كتاب خليجيون شباب: الرواية أولاً

غلاف «ناقة صالحة»  -  عادل الرشيدي  -  أمينة بو غيث  -  مريم الموسوي  -  غلاف «ذهب مع الريح»
غلاف «ناقة صالحة» - عادل الرشيدي - أمينة بو غيث - مريم الموسوي - غلاف «ذهب مع الريح»
TT

كتاب خليجيون شباب: الرواية أولاً

غلاف «ناقة صالحة»  -  عادل الرشيدي  -  أمينة بو غيث  -  مريم الموسوي  -  غلاف «ذهب مع الريح»
غلاف «ناقة صالحة» - عادل الرشيدي - أمينة بو غيث - مريم الموسوي - غلاف «ذهب مع الريح»

نشرنا الخميس الماضي 26-12 مشاركات لمجموعة من الكتاب الخليجيين المعروفين تحدثوا فيها عن أهم قراءاتهم في عام 2019. وننشر هنا مشاركات عدد من الكتاب الشبان عن الكتب التي قرأوها العام الماضي. ونلاحظ أيضاً كما عند زملائهم أن الرواية جاءت في المقدمة:
- مريم الموسوي: « ناقة صالحة» لسعود السنعوسي
قرأت رواية: «ذهب مع الريح» للكاتبة مارغريت ميتشل عن دار النشر المركز الثقافي العربي وترجمة أحمد زكي العرابي وفؤاد ترزي.
وتقع الرواية في كتابين كل كتاب مكون من ما يقارب 800 صفحة. رواية كلاسيكية تدور أحداثها في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الجنوبية.
كما قرأت رواية: «ناقة صالحة» للكاتب الكويتي سعود السنعوسي من الصحراء القاحلة يروي لنا الكاتب قصة حبٍ واغتراب في 173 صفحة مملوءة بجفاف البر وقسوته. واستخدم الكاتب لغة تصويرية ساحرة . ويتجلّى ذكاء الكاتب في وصف الصحراء وأثرها على شخصيات الرواية بطريقة سلسة وانسيابية تأخذك دون أن تشعر من بداية الرواية حتى نهايتها.
وقرأت كذلك رواية : «بؤس» للكاتب: ستيفن كينغ وهي من ترجمة: بسام شيحا وصادرة عن الدار العربية للعلوم. التجربة الأولى مع الكاتب تجربة مثيرة! مع أنني لست من المولعين بالروايات البوليسية والمرعبة إلّا أن هذه الرواية نصبت لي فخًا منذ بدايتها.
- أمينة بوغيث: « الحي اللاتيني» لسهيل إدريس
لم أكن موفقة هذا العام بقراءة العدد الكبير من الكتب، لكنني عثرت على عدد قليل من الروايات التي حققت لي المتعة، من خلال جمالياتها الأدبية .
كانت البداية مع رواية «المطمورة» للكاتبة البحرينية شيماء الوطني, وهي الرواية الحائزة على جائزة الشارقة الثقافية للمرأة الخليجية. رواية غنية جداً، ثم رواية «عالم صوفي» لجوستين غاردنر. رواية بسيطة جدا بلا تعقيد, مع شرح طويل ومتسلسل لتاريخ طويل جدا من الفلسفة.
كذلك قرأت رواية «الحي اللاتيني» التي عرفتني على صراع النفس الإنسانية الساعية الساعية للحفاظ على عاداتها وأخلاقها في بلد أجنبي مختلف في كل شىء. وكان للمجموعة القصصية «يتسلقون ..أجلس منزويا لأغفو» للكاتب الكويتي جاسم الشمري، أرثا الجميل على نفسي. وكذلك «سنترال بارك» لغيوم ميسو، ثم رواية «صخب ونساء» و»كاتب مغمور» للكاتب العراقي علي بدر.
ورواية «أسميتها آسيا» للكاتبة المصرية سارة عمرو، وختام قراءاتي لهذا العام كان مع الكاتبة رفائيل جيوردانو وكتابها الذي أسعد أكثر من مليوني قارئ آخرهم أنا، وهي رواية «حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة».
- عادل الرشيدي: رواية «الجاسوسة» لكويلو
في «الجاسوسة» يتناول باولو كويلو قصة حقيقية لجاسوسة هولندية عملت لصالح الألمان ضد الفرنسيين. كانت تقوم بدور الراقصة لدى القادة الفرنسيين مما جعلهم ضحية لخداعها . بحث كويلو في الأرشيف التاريخي وعثر على ضالته التي مكنته من كتاب روايته، ويغوص كعادته في نفس ماتا بطلة الرواية ويحدثنا عنها بإسلوبه الشائق.
- إيمان العازمي: «رب صدفة» لسلمان الغصين
قرأت «ربّ صدفة» للكاتب الكويتي سلمان الغصين، وهذه هي أول مرة أقرأ فيها لهذا الكاتب المبدع . إنه يسرد لنا رأيت فيها واقعا مؤلما لطفلين انحرما من حنان الأم والأب أثناء الغزو االعراقي الغاشم للكويت فأصبحت الأخت الكبرى شروق هي المسؤولة عن تربية شقيقها، وفي النهاية حصلت مصادفة جميلة عوضتها عن كل الألم والحزن اللذين عاشتها بطفولتها هي وشقيقها.
- عبد اللطيف النصف: اللامسمى
كان العام 2019 حافلاً بالإصدارات الفكرية والادبية الهامة لكنني بحكم ضيق الاسطر، اختصر هذا العام في اربع اعمال مترجمة لاسيما العمل الاخير «اللامسمى» الذي صدر هذا العام لتكتمل به ثلاثية روائية صامويل بيكيت رائد الادب العبثي.. وفي رأي هو الحدث الادبي الاهم هذا العام.
الكتاب الثاني هو «الانقراض السادس» للمؤلفة الامريكية كولبرت وترجمة السماحي والشيخ، الصادرة من المجلس الوطني.
- عادل سراج: قواعد العشق الأربعون
تمثلت حصيلتي هذا عالم في كتابين، أولهما: «قواعد العشق الأربعون» لإليف شافاك، التي تسرد فيه حكايتين متوازيتين، إحداها في الزمن المعاصر وتتمثل في قصة امرأة أربعينية غير سعيدة في زواجها تعمل كناقدة أدبية، هي (إيلا روبنشتاين)، والأخرى في القرن الثالث العشر، عندما واجه الرومي مرشده الروحي، الدرويش المتنقل المعروف باسم «شمس التبريزي» ورحلة بحث شمس عن الرومي.
برأيي قدمت هذه الرواية نظرة ثاقبة للفلسفة القديمة التي قامت على توحيد الناس والأديان، ووجود الحب في داخل كل شخص منا. ليريها طريق الحرية.
والكتاب الثاني هو رواية (التحول) لكافكا، وهي رواية قصيرة غنية عن التعريف، تبدأ القصة بتاجر مسافر اسمه جريغور سامسا، الذي يستيقظ ليجد نفسه قد تحوّل إلى حشرة بشعة. ويبدأ بوصف المأساة التي تحولت إليها حياته.
وفي رأيي المتواضع أنها صورت الاغتراب بشكل عميق على الرغم من عدد الصفحات القليلة حيث تم تصوير الاغتراب عن العمل والمجتمع والجسد وحتى عن نفسه حين تحول إلى تلك الحشرة البشعة والتي أعتبرها رمز للكثير الضغوط التي تفرضها علينا الحياة حتى توصلنا لحافة الاغتراب تلك.


