عبد المهدي: يجب إنهاء وجود القوات الأجنبية في أقرب وقت ممكن

جانب من جلسة البرلمان العراقي (واع)
جانب من جلسة البرلمان العراقي (واع)
TT

عبد المهدي: يجب إنهاء وجود القوات الأجنبية في أقرب وقت ممكن

جانب من جلسة البرلمان العراقي (واع)
جانب من جلسة البرلمان العراقي (واع)

بدأ مجلس النواب العراقي جلسته الاستثنائية، اليوم الأحد بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، حيث سيتم بحث مصير القوات الأميركية في البلاد البالغ عديدها 5200 جندي بعد اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس.
وقال عبد المهدي أمام البرلمان إن  «إنهاء وجود القوات الأجنبية أفضل للعراق رغم الصعوبات الداخلية والخارجية التي قد تحدث»، مضيفا أ ن«العراق كان بلا قوات أجنبية بين 2011 و2014 ولم تتضرر العلاقات مع أميركا».
وأضاف رئيس حكومة تصريف الأعمال أن الطائرات المسيرة الأميركية والمروحيات تجوب سماء بغداد دون إذن رسمي، مشيراً إلى ضرورة إنهاء الوجود الأجنبي في أقرب وقت ممكن. 
وقال نواب إنهم سيسعون خلال الجلسة إلى إجراء تصويت على قرار يلزم الحكومة بمطالبة واشنطن بسحب القوات الأميركية من العراق.
وينظر إلى جلسة البرلمان العراقي اليوم على أنها بين الأكثر أهمية في تاريخه. واعتبر نواب موالون لإيران أن من يعارض التصويت على خروج القوات الأميركية «خونة»، في وقت يسعى الأكراد والسنة داخل المجلس إنقاذ الوجود الأميركي الذي يقابل النفوذ الإيراني المتزايد في البلاد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وصرح نائب في البرلمان ظهر اليوم بأن النواب السنة والأكراد لم يحضروا الجلسة المقررة لمناقشة إلغاء الاتفاقية الأمنية وإنهاء وجود القوات الأميركية في العراق.
وقال النائب كاظم الصيادي ، للصحفيين في البرلمان: «لغاية منتصف النهار لم يحضر نواب التحالف الكردستاني ولا النواب السنة إلى البرلمان لمناقشة تداعيات الخروقات التي تقوم بها القوات الأميركية في العراق وإلغاء الاتفاقية الأمنية بين البلدين». وأضاف أن «رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي سيحضر جلسة البرلمان لكشف الخروقات الأميركية في العراق خاصة، وأن القوات العسكرية الأميركية أصبحت تحارب القوات العراقية والحكومة وإهانة الدستور وإثارة الفرقة في البلاد»، على حد وصفه. وذكر أن «مطالبنا في جلسة اليوم هو إخراج القوات الأميركية بالكامل من العراق وإلغاء الاتفاقية الأمنية ، وسنطلب من رئاسة البرلمان فضح جميع أسماء النواب الذين لم يحضروا جلسة البرلمان».
ويقول المسؤول الأميركي السابق والباحث في مركز «أتلانتيك كاونسيل» للأبحاث توم واريك لوكالة الصحافة الفرنسية «من خلال حلفائه في العراق، سعى قاسم سليماني لرحيل القوات الأميركية». ويضيف «إذا انسحبت القوات الأميركية، فإن ذلك يمنح سليماني انتصاراً بعد مماته».
وأعلنت واشنطن بعد التصعيد الأخير نشر نحو 3500 جندي إضافي في المنطقة. كما قرر التحالف الدولي ضد المتطرفين خفض عملياته العسكرية في العراق، وتعزيز الاجراءات الأمنية في المواقع التي توجد فيها قوات أميركية. وقال مسؤول عسكري أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنقوم بعمليات محدودة ضد تنظيم (داعش) مع شركائنا».
ووصل جثمان سليماني فجر الأحد إلى مطار الأحواز جنوب غربي إيران حيث اجتاح حشد هائل شوارع المدينة للمشاركة في تشييع قائد فيلق القدس، قبل أن ينقل جثمانه إلى طهران ثم مشهد (شمال شرق) وقم (وسط)، قبل دفنه الثلاثاء في مدينة كرمان، مسقط رأسه جنوب شرقي البلاد.
وأعلنت هيئة «الحشد الشعبي» العراقي أن جثمان المهندس نقل إلى إيران أيضا لإجراء عملية فحص الحمض النووي بسبب «تشابك الأشلاء» مع سليماني.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد وزير الخارجية الإيراني للمجيء إلى بروكسل، على ما أفاد بيان صدر عن الاتحاد، وحض مرة جديدة على «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».