«لعبة الصبر» التي يمارسها سولسكاير في مانشستر يونايتد بدأت تنفد

الجميع يتحدثون عن الماضي أو المستقبل لكن لا أحد يتحدث عن الوقت الراهن

سولسكاير يواسي لاعبيه بعد إحدى الهزائم (أ.ب)
سولسكاير يواسي لاعبيه بعد إحدى الهزائم (أ.ب)
TT

«لعبة الصبر» التي يمارسها سولسكاير في مانشستر يونايتد بدأت تنفد

سولسكاير يواسي لاعبيه بعد إحدى الهزائم (أ.ب)
سولسكاير يواسي لاعبيه بعد إحدى الهزائم (أ.ب)

لمدة ثماني دقائق على ملعب الإمارات يوم الأربعاء الماضي، بدا أن كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لمانشستر يونايتد. لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب بعد ذلك، ويمكن القول إن ما حدث في تلك المباراة يعكس تماما مسيرة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير في «أولد ترافورد». ودائما ما كانت الرسالة القادمة من مجلس إدارة مانشستر يونايتد تطالب بالتحلي بالصبر وتطالب الجميع بالنظر إلى العناصر الشابة التي يضمها الفريق والتي تنبئ بمستقبل جيد وواعد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إلى أي مدى سننتظر، وبأي ثمن؟
وعندما شاهدت هذا الأداء المخيب للآمال من لاعبي مانشستر يونايتد في مواجهة فريق آخر يحتل مركزا أدنى منهم في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، تذكرت تصريحات المدير الفني السابق لتوتنهام هوتسبر، ماوريسيو بوكيتينو، في المؤتمر الصحافي لمباراة السبيرز أمام إنتر ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا عام 2018. حين قال المدير الفني الأرجنتيني: «إذا لم تكن ذكيا، فإن الخبرة وحدها لن تساعدك. الأمر يشبه بقرة تشاهد كل يوم على مدار عشرة أعوام، قطارا يعبر على سكة الحديد أمامها، لكنك إن سألت البقرة عن موعد مرور القطار، فإنها لن تمتلك الجواب. الأمر مشابه لما يحدث في عالم كرة القدم». ويعني ذلك أن تجربة نفس الشيء مراراً وتكراراً لا تجلب بالضرورة الحكمة أو الفهم أو التطور، وفي الحقيقة ليس هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن مانشستر يونايتد يتطور بمرور الوقت، والدليل على ذلك أن الفريق لم ينجح في تحقيق الفوز في ثلاث مباريات متتالية على مدار 50 أسبوعا، منذ أن تولى سولسكاير مهمة تدريب الفريق وسط سعادة الجميع لا لشيء إلا لأن ذلك كان يعني رحيل المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو!
صحيح أن الفريق يضم عددا من اللاعبين الواعدين وأصحاب الإمكانات الكبيرة مثل ماركوس راشفورد وماسون غرينوود ودانييل جيمس وآرون وأن بيساكا، لكن هذه الإمكانات والقدرات لا تعني شيئا إذا لم يتم توجيهها ودعمها بالشكل الصحيح. ورغم أن مانشستر يونايتد قد حقق نتائج جيدة أمام الفرق الكبرى خلال الموسم الجاري، فإنه من الصعب للغاية أن تشعر بأن هناك خطة كبرى يعتمد عليها النادي.
صحيح أن مانشستر يونايتد قد تأثر بغياب نجم خط وسطه الشاب سكوت ماكتوميناي للإصابة، وبغض النظر عما يجري مع بول بوغبا (ربما تكون العملية الجراحية التي خضع لها مجرد ظرف مؤسف، لكن الطريقة التي تحدث بها سولسكاير عن هذه الإصابة يوم الأربعاء جعلت الأمر يبدو كما لو أن شيئا أكثر تعقيداً قد يحدث فيما يتعلق بالعلاقة بين اللاعب والنادي)، لكن الحقيقة الواضحة للجميع هي أن مانشستر يونايتد لم يتمكن من حصد سوى 39 نقطة فقط في آخر 30 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن المؤكد أن الفريق يمتلك القدرات التي كان من الممكن أن تساعده على حصد عدد أكبر من النقاط.
وفي تلك الدقائق الثماني الأولى على ملعب الإمارات، بدا آرسنال هشاً ومهتزاً ومعرضاً للخطورة من الهجمات المرتدة السريعة - كما كان يتوقع كثيرون بالنسبة لفريق يلعب لأول مرة بالرباعي الهجومي المكون من بيير إيمريك أوباميانغ وألكسندر لاكازيت ونيكولاس بيبي ومسعود أوزيل. ثم، فجأة أصبحت الأمور أكثر صعوبة على مانشستر يونايتد.
