رغم الهدوء الحذر الذي ساد مختلف محاور القتال في العاصمة الليبية طرابلس أمس، قالت قوات «الوفاق» التي يرأسها فائز السراج، إنها اعتقلت العشرات من قوات «الجيش الوطني» الذي يقوده المشير خليفة حفتر، جنوب العاصمة، بينما أكد سفير أميركا لدى ليبيا ريتشارد نورلاند التزام بلاده بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي، في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار.
وقال السفير الأميركي في رسالة وزعتها السفارة بمناسبة العام الميلادي الجديد، وجهها إلى الليبيين، مساء أول من أمس: «إن جهود البعثة الأميركية تتركز على هذا الهدف... ونحن على استعداد للعمل مع جميع القادة الليبيين والمواطنين، الذين لا يزالون ملتزمين بإنهاء القتال في طرابلس، ودعم الجهود الدولية لتحقيق حل سياسي تفاوضي للأزمة في ليبيا».
وتابع السفير الأميركي مستدركاً: «لا يزال أمامنا كثير من العمل؛ لكنني واثق من أن ليبيا - معاً ومن خلال دعم المجتمع الدولي - ستكون قادرة على رسم طريقها نحو الاستقرار والوحدة».
ميدانياً، قالت القوات الموالية لحكومة السراج، المدعومة دولياً، إنها اعتقلت 25 من عناصر «الجيش الوطني» أثناء محاولتهم التسلل باتجاه أحياء العاصمة، مؤكدة أنهم «استسلموا بعد محاصرتهم بكامل أسلحتهم وعتادهم». كما نشرت صوراً تظهر ثلاث آليات مسلحة، وكميات من الذخائر، في منطقة صلاح الدين جنوب طرابلس، واتهمت قوات «الجيش الوطني» بقتل ثلاثة مدنيين نتيجة قصف جوي استهدف منطقة السواني، الواقعة على بعد 25 كيلومتراً جنوبي العاصمة الليبية.
ونقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة السراج، عن اللواء عبد الباسط مروان، آمر المنطقة العسكرية بطرابلس، تأكيده «مقتل عدد غير محدد من المدنيين نتيجة هذا القصف»، بينما قال ناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، إن «ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون، بعد القصف الذي تعرضت له المنطقة التي تخضع لسيطرة قوات حكومة السراج»، لافتاً إلى أن القصف «استهدف ورشة صناعية ومحلات في المنطقة».
ونشرت عملية «بركان الغضب» صوراً تظهر ما وصفته بآثار الدمار الكبير، الذي طال ورشة ومخزن حديد، وعدداً من المحلات المجاورة، واتهمت طيران الجيش الوطني بالمسؤولية عن القصف الجوي.
في سياق آخر، نفى المتحدث باسم قوة حماية وتأمين مدينة سرت، الموالية لحكومة السراج، تعرض المدينة لأي قصف جوي مؤخراً.
إلى ذلك، أعرب محمد سيالة، وزير الخارجية بحكومة السراج، عن تقديره لقطر والسودان ووزراء خارجية دول المغرب العربي، على ما وصفه بموقفهم الداعم لحكومته، في الاجتماع الأخير للجامعة العربية، على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، أول من أمس.
وأعادت الوزارة نشر كلمة لصالح الشماخي، مندوب حكومة السراج، أعرب خلالها عن «الاستغراب الشديد من الاستجابة السريعة لطلب عقد الاجتماع، وفي يوم التقدم بالطلب نفسه»، لافتاً إلى تجاهل الجامعة العربية في المقابل لطلب حكومته عقد اجتماع طارئ لمجلسها، بعد إعلان (الجيش الوطني) عن عمليته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي. كما انتقد عدم قيام أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، بأي مبادرات أو إرسال مبعوث أو زيارة ليبيا طوال السنوات الماضية، رغم الإلحاح والطلب المتكرر من حكومة السراج.
وبعدما اعتبر أن «موقف الجامعة الحالي هو نتيجة لتدخلات وضغوط»، أضاف الشماخي: «نحن نحتاج إلى موقف عربي موحد من التدخلات الخارجية؛ لكن الأهم وقبل ذلك موقف عربي حاسم وموحد لرفض وإدانة العدوان، ومحاسبة داعميه».
ليبيا: هدوء حذر في طرابلس... وقوات السراج تنفي استهداف سرت
«الوفاق» تتحدث عن أسر 25 مقاتلاً من «الجيش الوطني»
ليبيا: هدوء حذر في طرابلس... وقوات السراج تنفي استهداف سرت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة