البرلمان التونسي يصوت الجمعة على حكومة الجملي

انقسام في {النهضة} حول منحها الثقة

TT

البرلمان التونسي يصوت الجمعة على حكومة الجملي

قرر البرلمان التونسي الذي اجتمع أمس أن يكون موعد تنظيم الجلسة العامة المخصصة لمنح الثقة لحكومة الحبيب الجملي الجمعة المقبل، وذلك بعد جلسة «ساخنة»، شددت فيها المعارضة على الإسراع في منح الثقة للحكومة حتى تبدأ سريعاً في تنفيذ قرارات اجتماعية واقتصادية عاجلة. لكن حركة «النهضة» (إسلامية)، وحزب «قلب تونس» الذي يتزعمه نبيل القروي المرشح السابق للرئاسة، كان لهما رأي مختلف، حيث تمسكا بعقد الجلسة يوم الجمعة المقبل للتباحث أكثر في تشكيلتها.
وشهدت الجلسة التي عقدها مكتب البرلمان، برئاسة راشد الغنوشي، خلافات حادة حول تاريخ الجلسة المخصصة لنيل الثقة، حيث تمسكت الكتل البرلمانية الممثلة للمعارضة بيوم الثلاثاء المقبل كتاريخ لعقد هذه الجلسة، فيما رأى ممثلو حركة «النهضة» وحزب «قلب تونس» أن تنعقد هذه الجلسة يوم الجمعة المقبل، لكن رئيس البرلمان راشد الغنوشي حسم الأمر بتحديد تاريخ الجمعة المقبل، بدل الثلاثاء.
وفي غضون ذلك، عقد مجلس شورى «النهضة»، أمس، اجتماعاً لتحسم فيه الحركة موقفها بخصوص منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي من عدمه. وأكدت مصادر مقربة من الحزب الإسلامي، الذي يتزعمه راشد الغنوشي، أن وجهات النظر ما تزال متباينة بشأن حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة التي أقرها الحبيب الجملي رئيس الحكومة المكلف، إذ إن شقاً داخل «النهضة» لا يريد تحمل مسؤولية ما ستفرزه هذه الحكومة من نتائج، نظراً إلى أنه غير ممثل فيها بكفاءات حزبية يختارها بنفسه، بينما هناك شق آخر يركز على المصلحة العامة، ويفضل منح الثقة للحكومة، لكنه يدعو الحبيب الجملي -في المقابل- إلى إدخال بعض التعديلات على مستوى التشكيلة الحكومية.
وفي هذا الشأن، قال عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة النهضة، في تصريح قبيل اجتماع لمجلس الشورى، إن الحكومة المقترحة يمكن أن تعرف بعض «التحسينات» قبل عرضها على البرلمان، وهو ما اعتبره مراقبون من قبيل المستحيل، لأن ذلك «يضرب الحكومة في مقتل»، ويعكس صورة سلبية عن خيارات الجملي. كما أن رئيس الحكومة المكلف غير مستعد للعودة إلى نقطة البداية، مع ما قد تثيره من خلافات سياسية جديدة. وأضاف الهاروني أن مجلس شورى الحركة سيناقش في المقام الأول تركيبة حكومة الجملي، وتحديد موقف نهائي في شأنها، مؤكداً أن «النهضة» تطمح إلى تقديم حكومة قوية قادرة على مجابهة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها تونس بمختلف فئاتها.
ويشترط القانون التونسي حصول الحكومة الجديدة على الأغلبية المطلقة، المقدرة بـ109 أصوات من إجمالي الأصوات البالغ 217 صوتاً، وهو رقم صعب المنال، على اعتبار أن معظم الأحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة امتنعت عن الانضمام إلى الائتلاف الحاكم الذي تتزعمه حركة النهضة، وهددت بسحب الدعم عنها. وفي حال عدم حصول الحكومة الجديدة على ثقة البرلمان، فإن الفصل 89 من الدستور ينص على إجراء رئيس الجمهورية في أجل 10 أيام مشاورات جديدة مع الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية لتكليف الشخصية الأقدر على تكوين حكومة في أجل أقصاه شهر.
وفي سياق ذلك، دعا حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، المعروف باسم «الوطد»، وهو الحزب الذي أسسه القيادي اليساري الراحل شكري بلعيد، إلى عدم منح الثقة للحكومة المقترحة، بحجة أنها «لا تلبي طموحات التونسيين، ولا علاقة لها بالاستقلالية، على عكس ما يدعي رئيسها».
كما انتقد «الوطد» خيارات الجملي، بقوله إن الحكومة المقترحة «تعكس إرادة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وبطانته داخل الحركة، وخوفه الشديد من بعض الملفات والشبهات التي تحوم حوله»، بحسب بيان أصدره الحزب.
كما أشار «الوطد» إلى «وجود أعضاء ضمن الحكومة يدافعون عن الاستبداد، ومعادون للديمقراطية والحرية واستقلال القضاء، ومرتبطون بمصالح لوبيات، ومحل شبهة في علاقتهم بملفات إرهابية، ومنها ملف الجهاز السري» الذي تتهم النهضة بتشكيله للسيطرة على المشهد السياسي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.