مقالات ذات صلة

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

الخليج ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

وجّهت أمانة «مجلس التعاون» دعوة إلى وزير الخارجية المغربي لحضور اجتماع مع نظرائه الخليجيين يوم 6 مارس (آذار) 2025 في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الخليج وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الخميس)، التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية.

ميرزا الخويلدي (الرياض)
رياضة سعودية إيكامبي نجم الاتفاق الكاميروني يحتفل بأحد هدفيه في مرمى العربي (الشرق الأوسط)

«أبطال الخليج»: الاتفاق يضرب العربي بثنائية ويواصل انطلاقته المثالية

واصل الاتفاق السعودي انطلاقته المثالية في المجموعة الثانية من مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال الخليج لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
TT

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة من خلال حديث مطول أدلى به لمحرر المذكرات ومؤلف الكتاب الصحافي سيد محمود سلام. ورغم أن حديث الذكريات هنا يشمل محطات مختلفة، فإن الكتاب يركز بشكل خاص على مرحلة النشأة والطفولة وما اكتنفها من اكتشاف الفنان في سنوات التكوين الأولى لعالم الأدب وخصوصية مدينته بورسعيد، مسقط رأسه.

ويشير محمود ياسين إلى أن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر، وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها. ويرى أنه كان طفلاً محظوظاً لأنه نشأ في أسرة تعد الثقافة جزءاً مهماً من تكوين أبنائها، وكان ترتيبه السادس بين أشقائه العشرة، وقد تأثر في طفولته بشقيقه الأكبر فاروق: «إذ فتح عيني على شيء اسمه الكتاب بمعناه الواسع. كان يتسلم الكتب ويذهب إلى المدرسة، لكن فاروق كانت له في البيت مكتبة خاصة عبارة عن خزانة كبيرة في الحائط صُممت على الطراز الفرنسي تضع فيها الوالدة الفخار وقطع الخزف الصيني وكؤوس الزجاج وأشياءها الخاصة، فصنع منها مكتبة بعرض الحائط بعد أن أقنعها بذلك حيث كانوا يقطنون في فيلا من دورين تابعة لشركة قناة السويس التي كان يعمل بها والده، وعاشوا فيها ما يزيد على 25 عاماً».

ظل فاروق يشتري الكتب باستمرار مثل سلسلة «اقرأ» التي كانت تصدر ملخصات لعيون الأدب العربي والعالمي والسير الذاتية مثل السيرة الذاتية لطه حسين ودوستويفسكي ومكسيم غوركي وأنطون تشيخوف، فضلاً عن عيون الأدب الفرنسي مثل مؤلفات غي دي موباسان. كانت السلسلة تصدر كتيبات لكل كتّاب ومفكّري العالم، فالتراث الإنساني كله أنتجته سلسلة «اقرأ»، وقد جمعه فاروق في مكتبته وأيضاً سلسلة أخرى بعنوان «كتابي» جمعها أيضاً في المكتبة.

