رالي داكار: 351 سائقاً يدشنون رحلة السباق المثير نحو القدية

ينطلقون اليوم من جدة على متن سيارات وشاحنات ودراجات نارية

صورة الملك سلمان وولي العهد على شاشة العرض في قرية داكار (أ.ب)
صورة الملك سلمان وولي العهد على شاشة العرض في قرية داكار (أ.ب)
TT

رالي داكار: 351 سائقاً يدشنون رحلة السباق المثير نحو القدية

صورة الملك سلمان وولي العهد على شاشة العرض في قرية داكار (أ.ب)
صورة الملك سلمان وولي العهد على شاشة العرض في قرية داكار (أ.ب)

دشن الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، والأمير عبد العزيز الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة، مساء أمس، بطولة رالي داكار السعودية 2020، بحضور الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية والأمير خالد بن مشعل بن ماجد، بقرية داكار على كورنيش محافظة جدة الشمالي، وتستمر منافساتها حتى 17 يناير (كانون الثاني) الحالي.
ويقام هذا السباق العالمي في القارة الآسيوية للمرة الأولى بعد احتكار دام 30 عاماً في قارتي أفريقيا وأميركا الجنوبية، كأحد أصعب وأشهر الراليات الصحراوية في العالم.
ويُعد سباق رالي داكار السعودية 2020 امتداداً رائعاً للنسخ السابقة من الرالي، الذي جرى عبر تاريخه في 3 دول أوروبية و21 دولة أفريقية و5 دول في أميركا الجنوبية، ويمتد السباق في نسخته الأولى بالمملكة لمسافة 7856 كيلومتراً، منها 5097 كيلومتراً على الطرق الوعرة، وهي المسافة الأطول في تاريخ داكار، بينما تبلغ مسافة السباق على الطرق الممهدة 2759 كيلومتراً.
ويشهد الرالي مشاركة 556 سائقاً من 62 دولة حول العالم، من بينهم 47 سائقاً مخضرماً شاركوا في 10 نسخ على الأقل من داكار، كما ستكون صحراء المملكة شاهدة على مشاركة 85 متسابقاً يشاركون للمرة الأولى في السباقات، حيث ينطلق الرالي من مدينة جدة ثم تسير الفرق لمسافة 752 كيلومتراً عبر الكثبان السريعة، قبل أن يتغير مسار التحدي الصعب إلى أعلى في الشمال قرابة 900 كيلومتر عبر مشروع البحر الأحمر، حتى يصل إلى مدينة نيوم المستقبلية، حيث تصل الرحلة الشيقة التي تتخللها سلسلة من الوديان والجبال إلى أعلى نقاطها عند ارتفاع 1400 متر.
ويمر بعد ذلك السائقون وفرقهم المشاركة في رالي داكار السعودية بمنطقة من الرمال والحصى تمتد لمسافة 676 كيلومتراً خلال رحلتهم الصعبة من نيوم إلى العلا في المرحلة الرابعة من السباق، ثم يتوجب عليهم اختبار قدراتهم الملاحية عند مرورهم على التلال الرملية لحائل في طريقهم المتحدر صوب الرياض.
ويحصل المتسابقون على يوم راحة في العاصمة الرياض قبل أن تستأنف الرحلة باليوم الأطول من أيام الرالي، من حيث المسافة، حيث يقطع المشاركون في طريقهم مسافة قدرها 741 كيلومتراً، ثم ينعطف مسار السباق تجاه الغرب في وسط صحراء المملكة الشاسعة قبل الالتفاف للخلف والمضي شرقاً تجاه منطقة حرض في محافظة الأحساء، وهو ما يعني دخول منطقة الربع الخالي ثم الاقتراب نحو خط النهاية في منطقة «القدية» التي ستشهد تتويج الفائز برالي داكار السعودية 2020.
يذكر أن فعاليات قرية داكار تأتي متزامنة مع انطلاق الحدث الرياضي الكبير، بمشاركة منتجين موسيقيين من المملكة، فضلاً عن تقديم كثير من الفقرات المتنوعة، وفي طليعتها عروض السيرك الحركية لفريق «كيتونب»، إلى جانب الفعاليات المتعلقة برياضة المحركات، بالإضافة إلى التقديم الرسمي للمركبات المشاركة في هذه النسخة الـ42 من الرالي العالمي، حيث صعد السائقون بمركباتهم إلى مسرح القرية أمام الجماهير الحاضرة متعرفين عن كثب على فئات المركبات المشاركة في السباق.
كما تستضيف القرية متحف «اكتشف داكار»، الذي يحتوي على مواد مصورة ومرئية توثق تاريخ الرالي الأعرق في العالم، وتقديم لمحة عن المملكة العربية السعودية وتاريخها وثقافتها الأصيلة، كما شهدت القرية إقامة 4 عروض «للموتوكروس»، وأكروباتي للدراجات النارية، كما يوجد للأطفال والعائلات نصيب من الفعاليات المقامة، من خلال الاستمتاع بألعاب السيارات الكهربائية والواقع الافتراضي.
