طرح «دمية أولمبية» صمّاء في أول يوم من العام الجديد

تحمل دعوة لاندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع

الدمية جوس كيندريك
الدمية جوس كيندريك
TT

طرح «دمية أولمبية» صمّاء في أول يوم من العام الجديد

الدمية جوس كيندريك
الدمية جوس كيندريك

دمية هي الأولى من نوعها، أطلقت في الولايات المتحدة مع بداية العام الجديد، هي دمية فاقدة للسمع، لكنّها تحمل معها طموحا ودعوة للعالم بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في نسيج المجتمع، وتشجيعهم على المثابرة وتحقيق الإنجازات رغم ما يلقونه من مصاعب.
وطرحت هذه الدمية في الأسواق من خلال خط إنتاج «ذي أميركان جيرل» أو «الفتاة الأميركية» وهو الخط المملوك لشركة «ماتيل» الأميركية للعب الأطفال، التي تسعى لجعل منتجها أو دميتها الجديدة هي «فتاة العام 2020».
هذه الدمية تحمل اسم «جوس كيندريك» وهي طفلة في العاشرة من عمرها، فاقدة للسمع، لكنّها تمارس رياضة أوليمبية شهيرة هي «التزلج على الأمواج» وحسب بيان للشركة المنتجة، فإنّ لدى «جوس» شغفا بالمنافسة من أجل تحقيق ألقاب رياضية، ومسقط رأسها بلدة هانينغتون بيتش بولاية كاليفورنيا الأميركية.
وللدّمية جوس شقيقان أكبر منها كما أن لديها كلبا دمية، وشعرها بني وكذلك عيناها وهي ترتدي ملابس السباحة ومعطفا بغطاء رأس، وملحقا بها جهاز مساعد للسمع بالإضافة إلى كتاب يروي قصتها.
وقال جيمي سيغلمان مدير خط إنتاج «الفتاة الأميركية» إن هذه الدمية تأتي ضمن ميراث غني ومتنوع من شخصيات الدمى التي تشجع الفتيات على الوصول إلى آفاق جديدة واستكشاف أهدافهن. وأضاف أنّ «العمل تم بالتعاون مع بعض فاقدي السمع لضمان مصداقية قصة الدمية، إلى جانب التعاون مع المتنافسة الرياضية الأوليمبية في التزلج على الأمواج كارولين ماركس التي أضافت إلهاما من العالم الحقيقي بشأن ما يمكن أن يحدث عندما تسعى لتحقيق أحلامك».
وإلى جانب إطلاق جوس فإنّ خط إنتاج «الفتاة الأميركية» دخل في شراكة مع الجمعية الأميركية لفاقدي السمع، من أجل زيادة الوعي وجمع التبرعات.
وتخطط الشركة كذلك لجمع 25 ألف دولار لصالح الجمعية ولدعم مسيرة المشي السنوية لدعم فاقدي السمع.
وابتداء من أول يناير (كانون الثاني) 2020، ستتلقى الشركة تبرعات لصالح الجمعية الأميركية لفاقدي السمع في محلات التجزئة التي تعرض دمية جوس التي تطرح في الأسواق ابتداء من اليوم الأول للعام الجديد 2020.
وأعربت باربرا كيلي المديرة التنفيذية للجمعية في بيان لها عن اعتقادها أنّ هذه الدمية ستساعد الأطفال من فاقدي السمع أو حتى غيرها من أنواع الإعاقة على الشعور بالثقة في أنفسهم من جديد. وحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية صدرت في مارس (آذار) الماضي، فإنّ عدد فاقدي السمع عالميا هو 466 مليون شخص من بينهم 34 مليونا من الأطفال. وأسباب فقدان السّمع عديدة نذكر منها الأسباب الوراثية أو بسبب الشيخوخة أو التعرض للضوضاء وغيرها من الأسباب.
وكان العام الماضي 2019، قد شهد إنتاج العديد من منتجات الدمى بخصوص ذوي الإعاقة، من شركة «ماتيل» نفسها، من بينها دمى من خط إنتاج الدمية «باربي»، بعضها على كرسي متحرك وبعضها له أطراف صناعية، إضافة إلى لعبة بطاقات مخصصة للمكفوفين من خلال وضع علامات بارزة على البطاقات باستخدام طريقة «برايل» للقراءة والخاصة بفاقدي البصر.



لماذا تُعد ثقافة وضع ميزانية مالية «سامة»؟

خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
TT

لماذا تُعد ثقافة وضع ميزانية مالية «سامة»؟

خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)

إذا كنتَ تحاول السيطرة على إنفاقك، فربما قمت بتسجيل أموالك في جدول بيانات، وتتبعت كل دولار، ووضعت خطة إنفاق صارمة؛ لكن الخبيرة دانا ميراندا -وهي معلمة مالية شخصية معتمدة- تقول إن وضع الميزانية بهذه الطريقة يمكن أن يكون «ساماً».

وأوضحت ميراندا في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، أن «ثقافة الميزانية هي نهجنا السائد في التعامل مع المال، والذي يعتمد على القيود والشعور بالخجل والجشع»، وشبَّهتها بـ«ثقافة النظام الغذائي».

