مكتب نتنياهو يبدأ البحث في ضم غور الأردن

الفلسطينيون يتحدثون عن مصادرة 100 ألف دونم من أراضيهم هناك

فلسطيني يعيد لافتة بلدة عين البيضا جنوب الخليل التي اسماها مستوطنون «افيجيل سبرينغ» (إ ف ب)
فلسطيني يعيد لافتة بلدة عين البيضا جنوب الخليل التي اسماها مستوطنون «افيجيل سبرينغ» (إ ف ب)
TT

مكتب نتنياهو يبدأ البحث في ضم غور الأردن

فلسطيني يعيد لافتة بلدة عين البيضا جنوب الخليل التي اسماها مستوطنون «افيجيل سبرينغ» (إ ف ب)
فلسطيني يعيد لافتة بلدة عين البيضا جنوب الخليل التي اسماها مستوطنون «افيجيل سبرينغ» (إ ف ب)

على الرغم من الانتقادات الدولية، وقرار المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية اعتبار الاستيطان جريمة حرب، عقدت اللجنة الوزارية الخاصة برئاسة مدير ديوان رئيس الوزراء، رونين بيرتس، أولى جلساتها للبحث في ضم منطقتي غور الأردن وشمال البحر الميت إلى إسرائيل.
وقالت مصادر سياسية إن الاجتماع تم بتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الرغم من «معرفته واعترافه بوجود صعوبات قانونية في دفع خطوة كهذه خلال ولاية حكومة انتقالية، وقلقه من تحذيرات المدعية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، التي قالت فيها إن التصريحات باتجاه ضم أراضٍ محتلة، يمكن أن تكون ضمن التحقيقات ضد مسؤولين إسرائيليين بالضلوع في جرائم حرب بحق الفلسطينيين».
كانت هذه المصادر قد أشارت إلى أن نتنياهو أقدم على تشكيل هذه اللجنة، لغرض، وخوفاً من اتهام اليمين المتشدد له بالتراجع عن تصريحاته بضم المنطقتين. وقالت إن «الغاية طمأنة الرفاق في اليمين بأن فكرة الضم لم تهمل، ونتنياهو لم يرضخ للضغوط الدولية. لكن اللجنة، التي تضم ممثلي كل الوزارات المعنية، وكذلك الجيش الإسرائيلي ومجلس الأمن القومي، باشرت البحث بكل جدية في الخطوات العملية الضرورية لترجمة تصريحات ووعود نتنياهو إلى لغة الفعل، وتعد لتقديم مشروع قرار بهذا الشأن، وتفحص ما هو الأفضل، هل صياغة مشروع قرار للحكومة أو مشروع قانون سيطرح في الكنيست من أجل (ضم رسمي)».
في السياق، قال مسؤول فلسطيني إن إسرائيل صادرت عشرات آلاف الدونمات من الأغوار في وقت قصير. وأوضح مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات، أن 100 ألف دونم من أراضي الأغوار أصبحت مصادرة من قبل الاحتلال الذي أعلنها مناطق عسكرية مغلقة في الآونة الأخيرة، في محاولة لمحاربة الوجود الفلسطيني، والاستيلاء على أراضي المواطنين، ومنعهم من زراعتها واستخدامها وتحويلها لصالح المستوطنين.
وأضاف بشارات، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، أمس، أن «الاحتلال والمستوطنين يدخلون بشكل يومي لأراضي المواطنين بالأغوار ضمن نظام العصابات وقطاع الطرق»، مشيراً إلى قرارات محكمة الاحتلال بشرعنة كل إجراءات الاحتلال في الأغوار من مصادرة الأراضي والجرارات الزراعية، وهدم مساكن المواطنين، وترحيلهم.
وتمتد الأغوار الفلسطينية من بيسان حتى صفد شمالاً؛ ومن عين جدي حتى النقب جنوباً؛ ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً. وتبلغ المساحة الإجمالية للأغوار 720 ألف دونم. وتشكل منطقة الأغوار ربع مساحة الضفة الغربية، ويعيش فيها 50 ألف مواطن بما فيها مدينة أريحا، وهو ما نسبته 2 في المائة من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتسيطر إسرائيل على 400 ألف دونم بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة؛ أي ما نسبته 55.5 في المائة من المساحة الكلية للأغوار، ويحظر على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.
يذكر أن نتنياهو كان قد أعلن خلال مؤتمر صحافي، قبل أسبوع من انتخابات الكنيست السابقة، في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، أنه إذا أعيد انتخابه سيعمل من أجل «فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت»، وأنه سيعمل في هذا السياق بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب. وقد حذره المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، من أن ضم غور الأردن من شأنه أن يقود إلى فتح تحقيق جنائي دولي ضد إسرائيل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.