من جانبه، يأمل الإسباني فرناندو ألونسو في تحقيق إنجاز تاريخي بأن يصبح أول بطل عالم سابق للفورمولا واحد يفوز برالي داكار الصحراوي الذي تستضيفه السعودية.
وسيكون ألونسو (38 عاماً) المتوج بطلاً للعالم للفئة الأولى مع رينو في عامي 2005 و2006، واحداً من 351 سائقاً سينطلقون اليوم (الأحد)، من مدينة جدة في الفئات الخمس (سيارات، شاحنات، دراجات نارية، الدراجات الرباعية كواد والباغي المفتوحة سايد باي سايد).
وسيشارك السائق الإسباني في منافسات فئة السيارات على متن «تويوتا»، برفقة مساعده مواطنه مارك كوما، آملاً في أن يضيف إلى سجله المذهل في سباقات السرعة، لقب الرالي الصحراوي الذي كان يقام في أميركا الجنوبية خلال الأعوام الماضية.
وابتعد ألونسو عن سباقات الفورمولا واحد بنهاية عام 2018، وفاز بسباق التحمل «لومان 24 ساعة»، ويأمل في أن يحرز لقب سباق «انديانابوليس 500» في الولايات المتحدة ضمن منافسات «اندي كار» هذا العام أيضاً. وسبق لعدد من السائقين السابقين في بطولة الفورمولا واحد، أن فازوا برالي داكار، لكن لم يتمكن بطل عالم سابق حتى الآن من تحقيق ذلك.
وفي تصريحات أمس (السبت) عشية انطلاق الرالي، أكد ألونسو رغبته في «الاستمتاع» بالمغامرة «المجنونة» التي يقدم عليها، في أول تجربة له خارج حلبة من الأسفلت. وقال في مؤتمر صحافي: «سائقو تويوتا سيتسابقون من أجل الفوز، بالنسبة إلي، أريد الاستمتاع بهذه المغامرة». وأضاف: «نحن واقعيون جداً بشأن آمالنا. سنمضي خطوة خطوة. أدرك تماماً محدودية خبرتي (في هذا النوع من السباقات)»، لكنه يأمل ببلوغ الأسبوع الثاني من المنافسات «مع فرصة أفضل لأكون في مراكز المقدمة».
وقارن ألونسو بينه وبين الفرنسي سيباستيان لوب الذي توج بطلاً للعالم للراليات 9 مرات، لكنه لم يتمكن من انتزاع لقب رالي داكار الصحراوي، إذ حل ثانياً عام 2017 وثالثاً في العام الماضي الذي انتهى بتتويج القطري ناصر العطية بالرالي للمرة الثالثة في مسيرته.
وعلى متن السيارة ذاتها (تويوتا هيلوكس)، سيكون العطية على موعد مع السعي إلى لقب رابع بعد 2011، و2015 و2019.
وقال القطري في تصريحات للموقع الإلكتروني للرالي قبل انطلاق المنافسات: «أعطوني بعض الرمال وسأكون سعيداً».
ويتوقع أن يواجه العطية منافسة من الإسباني كارلوس ساينز والفرنسي المخضرم ستيفان بيترهانسل المتوج باللقب 13 مرة (7 مرات في السيارات و6 مرات في فئة الدراجات النارية)، بينما يأمل السعودي يزيد الراجحي في أن يكون منافساً على اللقب على أرض بلاده.
وقال الراجحي في تصريحات أمس: «ستكون هذه النسخة من داكار بالتأكيد مختلفة بالنسبة لي، أعتقد أنني مستعد ولدي حماس شديد للفوز بهذا السباق على أرض بلادي، وأشعر بحماس وتشجيع جمهوري».
وتابع: «بالطبع سيتعين علي أن أكون في أفضل مستوياتي حتى أحافظ على فرصي في الفوز، المملكة العربية السعودية مساحتها شاسعة ولا يمكنني أن أعرف كل أجزائها وتضاريسها، ولكنني جئت هنا من أجل هدف واحد: الفوز فقط ولا شيء غيره».
من جهته، أبدى بيترهانسل حماسته لإقامة الرالي في السعودية، معتبراً أن ذلك «سيفرض تحدياً جديداً على الجميع».
وتأتي إقامة الرالي الصحراوي الأشهر في الأعوام الخمسة المقبلة في المملكة، ضمن مسعى سعودي لزيادة النشاطات الرياضية، في إطار «رؤية 2030» التي تسعى من خلالها الرياض إلى تنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات العامة.
وقال رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل في تصريحات سابقة: «نترقب بلهفة انطلاق رالي داكار السعودية 2020»، واضعاً إياه في سياق «الإنجازات التي يفخر بها الوطن في مسيرته الواثقة نحو استكمال رؤية 2030».
وأضاف: «سيرى العالم عبر جولاته (الرالي) طبيعة بلادنا الخلّابة، وصحراءها الرائعة، وسيقترب العالم أكثر من أي وقت مضى من شعب المملكة المضياف هنا بداية تاريخٍ جديدٍ لرالي داكار» الذي أقيم على مدى تاريخه في أفريقيا ولاحقاً في أميركا الجنوبية.