وأضافت: «تُظهر الأبحاث في وضع الميزانية، ونرى الشيء نفسه مع مجموعة أوسع بكثير من الأبحاث في مجال الحمية الغذائية، أن هذا النوع من القيود لا ينجح».

وأشارت إلى أن الناس «يميلون إلى الفشل في الالتزام بهذه القواعد، وبالتالي سوف تشعر بهذا الخجل؛ لأنك لا تصل إلى هذه الأنواع من الأهداف التعسفية التي يتم تحديدها».

مع ذلك، يقول كثير من المخططين الماليين، إن إنشاء ميزانية هو أفضل شيء يمكنك القيام به لتحسين الأوضاع المالية.

إلا أن ميراندا استشهدت بدراسة أجريت عام 2018 من قبل باحثين في جامعة مينيسوتا، وجدوا القليل من الأدلة على أن الميزانية تساعد في تحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل، مضيفة أنها يمكن أن تزيد أيضاً من القلق.

من ناحية أخرى، قالت شيدا إيزابيل إلمي، مديرة برنامج الأبحاث في برنامج الأمن المالي بمعهد أسبن، لشبكة «سي إن بي سي»، إن الميزانية يمكن أن تكون صعبة بشكل خاص للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وذلك لأنهم أكثر عرضة لتقلُّب الدخول والأجور المنخفضة، والتي لا يمكن إدارتها بسهولة من خلال ميزانية صارمة ومحددة.

جرِّب الإنفاق «الواعي»

وفقاً لميراندا، تنبع سُمِّية الميزانية من ثقافة رأسمالية تهدف إلى جني مزيد من المال وتجميع الأصول، بدلاً من التركيز على جودة حياة الأفراد.

بدلاً من التوفير، أوصت ميراندا بـ«الإنفاق الواعي». وقالت إنه «مثل نهج بديهي أو واعٍ لإنفاق واستخدام الأموال».

وأضافت: «بدلاً من وضع خطة لأموالك حول أين سيذهب كل دولار ومحاولة الالتزام بذلك، ومعاقبة نفسك عندما لا تفعل ذلك، ومكافأة نفسك عندما تفعل ذلك، خذ الأمر بوعي أكبر، لحظة بلحظة».

وتابعت: «اسأل كيف يخدمك المال في هذه اللحظة؟ كيف يمكن للمال أن يخدمك بطريقة أوسع خارج الأرقام وجداول البيانات التي نميل إلى وضعه فيها؟».

واعترفت ميراندا بأنه ليس من السهل تبنِّي هذه العقلية؛ لكنها قالت إن الناس بحاجة في البداية إلى الثقة بأنفسهم أكثر.

وعندما سُئلت عن مخاطر الإفراط في الإنفاق، قالت ميراندا إنه من الجيد تحمل ديون بطاقات الائتمان. وعلى الرغم من الجدل، قالت إن تحمل الديون ليس دائماً «خطأ أخلاقياً» أو «مدمراً» كما يجعلك المجتمع تعتقد.

وأضافت: «اعتبرها جزءاً من الموارد المتاحة لك للإنفاق، طالما أننا نفهم كيف تعمل منتجات الديون لدينا، وعواقب القرارات المختلفة التي نتخذها بشأن الديون».

اذهب في «موعد مالي»

ولفتت ميراندا إلى أن هناك طريقة أخرى لتجنب الإنفاق المتهور، وهي أن تأخذ نفسك في «موعد مالي» كل أسبوعين.

وأوضحت أنها طريقة لأتمتة إدارة أموالك، حتى لا يكون لديك هذا النبض المستمر للتوتر المالي في رأسك.

في الموعد المالي، يمكنك التحقق من كيفية تأثير إنفاقك على مجالات مختلفة من حياتك، وتحديد أولويات ما هو مهم.

قالت ميراندا: «بذلك، إذا أخذت هذه الإجازة التي يخطط لها أصدقائي، فكيف يؤثر ذلك على الأموال التي أضعها في مدخرات التقاعد الشهر المقبل؟ أو كيف يؤثر ذلك على ما أنفقه في مجالات أخرى؟ كيف يؤثر ذلك على مقدار ما سأستخدمه في بطاقة الائتمان الخاصة بي؟».

وأضافت أنه يمكنك أيضاً إنشاء «خريطة مالية» تساعد في تنظيم أهدافك والموارد التي يمكنك الوصول إليها والتزاماتك المالية، ويجب أن تكون مرنة.

على سبيل المثال، إذا كنت تخطط في البداية لتخصيص 10 في المائة من أموالك لمدخرات التقاعد كل شهر، ولكنك أدركت بعد ذلك أنك تفضل إنفاق هذه الأموال الآن، فيمكنك القيام بذلك باستخدام خريطة مالية.

وقالت: «يمكنك تحريكها نوعاً ما حسب ما هو منطقي بالنسبة لك؛ لكنها تساعدك على رؤية وضعك المالي حتى تتمكن من فهم عواقب القرارات التي تتخذها. يمكنك التأكد من أن لديك دائماً هذا الفهم لوضعك المالي، بحيث يكون من السهل اتخاذ قرارات الإنفاق الواعية أثناء قيامك بمهامك اليومية».