أحدث منشورات «القاعدة» تتناول مهاجمة الناقلات الأميركية وتعطيل إمدادات النفط

خلال العدد الأول من مجلة «ريسيرجنس» (النهضة) الدعائية الصادرة بالإنجليزية، يتناول تنظيم القاعدة فكرة شن هجمات استراتيجية على نقاط الاختناق المرتبطة بشحنات النفط المتجهة من الشرق الأوسط إلى الغرب. وقد جرى نشر المجلة عبر منتدى «شامخ1» الإلكتروني التابع للتنظيم، وتقع في 117 صفحة. وتستعرض المجلة، التي تم إعدادها من قبل «السحاب»، وهو فرع إعلامي للتنظيم بجنوب آسيا، بالتفصيل، منظومة الإمدادات النفطية للولايات المتحدة، وتقترح تعطيلها عبر شن هجمات.
ورغم تراجع اهتمام الإعلام الغربي بـ«القاعدة» لمصلحة قرينتها الأكثر دموية «داعش»، فإن هذا لا ينفي استمرار الأولى في التخطيط لتدمير الولايات المتحدة. وفي مقال بعنوان «استهداف نقطة ضعف الاقتصادات الغربية»، كتب حمزة خالد وهو اسم مستعار لأحد قيادات التنظيم الإرهابي، أن السبيل أمام «القاعدة» لإضعاف واشنطن هو تنفيذ «استراتيجية متعددة الجوانب تركز؛ ليس على مهاجمة الوجود الأميركي بالعالم المسلم فحسب، وإنما تستهدف كذلك خطوط إمدادات الطاقة العملاقة التي تغذي اقتصادها وتعاونها على الحفاظ على قوتها العسكرية».
والواضح أن «القاعدة» تحول أنظارها الآن باتجاه نقاط الاختناق المرتبطة بشحنات النفط المتجهة للولايات المتحدة، عبر مضايق جبل طارق وهرمز وباب المندب، بجانب قناة السويس. يذكر أن بعض هذه المناطق تبلغ درجة من الضيق تتيح استهدافها عبر هجمات باستخدام مدافع «آر بي جي» المحمولة كتفا.
واستطرد الكاتب بأنه «حتى إذا تم استهداف ناقلة عملاقة واحدة، في واحدة من نقاط الاختناق أو تعرضت للاختطاف أو للخرق في واحدة من هذه المضايق البحرية الضيقة، فإن التداعيات ستكون هائلة»، والواضح أن الجماعة تدفع نحو «بذل جهود منظمة لتعطيل عمليات الشحن الخاصة بالعدو في المستقبل داخل جميع تلك المناطق»، بهدف خنق «حبل الطاقة السري» للاقتصادات الغربية - وهو النفط.
أما المناطق التي تدعي «القاعدة» وجود جنود لها فيها لشن هجمات محتملة، فهي منطقة جبال الأطلس بشمال الجزائر وسيناء وسوريا والفلبين وإندونيسيا والصومال. وتبعا للمقال، فإن «قاعدة اليمن» أيضا «تملك القدرة على شن عمليات ضد أهداف غربية في الخليج».
ومضى كاتب المقال في إحصاء أهداف أخرى بجانب نقاط الاختناق: «العمال الغربيون العاملون بشركات النفط داخل العالم المسلم»، و«المنشآت النفطية، بما في ذلك المستودعات وخطوط الأنابيب التي تصدر النفط لدول غربية» و«شن هجمات ضد البحرية الأميركية».
جدير بالذكر أن تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، بمعنى الاستقلال عن الاعتماد على مصادر الطاقة غير المستقرة بالشرق الأوسط، شكل أولوية للرئيس أوباما، بل لمح إليه خلال أول خطاب له بخصوص «داعش». ومع ذلك، فإن وقوع هجوم ضد المنظومة النفطية الأميركية سيخلف آثارا مدمرة - رغم أن الولايات المتحدة في طريقها لتجاوز السعودية هذا الشهر كأكبر منتج للنفط على مستوى العالم، ذلك أن واشنطن تظل أكبر مستهلك للنفط بالعالم، ومثلما الحال في الكثير من الدول المتقدمة، فإنها معرضة للتأثر بسبب تقلبات الأسعار. المعروف أن «داعش» تسيطر حاليا على حقول النفط في الكثير من أجزاء شمال العراق، وتجني الملايين يوميا من بيع النفط بالسوق السوداء.
وتبدي «القاعدة» الحرص نفسه حيال إثارة متاعب اقتصادية بالولايات المتحدة، ليس فقط عبر التسبب في تفجيرات كبيرة استعراضية أو سرقة معدات عسكرية، وإنما كذلك من خلال الإضرار بفواتير التأمين الأميركية والمضخات البترولية التي تخدمها.
وكتب خالد: «عام 2002، هاجم المجاهدون ناقلة النفط الفرنسية (لومبرغ) خارج سواحل اليمن في مضيق باب المندب. وأسفر الهجوم عن انهيار قصير الأمد في حركة الشحن الدولي عبر المضيق. وارتفع قسط التأمين لناقلة النفط العملاقة الواحدة التي تحمل مليوني برميل نفط لثلاثة أضعاف، من 150.000 دولار إلى 450.000 دولار للرحلة الواحدة، مما أضاف 15 سنتا للبرميل في تكلفة توصيل النفط».
يذكر أن «ريسيرجنس» هي أحدث إصدارات «القاعدة» الإعلامية الفاخرة الصادرة عن الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط. وسبق أن بدأت «داعش» إصدار مجلة فاخرة أخرى بعنوان «دابق» بداية من يوليو (تموز)، تركز في معظمها على الخلافة التي تقيمها الجماعة في العراق وسوريا.