ما الذي دفع غصن للفرار من اليابان؟

حارس أمن خاص يقف وسط الصحافيين أمام مرأب منزل رئيس نيسان السابق كارلوس غصن في بيروت (أ.ف.ب)
حارس أمن خاص يقف وسط الصحافيين أمام مرأب منزل رئيس نيسان السابق كارلوس غصن في بيروت (أ.ف.ب)
TT

ما الذي دفع غصن للفرار من اليابان؟

حارس أمن خاص يقف وسط الصحافيين أمام مرأب منزل رئيس نيسان السابق كارلوس غصن في بيروت (أ.ف.ب)
حارس أمن خاص يقف وسط الصحافيين أمام مرأب منزل رئيس نيسان السابق كارلوس غصن في بيروت (أ.ف.ب)

قالت مصادر مقربة من كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان للسيارات اليوم الخميس إن غصن قرر الفرار من اليابان بعدما علم بتأجيل محاكمته إلى أبريل (نيسان) 2021، ولأنه مُنع من الحديث مع زوجته.
وأصبح غصن أبرز الهاربين في اليابان بعدما قال يوم الثلاثاء إنه ذهب إلى لبنان هربا مما وصفه بالنظام القضائي «الفاسد»، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وذكرت المصادر المقربة من غصن أنه علم خلال جلسة عُقدت في الآونة الأخيرة أن محاكمته في إحدى القضيتين المرفوعتين ضده ستتأجل إلى أبريل 2021، ولم يكن هناك موعد محدد لأي من المحاكمتين لكن كان من المتوقع على نطاق واسع أن تبدأ إحداهما على الأقل في أبريل 2020.
وقال أحد المصادر المقربة من غصن: «قالوا إنهم بحاجة إلى عام آخر كامل للتجهيز لها... كان حزينا لأنه لا يتمكن من رؤية زوجته أو الحديث معها».
وتنص شروط إخلاء سبيل غصن، أحد أشهر الرؤساء التنفيذيين في العالم، على منعه من الاتصال بزوجته كارول وفرض قيود على استخدامه للإنترنت وغير ذلك من وسائل الاتصال أثناء فترة وضعه رهن الإقامة الجبرية في المنزل في طوكيو.
وذكرت المصادر أن طلب غصن الحديث مع زوجته بمناسبة عيد الميلاد قوبل بالرفض. وأشارت المصادر إلى أن غصن شعر بالقلق عندما علم أن ممثلي ادعاء يابانيين استجوبوا ابنته وابنه في الولايات المتحدة في أوائل ديسمبر (كانون الأول) وكانت لديه قناعة بأن السلطات تريد انتزاع الاعترافات منه عن طريق الضغط على أسرته.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من مكتب جونيتشيرو هيروناكا محامي غصن ولا السفارة الفرنسية في طوكيو ولا مكتب الادعاء العام في منطقة طوكيو.
وألقي القبض على غصن في طوكيو أول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 ويواجه أربعة اتهامات يدفع ببراءته منها جميعا، ومن بينها إخفاء الدخل والتكسب من مدفوعات لوكلاء بيع سيارات في الشرق الأوسط.
وكانت «رويترز» قالت إن شركة للأمن الخاص رتبت لخروج غصن الذي يحمل جنسيات فرنسا ولبنان والبرازيل من طوكيو خلسة قبل أيام تنفيذا لخطة وُضعت على مدى ثلاثة أشهر.
وقالت قناة (إن تي في) اليوم الخميس إن الشرطة التركية اعتقلت سبعة أشخاص من بينهم أربعة طيارين بعدما بدأت وزارة الداخلية في تركيا تحقيقا بشأن مرور غصن من إسطنبول وهو في طريقه إلى لبنان.
* جواز سفر احتياطي
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية اليوم الخميس إن السلطات سمحت لغصن بالاحتفاظ بجواز سفر فرنسي احتياطي في خزانة مغلقة بعد إخلاء سبيله بكفالة مما يسلط بعض الضوء على تفاصيل هروبه المثير إلى لبنان.
وأضافت الهيئة أن ممثلي ادعاء داهموا مقر سكن غصن في طوكيو اليوم.
ولم تعلق السلطات اليابانية رسميا على اختفاء غصن. والحكومة في عطلة هذا الأسبوع بمناسبة حلول العام الجديد.
ولم يبرم لبنان اتفاقا مع اليابان لتسليم المجرمين. ويحظى غصن بدعم واسع النطاق في لبنان، حيث قضى طفولته، وحيث توجد استثمارات واسعة له في قطاعي البنوك والعقارات.
وقالت مصادر مقربة من غصن إنه التقى بالرئيس اللبناني ميشال عون بعد وقت قصير من وصوله إلى بيروت يوم الاثنين وقوبل بترحيب حار. ونفى مصدر في مكتب عون عقد مثل هذا اللقاء.
وذكر مسؤولون لبنانيون أن غصن دخل البلاد بصورة قانونية وبجواز سفر فرنسي. لكن أحد محامي غصن اليابانيين كان قد قال إن جوازات سفر غصن الثلاثة ما زالت بحوزة المحامين بموجب شروط إخلاء سبيله بكفالة.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن مصادر لم تحددها قولها إن جواز سفر فرنسيا احتياطيا صدر لغصن وإنه احتفظ به خلال الشهور التي سبقت خروجه من البلاد.
وذكرت الهيئة أن محامي غصن طلبوا تغيير شروط إخلاء سبيله حتى يتسنى له الاحتفاظ بجواز سفر في خزنة مغلقة.
وأضافت أن مفتاح هذه الخزنة كان بحوزة محامي غصن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.