5 آلاف سنة من الفن الآسيوي تحت سقف واحد في متحف بروكلين الأميركي

إناء للشرب على هيئة إوزة صنع في الصين عام 206 قبل الميلاد (نيويورك تايمز)
إناء للشرب على هيئة إوزة صنع في الصين عام 206 قبل الميلاد (نيويورك تايمز)
TT

5 آلاف سنة من الفن الآسيوي تحت سقف واحد في متحف بروكلين الأميركي

إناء للشرب على هيئة إوزة صنع في الصين عام 206 قبل الميلاد (نيويورك تايمز)
إناء للشرب على هيئة إوزة صنع في الصين عام 206 قبل الميلاد (نيويورك تايمز)

لا تعد عملية إعادة تصميم الجناح الآسيوي داخل أحد المتاحف الأميركية أمراً هيناً، حيث كيف يمكن توصيل الخطوط الأساسية التي تفصل بين «الفن الصيني» و«الفن الياباني» بشكل واضح، وذلك بجانب إبراز التنوع المذهل لهذه الثقافات القديمة والمكتظة بالسكان بشكل منصف؟، الحقيقة أن متحف بروكلين، وهو أحد رواد جمع الفنون الآسيوية منذ أكثر من قرن من الزمان، قد استطاع حل هذه المشاكل الشائكة التي تحظى باهتمام كبير في معارضه اليابانية والصينية.
فقد تم دمج القطع المعاصرة، بما في ذلك 50 لوحة وتمثالاً لفنانين صينيين أو من أصول صينية، كان المتحف قد حصل عليها خلال السنوات الـ5 الماضية، معاً، بينما يحتل عمل الفنان الصيني شو بينغ، الذي يمزج بين الخط الصيني والأبجدية الرومانية غرفة خاصة، وقد نجح القائمون على المتحف في وضع 5 آلاف سنة من الفن الآسيوي في مكان واحد.
ولأن أحد أهم الأمور في الثقافة البصرية الصينية هو السحر المتأصل في الحبر والورق، فقد عرض المتحف عملاً ليانغ شيشانغ يسمى «100 طبقة من الحبر»، وهو رسم لامع على قطعة متجانسة مصنوعة من ورق الأرز المشبع بالحبر.
ويبرز عمل الفنان وانغ تياند المرسوم بالحبر ويحمل «خريطة قمم ثلجية لجبال بعيدة»، وهو عمل يذكر المشاهد بأن الحاجز في الفن الغربي بين التجريد والتشخيص لم ينتقل كثيراً خارج حدوده.
ويوفر المتحف عرضاً سريعاً للأواني والأوعية العتيقة التي تعبر عن حضارة مرت بفخامة لا مثيل لها دون أن تتخلى أبداً عن أذواق ما قبل التاريخ، فهناك الأحجار بالأبيض والأسود من عهد أسرة سونغ (من 960 إلى 1279)، كما أن هناك وعاءً برونزياً على شكل إوزة، ويعود تاريخه إلى ألفي سنة من عهد أسرة هان، وهو يحظى بسحر لا يقاوم، ويتلاقى هذا الجمال مع جمال وعاء آخر باللون الأزرق والأبيض من القرن الرابع عشر تم اكتشافه في مرأب في لونغ آيلاند في 1952.
وهناك وعاء آخر بسيط، يرجع تاريخه لـ4 أو 5 آلاف سنة، والذي يشير إلى التاريخ الطويل للغاية للطين الياباني، ولكن أهم ما يميز هذا القسم، إن لم يكن الجناح الجديد بالكامل، هو مجموعة من القطع المعاصرة المصنوعة من السيراميك، فهناك إناء على شكل حبة لوز، والذي تم عمله بواسطة فوجيوكا شوهي، في 2013. وهناك قطع أخرى مذهلة لا يستطيع من يراها نسيانها.
- خدمة: «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».