عند منتصف الإجازة السنوية لترمب بمناسبة أعياد الميلاد، عقد الرئيس الأميركي اجتماعاً مهماً داخل منتجع «منتجع مارالاغو» بولاية فلوريدا، حيث يقضي عطلته، بحضور كبار مستشاريه في الأمن القومي، لبحث رد فعل واشنطن حيال الهجمة الصاروخية التي نفذتها كتائب موالية لإيران ضد قاعدة عسكرية أميركية بالقرب من كركوك، وأدت إلى مقتل متعاقد مدني أميركي وإصابة عدد من الجنود.
كان أبرز الاقتراحات التي قدمها له مستشاروه في هذا الاجتماع هو استهداف قاسم سليماني، الجنرال الإيراني، والرجل المسؤول عن مقتل مئات الأميركيين، وفقاً لما نقلته وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية.
تحمّس ترمب تجاه خيار استهداف سليماني، وهو الخيار الذي تجنبه أسلافه في البيت الأبيض، غير أن بعض مستشاريه أبدوا قلقهم حول المشروعية القانونية لتنفيذ الهجوم دون دليل إدانة على تنفيذ سليماني الهجوم الأخير الذي استهدف القاعدة الأميركية، وطرحوا مقترحات أخرى حول الموضوع عبر النقاش مع وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبير ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، في الأيام اللاحقة لهذا الاجتماع. وتضمن أحد هذه الحلول هو قصف قاعدة المجموعة التي يُلقى عليها اللوم في قتل المقاول الأميركي.
غير أن هذه الاقتراحات لم يتحمس لها ترمب، وظل مفضلاً خيار استهداف سليماني، التزاماً بسياسته التوسعية في المرحلة المُقبلة.
حسم هذا الخلاف، معلومات استخباراتية أتت إليهم الخميس الماضي، تؤكد عزم سليماني التخطيط لعمليات مُقبلة ضد الأميركيين في العراق؛ ليتحول هذا المقترح لقرار فعلي عبر تسيير طائرة مسيرة دون طيار تنفذ ضربة على موكبه بمطار بغداد يوم (الجمعة) الماضي.
وتتقاطع هذه المعلومات مع ما نشرته وكالة «رويترز» للأنباء لاحقاً حول صدور قرارات من جانب سليماني إلى أكبر حلفائه في العراق، نائب قائد «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس، وزعماء فصائل قوية أخرى بتكثيف الهجمات على أهداف أميركية في البلاد باستخدام أسلحة متطورة جديدة قدمتها لهم إيران، وفقاً لقائدين في الفصائل ومصدرين أمنيين مطلعين على اجتماع انعقد بين الجنرال الإيراني في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، مع حلفائه من الفصائل الشيعية المسلحة بالعراق في فيلا على نهر دجلة، على الجانب الآخر من مجمع السفارة الأميركية في بغداد.
وذكرت المصادر المطلعة على الاجتماع وسياسيون عراقيون ومسؤولون مقربون من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن خطط سليماني لمهاجمة القوات الأميركية كانت تهدف إلى إثارة رد عسكري، من شأنه أن يحول ذلك الغضب المتصاعد صوب الولايات المتحدة.
يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تحدث في مؤتمر صحافي، من مقر عطلته، وأكد أنه لا يتوقع الحرب مع طهران، بعد أن حاول متظاهرون مؤيدون لإيران اقتحام السفارة الأميركية في العراق.
وقال ترمب عندما سأله أحد المراسلين عن احتمال الحرب مع الجمهورية الإيرانية: «أنا لا أرى ذلك يحدث». وأضاف قبيل مشاركته باحتفالات العام الجديد «أنا أحبّ السلام»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ترمب إن طهران ستدفع «ثمناً باهظاً» بعد محاولة اقتحام آلاف العراقيين المؤيدين لإيران السفارة الأميركية في بغداد. وأضاف أن «إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي خسائر بالأرواح أو أضرار لحقت بمرافقنا»، شاكراً القادة العراقيين «استجابتهم السريعة» لحماية السفارة.
«منتجع مارالاغو»... كواليس قرار ترمب القضاء على سليماني
«منتجع مارالاغو»... كواليس قرار ترمب القضاء على سليماني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة