فصائل تشن هجوماً لاستعادة مناطق جنوب شرقي إدلب

قتلى في تبادل قصف ومعارك عنيفة

TT

فصائل تشن هجوماً لاستعادة مناطق جنوب شرقي إدلب

بدأت فصائل المعارضة السورية هجوماً عنيفاً الخميس في مناطق تقدمت إليها قوات النظام وخلال الأيام الماضية بريف إدلب الجنوبي؛ ما أدى إلى معارك قتل وجرح فيها عشرات من الطرفين.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ من لندن مقراً، له في بيان صحافي، إن اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين على محوري التح وجرجناز، وسط قصف مكثف وعنيف تنفذه الفصائل منذ الصباح، في محاولة منها لمعاودة التقدم في المنطقة واسترجاع البلدة والقرية.
وحسب «المرصد»، لا تزال طائرات النظام وروسيا غائبة عن الأجواء بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة. وقال لاحقاً: «تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور جنوب شرقي مدينة إدلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل ومجموعات من جانب آخر، وذلك في إطار الهجوم المضاد الذي ينفذه الأخير منذ صباح اليوم (أمس) على محوري التح وجرجناز».
ورصد «المرصد» تفجير «هيئة تحرير الشام» التي تضم «النصرة» لعربتين مفخختين قادهما انتحاريان من «تحرير الشام» في محور التح.
وإذ تواصلت عمليات القصف المكثفة بين الطرفين على محاور القتال؛ ما أدى إلى مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي الاشتباك، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 15 على الأقل تعداد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا بالمفخخات والقصف والاشتباكات، كما قضى وقتل 8 مقاتلين من الفصائل».
وقصفت قوات النظام مناطق في مدينة معرة النعمان وكفرعويد وسفوهن بجبل الزاوية. وكثفت فصائل هجومها في محاولة منها لمعاودة التقدم في المنطقة.
من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، إن «(الهيئة) فجّرت سيارتين مفخختين على محور التح في ريف إدلب الجنوبي؛ ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى». وأضاف المصدر، أن العملية الأولى أسفرت عن انهيارات كبيرة في صفوف قوات النظام؛ ما دفعهم إلى ترك نقاط دفاعهم الأولى والانسحاب إلى النقاط الخلفية. وأوضح المصدر، أن العملية الثانية ضربت تجمعاً كبيراً لهم على المحور ذاته؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من العناصر، وتدمير آليات عسكرية عدة لهم.
من جانبها، أعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير»، عن إطلاق عمل عسكري ضخم بمشاركة باقي الفصائل على محاور عدة في ريف إدلب الشرقي.
وتخوض الفصائل معارك عنيفة على جبهات إدلب منذ أسابيع عدة، بعد إعلان النظام إطلاق عملية عسكرية على منطقة معرة النعمان جنوب إدلب؛ الأمر الذي كلف القوات المهاجمة مئات القتلى والجرحى، حسب «الدرر».
على صعيد ذي صلة، قال «المرصد» إنه سجل دخول رتل عسكري جديد للقوات التركية من معبر كفرلوسين عند الحدود السورية مع لواء إسكندرون شمال إدلب، ويتألف الرتل من عربات عسكرية مصفحة، وسيارات محملة بالمساعدات اللوجيستية، حيث توجه نحو نقاط المراقبة المنتشرة ضمن ما تبقى من منطقة «خفض التصعيد». وكان «المرصد السوري» رصد في 26 الشهر الماضي دخول رتل عسكري تركي إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي، وذلك بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، حيث يتألف الرتل من 85 آلية على الأقل، اتجه قسم منه نحو النقطة التركية في العيس جنوب حلب، وقسم آخر توجه نحو الراشدين بضواحي حلب الغربي.
في جنوب البلاد، قال «المرصد» إن مسلحين مجهولين «عمدوا إلى مهاجمة حاجز يتبع لـ(المخابرات الجوية) في منطقة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي، حيث جرى الهجوم بالأسلحة الرشاشة مساء أول من أمس، كما جرى إلقاء قنبلة على الحاجز»، في حين أشارت مصادر إلى إحراق بلدة مسيكة بمنطقة اللجاة شرق درعا من قبل مجهولين، وذلك بعد إزالتهم صورة الرئيس بشار الأسد من على المبنى وكتابة عبارات مناوئة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية على جدرانه، بينما شهدت جدران منازل ومدارس ومرافق عامة واقعة بريف درعا الشرقي كتابات لأهالي المنطقة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين من معتقلات النظام الأمنية وإيقاف القصف على إدلب.
ترتفع حسب «المرصد»، أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال بأشكال وأساليب عدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار خلال الفترة الممتدة من يونيو (حزيران) إلى أكثر من 234، في حين وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 163، وهم: 25 مدنياً، بينهم 3 مواطنات وطفلان، إضافة إلى 86 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و29 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا «تسويات ومصالحات»، وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية، من بينهم قادة سابقون، و16 من الميليشيات السورية التابعة لـ«حزب الله» اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 6 مما يُعرف بـ«الفيلق الخامس» الذي أنشأته روسيا.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.