تحذيرات من عرقلة تشكيل الحكومة... وترقب لموقف نصر الله اليوم

السنيورة يدعو لإبعاد لبنان عن تداعيات اغتيال سليماني

TT

تحذيرات من عرقلة تشكيل الحكومة... وترقب لموقف نصر الله اليوم

نشطت الدعوات لتحييد لبنان عن التطورات الإقليمية بعد اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني في العراق، في وقت لم يطرأ أي جديد على صعيد حلحلة العقد الحكومية التي تنامت التحذيرات من تأخيرها بشكل إضافي، وسط مخاوف من أن تعرقل التطورات الإقليمية مسار تشكيل الحكومة الذي أُرجئ إلى الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالة الأنباء «المركزية» عن مصادر خشيتها من أن يكون التريث الذي طرأ، سببه ترقّب ما سيقوله الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في مناسبة تأبين يقام لسليماني في الضاحية الجنوبية، اليوم الأحد. واعتبرت أن «رفع السقف سياسياً وعسكرياً قد يُعيد خلط الأوراق على الطاولة الحكومية، إذ سيعني أن تركيبة «الاختصاصيين» التي وضعها دياب، لم تعد تفي بالغرض في نظر الحزب بعد أن تجاوزتها تطورات المنطقة، وباتت العودة إلى حكومة سياسيين، أو تكنو - سياسية بأفضل حال، ضرورية».
وأمل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن «يبقى لبنان بعيداً عن التداعيات السلبية القائمة والمحتملة»، قائلاً في بيان، أن «شعب لبنان لا ينقصه مزيد من المشكلات والتعقيدات في هذه الظروف، لذلك وجب القول إلى من يندفعون للمواجهة والردود العنيفة، أبعدوا الشرور عن لبنان وتوقفوا عن كل أمر لا تكون المصالح الوطنية اللبنانية هي أساسه وأهدافه».
وفي السياق نفسه، رأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب زياد الحواط أن «على (حزب الله) الفصل بين الصداقة مع الدول المجاورة ولبنانيته، فأي عملية عسكرية سوف تنعكس سلباً على المصالح اللبنانية والاقتصاد اللبناني». ودعا الحواط إلى «الإسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين لإنقاذ البلد من الأزمة الاقتصادية»، محذراً من «الأسوأ في حال لم تتشكل في غضون أسبوع». وجدد موقف القوات اللبنانية بـ«عدم المشاركة في الحكومة ولا حتى في المشاورات بينما الآخرون رغم إعلانهم عدم المشاركة يدخلون على خط المشاورات» آملاً أن «يكون الرئيس المكلف حسان دياب هو فعلاً من يشكل الحكومة وليس فريقاً سياسياً معيناً».
ولم يُسجل خرق واضح في حلحلة العقد المسيحية والسنية لتولي حقيبتي الخارجية والداخلية، حيث يتم طرح أسماء لا تلقى قبولاً، في وقت حمّل النائب هاني قبيسي (من حركة «أمل») المسؤولية لأطراف لم يسمها تريد أخذ البلاد إلى الفراغ.
وطالب قبيسي السياسيين «بألا يسهموا بفراغ جديد في لبنان لأن ما حصل بعد استقالة الحكومة من سياسات لا تعمل لمصلحة الوطن، لأن الاستقالة جاءت في غير وقتها وتعطيل تشكيل الحكومة يراد منه أخذ لبنان إلى الفراغ».
في غضون ذلك، أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله أن «الحزب التقدمي الاشتراكي، سيبقى مهما تغيرت الظروف، وتبدلت الحكومات، مؤتمناً على التزامه بقضايا الفقراء وذوي الدخل المحدود، وسيبقى نضالنا الأساسي منكباً على الدفاع عن مصالح العمال والفلاحين وصغار الكسبة، وسنحافظ على عهدنا بالتصاقنا بقضايا الوطنيين الحقيقيين على مساحة كل الوطن».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.