وتوجه الراعي إلى المسؤولين السياسيين بالقول: «تيقظوا وتجرَّدوا من مصالحكم الخاصة وحساباتكم، ولا تعتدوا بمالكم وعتادكم ومكانتكم؛ بل كونوا صانعي سلام. فيكفيكم هدماً للدولة ومؤسساتها، وزجاً بها في مزيد من حالات الإفلاس، وإفقاراً للشعب، وانتهاكاً لكرامته».
وفي ظل الانتقادات التي يتعرض لها مسار تشكيل الحكومة، اعتبرت النائبة في «كتلة المستقبل» ديما جمالي، أن هناك من يغَلِّب المصلحة الشخصية على البلاد. وكتبت جمالي على حسابها في «تويتر»: «من اللافت أن معظم الأسماء المارونية البارزة التي نجحت سابقاً تحت عنوان الاستقلالية والاختصاص، تُرفَض من البَعض بـ(فيتو) قوي ودون مبرر». وأضافت: «على ما يبدو أن الطموحات الشخصية أهم من البلاد، وأن فوبيا المنافسة تلاحقهم في كل زمان ومكان، وباتت معياراً يؤثر في تعيين الحاجب وصولاً إلى الوزير».
ومع المعلومات التي تشير إلى محاولة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل التحكم في مسار تشكيل الحكومة، وكان قد نقل عن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب قوله له: «أنا من يشكل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية وليس مع طرف آخر»، توقفت القوى السياسية أمام ما نسب إلى دياب، بحسب ما قالت مصادر مواكبة لمباحثات التأليف، والتي قالت لـ«الشرق الأوسط»: «العبرة في التنفيذ»، مشيرة إلى أن كلام دياب جاء رداً على ما قاله «تيار المردة» وما نقل أيضاً عن أوساط مقربة من «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل»)، لجهة قيام باسيل بتشكيل الحكومة. من هنا أكدت المصادر أنه من الضروري أن يتبين مع ولادة الحكومة ما إذا تمكَّن دياب من وضع حد لشهية باسيل في الحصول على الأكثرية في الحكومة، أي سبع وزارات.
وحول المعلومات التي أشارت إلى أن الوزير باسيل رفض توزير كل من الوزيرين السابقين زياد بارود ودميانوس قطار، إضافة إلى كارول غياط التي كان قد تردد اسمها لتولي وزارة الطاقة، علمت «الشرق الأوسط» أن الاثنين اعتذرا عن عدم المشاركة في الحكومة. وبارود عزا اعتذاره لعدد من الأصدقاء الذين اتصلوا به إلى أنه يختلف في الرؤية مع باسيل، ولديه طريقة مختلفة في الأداء، رغم أنه كان قد ترشَّح ضمن لائحة «التيار الوطني الحر» في الانتخابات النيابية الأخيرة. كذلك، وبعدما كان قد تم تداول اسم ناصيف حتي لتولي وزارة الخارجية، قالت المصادر إن حتي لم يتلقَّ أي اتصال من أحد لتوزيره، وفي حال عرض عليه الأمر فهو سيبحثه انطلاقاً من تركيبة الحكومة وتوجهها في هذه المرحلة الدقيقة في لبنان.
وفي إطار الدعوات المشددة على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، دعا النائب في «حركة أمل» هاني قبيسي إلى «تشكيل حكومة إنقاذ سريعة تعمل لمواجهة كل هذه التحديات، وتحمي سيادة لبنان واستقراره». وقال: «منذ استقالة الحكومة نعيش حالة غير طبيعية، إبان حراك بعضه محق وصادق وبعضه الآخر يطالب بسياسات غريبة. هناك من يعمل ليكون لبنان في حال فراغ ورفض تشكيل حكومة، وهذا يصب في خانة إبقاء لبنان بالفراغ. على المعنيين من أحزاب وسياسيين السعي سريعاً لتشكيل حكومة تواجه كل المؤامرات التي تحاك لهذا الوطن». وأضاف: «هناك من يتلاعب باقتصاد البلد والسياسة النقدية وسعر الليرة ورواتب الناس ومدخراتهم، وعلى رأس هؤلاء المصارف ومن يدعمها من جمعية المصارف والبنك المركزي، وهذه السياسة المشبوهة ستدفعون ثمنها؛ لأنكم لن تتمكنوا من تجويع الشعب، فمن صمد بوجه إسرائيل وانتصر عليها لن تقدر عليه مؤامراتكم».
في المقابل، دعا رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض لإبعاد لبنان عن سياسة المحاور، وتجنيبه الانزلاق إلى أي مغامرات. وقال في بيان: «في قلب منطقة ملتهبة بفعل الصراع الإقليمي والدولي المحتدم، أتى اغتيال سليماني في بغداد ليدخل المنطقة في مرحلة جديدة، قد يكون عنوانها المواجهات المباشرة أمنياً وربما عسكرياً».
وناشد معوض «جميع المسؤولين السياسيين والقوى والأطراف اللبنانية، تغليب لغة المنطق والعقل والمصلحة العليا، في مرحلة يعاني فيها لبنان الأمرَّين، نتيجة الانهيار المالي والاقتصادي الذي يمر به، وذلك عبر العمل الحثيث لإبعاد لبنان عن لعبة المحاور، وتجنيبه الانزلاق إلى مغامرات نحن في غنى عنها». وأكد أن «المصلحة اللبنانية العليا تقتضي تشكيل حكومة في أسرع وقت، تحترم الميثاقية والتوازنات الوطنية، وتكون من أصحاب الاختصاص والكف النظيف، لتعمل من جهة على تأكيد الالتزام بسياسة النأي بالنفس، والابتعاد عن سياسة المحاور»، مشدداً على أن «المطلوب في هذه المرحلة البالغة الدقة والحساسية والخطورة من تاريخ المنطقة، أن نتكاتف حول مؤسساتنا الدستورية، لننقذ وطننا، ونتجنب أي معارك لا مصلحة لنا فيها، ونحن في غنى عنها».



بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».