«إفتاء مصر»: «غزو الإرهابيين» لوسائل التواصل وراء عدم استقرار المنطقة

السجن 3 سنوات لمتهم بمهاجمة قسم شرطة

TT

«إفتاء مصر»: «غزو الإرهابيين» لوسائل التواصل وراء عدم استقرار المنطقة

فيما عده مراقبون بأنه «يأتي في إطار آليات مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، والجماعات المتشددة»، طالبت دار الإفتاء المصرية، أمس، «المؤسسات المعنية في الدول بخوض مواجهة فكرية جادة، مؤسسة على رؤية عميقة ودراسات دقيقة، بطريقة علمية حديثة وردود منهجية، تتجاوز مرحلة الشجب والخطابة، إلى مرحلة الرصد والتحليل ومتابعة تطور هذه الأفكار المتشددة من جذورها التاريخية والاجتماعية، حتى وصلت إلى هذا الحد من الشراسة والعنف». وقال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، إن «المواجهة الفكرية الجادة سوف تقضي على ظاهرة التطرف والإرهاب من جذورها، وتدعم جهود الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في دول المنطقة العربية كافة».
في حين قالت دار الإفتاء إن «استخدام الجماعات المتطرفة والإرهابية لكل وسائل التكنولوجيا الحديثة من تصوير، وعرض، وغزو لوسائل التواصل الاجتماعي، لبث فكرهم المتطرف، وجذب المزيد من الشباب المتحمس، لدفعهم إلى أتون الحروب والعمليات الانتحارية، جعل التطرف والإرهاب يتحول من ظاهرة فردية عشوائية إلى ظاهرة جماعية منظمة، تدخل في تحالفات دولية لا تراعي البعد الأخلاقي ولا الإنساني، فضلاً عن الديني... ولا شك أن هذا التطور، قد تسبب في إيجاد حالة من عدم الاستقرار في العديد من دول المنطقة العربية».
ونظمت وزارة الشباب والرياضة في مصر أمس، تحت رعاية جامعة الدول العربية مؤتمراً بعنوان «الشباب واستخدام التكنولوجيا في مكافحة الإرهاب والتطرف»، بحضور مجموعة من الشباب العربي من دول «المملكة العربية السعودية، واليمن، والأردن، وليبيا، والجزائر، وفلسطين، والبحرين، والكويت، والعراق، والمغرب، وتونس، والسودان، وجزر القمر، إلى جانب مصر».
وقال مفتي مصر، إن «الأفكار الدينية المغلوطة تُعد من أهم الأخطار التي نواجهها على المستوى المحلي والدولي؛ وذلك لأن التطرف الديني في العادة لا يقف عند حد الفكر المتشدد المنطوي على نفسه القابع في زاويته؛ بل سرعان ما يتطور إلى مرحلة فرض الرأي، ثم محاولة تطويع المجتمع بأسره قسراً لهذا الفكر، ولا سبيل له إلا العنف والإرهاب وسفك الدماء»، موضحاً أن «هذه المتوالية التي نطلق عليها (التأسلم السياسي) تتشابه وتتكرر؛ بل تزداد ضراوة وتأثيراً وعنفاً بشكل متسارع، ولم يعد المتطرف كما كان سابقاً، يطمح إلى حرق نادٍ، أو تحطيم ملهى، أو هدم ضريح؛ بل لم يعد يقف عند حد اغتيال مواطن له رأي ما أو مسؤول كبير... بل توسعت طموحات (الإرهابيين) إلى حد تلقي تمويلات، وإقامة جيوش، وتسليح كتائب، واستقطاب الشباب وتدريبهم وإعاشتهم ودمجهم في كيانات وميليشيات منظمة».
من جهتها، قالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي بمصر، خلال المؤتمر أمس، إن «الفقر يؤدى جزئياً إلى الإرهاب، والإرهاب يؤدي إلى فقر الدول باستنزاف مواردها». ودعت القباج إلى «تشكيل كيانات مجتمعية وقاعدية لعقد اجتماعي يقوم على الممارسة الصحيحة للمشاركة وتحديد واضح بين الأجهزة الحكومية والأهلية»، لافتةً إلى «استضافة وزارة التضامن الاجتماعي تدريب الاختصاصيين الاجتماعيين على الكشف المبكر على الفكر الإرهابي، كما تنظم الوزارة ورشة الإعلاميين لمواجهة الفكر المتطرف».
على صعيد آخر، قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بالسجن 3 سنوات لمتهم في إعادة محاكمته في القضية المعروفة إعلامياً بـ«اقتحام قسم شرطة أول مدينة نصر» التي تعود إلى عام 2013.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.