وعندما سجل الجناح الإيفواري نيكولاس بيبي الهدف الأول لآرسنال انقلبت الأمور رأسا على عقب - وهو الشيء الذي اعترف به سولسكاير نفسه - وظل مانشستر يونايتد يعاني بشدة على مدار الـ82 دقيقة المتبقية من عمر اللقاء. وتفوق بيبي على الظهير الأيسر لمانشستر يونايتد لوك شاو طوال المباراة وكان يمر منه بسهولة، كما شكل كولاسيناتش وأوباميانغ جبهة قوية على الجهة اليسرى، في الوقت الذي أحكم فيه كل من غرانيت تشاكا ولوكاس توريرا السيطرة على خط الوسط. وفي المقابل، لم يعد مانشستر يونايتد قادرا على شن الهجمات المرتدة السريعة.
ورغم أن راشفورد وأنتوني مارسيال كانا يركضان بشكل متواصل، فإن الكرة لم تكن تصل إليهما أبدا، وهو الأمر الذي يعكس قوة لاعبي آرسنال في الضغط على حامل الكرة، حتى وإن أدى ذلك إلى شعورهم بالإرهاق مع الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، لكن ذلك قد أدى أيضا إلى إرهاق لاعبي خط وسط مانشستر يونايتد، كما أدى إلى إفساد خطة سولسكاير بالكامل. ولم يتمكن لاعبو مانشستر يونايتد من التكيف مع اللعب تحت الضغط العالي والمتواصل، وعندما فشل مانشستر يونايتد في شن الهجمات المرتدة السريعة فإن ذلك كان يعني فشل الفريق في تشكيل أي خطورة تذكر على مرمى آرسنال.
وهذا هو السبب في أن سجل مانشستر يونايتد أفضل بكثير أمام الأندية التي تسبقه في جدول الترتيب. لكن أمام الأندية التي تلعب بحذر أو تمارس الضغط المتواصل على حامل الكرة، فإن لاعبي مانشستر يونايتد يفشلون في شن الهجمات المرتدة السريعة وبالتالي يفشلون في تشكيل خطورة على مرمى الفريق المنافس. ويجب أن نعرف أن الكثير من كرة القدم الحديثة على أعلى مستوى يتوقف على قدرة الفرق على خلق مساحات للاعبيها داخل الملعب، والانطلاق من خلال تحركات دقيقة لتفكيك دفاعات الفرق المنافسة. ولا يوجد دليل على أن مانشستر يونايتد يمكنه القيام بذلك الأمر الآن بشكل أفضل عما كان يقوم به عندما تولى سولسكاير مهمة تدريب الفريق قبل عام من الآن.
ولم يكن لاعبو مانشستر يونايتد يقومون بهذا الأمر أيضا تحت قيادة مورينيو، لكن كان ذلك على الأقل مفهوما ومقبولا، نظرا لأن مورينيو يرى أن المناورات الهجومية المنظمة التي ابتكرها فاليري لوبانوفسكي، والتي يطبقها الآن كل من المدير الفني لليفربول يورغن كلوب والمدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا، ذات قيمة محدودة، لأن كرة القدم لعبة تعتمد على التلقائية وربما العشوائية داخل الملعب، وهو ما يعني أن التحركات المتفق عليها مسبقا قد لا تكون دائما ذات أهمية كبيرة خلال المباريات.
ويتساءل مورينيو عما يمكن أن يحدث لو جعلت ظروف المباراة اللاعبين غير قادرين على تنفيذ التحركات المتفق عليها مسبقا. فماذا يفعل الفريق بعد ذلك؟ لكنه يعتمد بدلا من ذلك على ما يمكن أن نطلق عليه اسم «الاكتشاف الموجه»؛ حيث يغرس في لاعبيه العقلية الصحيحة التي تمكنهم من التفاعل مع المواقف المختلفة واتخاذ القرارات الصحيحة وفقا لكل موقف.
أما في حالة سولسكاير، فيبدو أن المدير الفني النرويجي ليس لديه أي شيء يقدمه سوى الاعتماد على سرعة لاعبيه في الخط الأمامي وانطلاقهم في المساحات الخالية خلف المدافعين. وإذا نجح الفريق المنافس في مواجهة ذلك الأمر، فإن سولسكاير لا يكون لديه أي شيء سوى الشعور بالحزن وعدم الراحة وهو يجلس على مقاعد البدلاء.
قد يكون من غير الحكمة أن نحكم على كل هذه الأمور من خلال مباراة واحدة أمام آرسنال، لكن ما شاهدناه في تلك المباراة يوم الأربعاء الماضي ربما يقول إن تأثير المدير الفني الشاب ميكيل أرتيتا - بفضل ما تعلمه من غوارديولا - على شكل آرسنال في ثلاث مباريات فقط ربما يفوق تأثير سولسكاير على أداء مانشستر يونايتد على مدار عام كامل.
إنه لأمر رائع أن تحترم تاريخ النادي وتسعى للحفاظ على تقاليده، ومن الجيد أن تخطط للمستقبل وتستثمر في الإمكانات الشابة التي لديك على نطاق واسع، لكن في مرحلة ما يجب أن يكون هناك بعض الأدلة على وجود خطة ناجحة في الوقت الحالي. أما في مانشستر يونايتد فيبدو أن الجميع يتحدثون عن الماضي أو المستقبل، لكن لا أحد يتحدث عن الوقت الراهن.



دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.