في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
TT

في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)

هناك الكثير من العوامل التي تدخل ضمن مساعي الرياضيين الأولمبيين للحصول على الذهب، أبرزها المواظبة على التدريب وقضاء سنوات من الصرامة والشدة مع النفس، لكن عمر الرياضي أيضاً يعد أحد أهم هذه العوامل، وفق فريق بحثي من جامعة واترلو الكندية، استخدم الإحصائيات لمعرفة متى يبلغ أداء الرياضيين الأولمبيين في سباقات المضمار والميدان ذروته؟

ووفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سيجنيفيكنس» (Significance) يتدرب معظم الرياضيين عادةً على مدار عدة سنوات للوصول إلى أفضل أداء ممكن لديهم أو ما يعرف بـ«ذروة الأداء» في سن معينة، قبل أن يتراجع مستوى الأداء تدريجياً.

قال ديفيد أووسوجا، طالب الماجستير في علوم البيانات بجامعة واترلو، والباحث الرئيسي للدراسة: «على عكس الرياضات الأولمبية الأخرى مثل كرة القدم، والتنس، التي لها منافساتها رفيعة المستوى خارج نطاق الألعاب الأولمبية، فإن دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر مسرح يتنافس فيه رياضيو سباقات المضمار والميدان».

عبد الرحمن سامبا العدّاء القطري (الأولمبية القطرية)

وأضاف في بيان، نشر الأربعاء، على موقع الجامعة: «نظراً لأن الألعاب الأولمبية تقام مرة واحدة فقط كل أربع سنوات، يجب على الرياضيين في سباقات المضمار والميدان، أن يفكروا بعناية في متى وكيف يجب أن يتدربوا لزيادة فرص تأهلهم للأولمبياد لأقصى حد، بينما يكونون في ذروة الأداء الشخصي لهم». وتضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي.

قام باحثو الدراسة بتنظيم مجموعة بيانات الأداء الرياضي الاحترافي، سنة بعد سنة، لكل رياضي مسابقات «المضمار والميدان» الذين شاركوا ضمن المنافسات الفردية في دورات الألعاب الأولمبية، منذ دورة الألعاب التى أقيمت في عام 1996 في أتلانتا بالولايات المتحدة.

حلل الباحثون البيانات التي أخذت في الاعتبار خمسة عوامل: «الجنس، والجنسية، ونوع المسابقة الرياضية، ومدة التدريب الرياضي على مستوى النخبة المتميزة من الرياضيين، وما إذا كان هذا العام هو العام الذي عقدت فيه مسابقات الأولمبياد أم لا».

ووجدوا أن متوسط ​​عمر مشاركة الرياضيين الأولمبيين في ألعاب المضمار والميدان ظل ثابتاً بشكل ملحوظ لكل من الرجال والنساء على مدى العقود الثلاثة الماضية: أقل بقليل من 27 عاماً.

وهو ما علق عليه أووسوجا: «من المثير للاهتمام أن تحليلنا أظهر أن متوسط ​​​​ العمر للوصول إلى (ذروة الأداء) لهؤلاء الرياضيين كان 27 عاماً أيضاً».

ووفق النتائج، فإنه بعد سن 27 عاماً، هناك احتمال تبلغ نسبته 44 في المائة فقط، أن تكون لا تزال هناك فرصة أمام المتسابق للوصول إلى ذروة الأداء الرياضي، ولكن ​​في الأغلب ينخفض هذا الرقم مع كل عام لاحق لهذا السن تحديداً.

وقال ماثيو تشاو، الباحث في الاقتصاد بالجامعة، وأحد المشاركين في الدراسة: «العمر ليس العامل الوحيد في ذروة الأداء الرياضي»، موضحاً أن «الأمر المثير حقاً هو أننا وجدنا أن مدى وعي الرياضي بتوقيت البطولة، يساعد على التنبؤ بأدائه الرياضي بجانب درجة استعداده لها». وبينما يؤكد الباحثون أن تحليلهم نظري في الأساس، فإنهم يأملون أن تكون النتائج مفيدة لكل من الرياضيين والمشجعين.

ووفق أووسوجا فإن أهم النقاط التي نستخلصها من هذه الدراسة، هي أن «هناك قائمة من المتغيرات تساعد في التنبؤ بموعد ذروة الأداء لدى الرياضيين الأولمبيين».

وأضاف: «لا يمكنك تغيير سنة الألعاب الأولمبية، أو تغيير جيناتك، أو جنسيتك، ولكن يمكنك تعديل أنظمة التدريب الخاصة بك لتتماشى بشكل أفضل مع هذه المنافسات الرياضية».

وأشار تشاو إلى أن هذا النوع من الأبحاث يظهر لنا مدى صعوبة الوصول إلى الألعاب الأولمبية في المقام الأول، مضيفاً أنه «عندما نشاهد الرياضيين يتنافسون في سباقات المضمار والميدان، فإننا نشهد وفق الإحصائيات كيف يكون شخص ما في ذروة أدائه البدني، بينما يستفيد أيضاً من توقيت المنافسات ويكون محظوظًا للغاية».