نصر الله عد قتل سليماني تاريخاً فاصلاً بين مرحلتين

توعد الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية في المنطقة

صورة نشرها أمس موقع قناة «المنار» التابع لـ«حزب الله» من دون تحديد مكان وزمان اللقاء
صورة نشرها أمس موقع قناة «المنار» التابع لـ«حزب الله» من دون تحديد مكان وزمان اللقاء
TT

نصر الله عد قتل سليماني تاريخاً فاصلاً بين مرحلتين

صورة نشرها أمس موقع قناة «المنار» التابع لـ«حزب الله» من دون تحديد مكان وزمان اللقاء
صورة نشرها أمس موقع قناة «المنار» التابع لـ«حزب الله» من دون تحديد مكان وزمان اللقاء

وصف أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، اغتيال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري، بـ«التاريخ الفاصل بين مرحلتين» في المنطقة، متوعداً الولايات المتحدة بدفع ثمن مقتله، داعياً الشعب العراقي إلى تحرير بلاده من الوجود الأميركي. وأطل نصر الله على أتباعه عبر شاشة، متحدثاً إليهم في الحفل التأبيني الذي أقامه «حزب الله»، أمس، في الضاحية الجنوبية. وقال في كلمته إن «الخميس مساءً، ليلة الجمعة، هو تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة، فهو بداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد، ليس لإيران أو العراق، إنما للمنطقة كلها».
وكشف نصر الله عن زيارة قام بها سليماني في أول أيام السنة الجديدة له، مما يؤكد المعلومات التي أشارت إلى أن سليماني كان آتياً من سوريا ولبنان إلى العراق، حيث تم اغتياله. ونشر موقع قناة «المنار»، أمس، صوراً تجمع سليماني ونصر الله، من دون أن يحدد مكان وزمان اللقاء. وقال نصر الله إنه لفت انتباه سليماني لما يتكرر في الصحف الأميركية بكثرة من الحديث عنه، مشيرة كذلك إلى «زيارة لأبي مهدي المهندس قبل 3 أشهر إلى الضاحية، حيث التقى به».
وقال نصر الله إن الرد على الجريمة يجب أن يكون بالقصاص العادل الذي هو الوجود الأميركي العسكري في المنطقة، مضيفاً أن «سليماني يعني الأمة، وهو ليس قضية إيرانية، وهو لا يعفي محور المقاومة من المسؤولية»، متوعداً بعودة الضباط والجنود الأميركيين في النعوش إلى الولايات المتحدة.
وأكد أن الرد على دماء سليماني والمهندس هو «إخراج القوات الأميركية من منطقتنا. وعندما يتحقق هذا الهدف سوف تتحرر القدس، وسيجمع هؤلاء الصهاينة أغراضهم، وقد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل».
وتحدث نصر الله عن عملية الاغتيال، قائلاً: «الخميس ليلاً، غادر سليماني وصحبه علناً إلى مطار بغداد، وكان المهندس في انتظاره. وبعد صعودهم السيارات، تعرض الموكب لقصف صواريخ متطورة من الجو أدى إلى تمزيق كل من فيها، واختلاط أشلائهم واحتراقها. ثم تبنت وزارة الدفاع الأميركية العملية، وفاخر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه هو من أمر بقتل سليماني». وأضاف: «نحن أمام جريمة واضحة، وأمام من أعطى الأمر، أي ترمب، ومن نفذ، أي وزارة الدفاع الأميركية، وهذا ما يجب أن نبني عليه».
وأشار نصر الله إلى أنه «حصلت محاولات كثيرة لاغتيال سليماني، ولم تعلن، وهذا اضطرهم إلى القتل العلني، إضافة إلى مجموعة الأوضاع التي تعيشها منطقتنا، والانتخابات الأميركية المقبلة». ورأى أمين عام «حزب الله» أن «فترة ترمب الرئاسية سادها فشل وإرباك وعجز، فكان هدفه إسقاط إيران، أو السيطرة على أدائها السياسي للوصول إلى اتفاق نووي جديد، لكن الإيراني لم يتجاوب». وتوقف عند بيان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قائلاً: «خلال زيارته إلى لبنان، كاشف أنه نقل تهديداً بإزالة سلاح للحزب من البقاع خلال 15 يوماً، فرفضنا التهديد، وأبلغنا من يعنيهم الأمر بأننا سنرد على إسرائيل، إذا أصرت على إزالة السلاح، ولم تتجرأ إسرائيل على القصف لأنها تعرف الرد». كما تحدث نصر الله عن «فشل أميركا في اليمن، وسعيها لإجراء محادثات مع (طالبان) في أفغانستان، وفشلها في تحقيق صفقة القرن رغم الحروب على غزة، في حين أن مشروع ترمب في العراق هو السيطرة على النفط، ولا يريد وجود دولة تمنعه من ذلك». وأكد أن «ما أفشل هذا المشروع هو الموقف العراقي في إنهاء المعركة مع (داعش)، وهنا يأتي دور سليماني والمهندس و(الحشد الشعبي) والجيش العراقي، بتأييد من المرجعية الدينية في العراق».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».