قرأ محمود ياسين في صغره معظم دواوين الشعراء العرب وعبقريات العقاد في مكتبة شقيقه، فضلاً عن كتب سلسلة «الكتاب الذهبي» التي تعرّف فيها على محمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي. كما كان الشقيق الأكبر فاروق شغوفاً باقتناء الكتب والمطبوعات الثقافية مثل مجلة «الهلال» حتى إنه يشتري الكتب بمصروفه الشخصي المحدود. ولم يكن الطفل محمود يشغل نفسه بشراء الكتب، لكن يده بدأت تمتد إلى مكتبة شقيقه، فغضب بشدة من استعارته كتبه؛ وذلك خوفاً من ألا تلقى الاحترام ذاته الذي تلقاه عنده تلك المكتبة التي كوّنها واشتراها من مصروفه. لكن عندما اطمأن لشقيقه، بدأ يشجعه مع بعض النصائح خوفاً على هذه الكتب. وبدأ الشقيق الأصغر في متابعة المسرحيات المترجمة بشكل خاص، لا سيما أعمال وليام شكسبير وهو ما أثار دهشة وإعجاب فاروق حين رأى شقيقه لا يفوّت نصاً للكاتب العالمي، سواء في سلسلة «كتابي» أو نظيرتها «اقرأ».

ويشير محمود ياسين إلى أن أبناء بورسعيد يتشابهون في ملامحهم وتكوينهم؛ لأن هذه المدينة تترك بصماتها على أبنائها، فهي بلد مفتوح على الدنيا ويُطل على أوروبا، فهناك شاطئ بحر وفي الأفق عالم آخر يجب أن تحلم به. إنها مدينة وسط جزر من المياه، فتأثر بهذه الخصوصية الجغرافية وما أكسبته لسكانها من حس حضاري لافت.

يقول محمود ياسين في مذكراته إن الطفولة مفتاح كل بوابات العمر وقد عاش طفولته في أسرة محافظة مثقفة محبة للفن ولتراب الوطن حيث أثرت كثرة الحروب التي خاضتها المدينة على تعميق الحس الوطني لأبنائها.

امتزجت شخصية محمود ياسين بالبحر المتوسط الذي تطل عليه مدينته، فهو مثله تراه شديد الهدوء تارة، شديد الصخب تارة أخرى. يقول: «إن أخلاقي كأخلاق البحر وطبيعتي تشبهه، فأنا في شهري سبتمبر وأكتوبر أكون هادئاً هدوءاً غريباً وعندما تنظر إليّ تشاهد ما في أعماقي، وإذا تحدثت إليّ يمكنك أن تكتشف كل شيء. أما الشخص الصاخب العصبي فهو أيضاً أنا ولكن في شهر يناير، وكذلك البحر بـ(نواته) وأمواجه المتلاطمة. لا أحب شهر يناير، قد يكون لأنه بداية عام لا أعلم ما يخبئه، وحين راقبت نفسي وجدت أنني في مواسم أكون هادئاً وأخرى أكون صاخباً وهذا هو حال البحر».

كانت حياة الصبي محمود ياسين قبل التمثيل غير مستقرة، كأنه يبحث عن شيء يسعده. كان يراقب شقيقه فاروق، الممثل العظيم بقصور الثقافة، وتعلم منه كيف يحب الريحاني. يشاهده فيشعر بأنه يمتلك عالم التمثيل بين عينيه، نظراته، تأمله، صوته حتى وهو يغني بصوتٍ أجش تستسيغ غناءه من هذه الحالة التي لاحظها وتأثر بها. أحبَّ التمثيل وشعر بأنه الشيء الذي يبحث عنه، إنه عالمه المفقود، به ستكتمل حياته.

اللافت أن التمثيل منذ البدايات الأولى بالنسبة لمحمود ياسين «حالة»، إنه بمثابة «عفريت» يتجسد في الشخص المحب له، فكان يسعد بالمشاهد التي يمثلها في نادٍ يسمى «نادي المريخ» ببورسعيد وهو طفل. وكوّن هو وزملاؤه فرقة مسرحية، مع عباس أحمد الذي عُرف بأشهر مخرجي الثقافة الجماهيرية، وله باع طويل وأثر في حياته كصديق ورفيق رحلة كفاح، هو والسيد طليب، وكانا أقرب صديقين له، سواء على مستوى هواية التمثيل أو الحياة.

ويروي كيف كان يقدم مسرحية على خشبة مسرح صنعوه بأنفسهم من مناضد وكراسي متراصة، وفي قاعة تسع 100 شخص، فلمح والده، وكانت المرة الأولى التي يمثل فيها ويشاهده أبوه، وإذا به يبتسم له ابتسامة هادئة، اعتبرها أول تصريح رسمي منه بموافقته على دخوله هذا المجال. ويذكر أيضاً أن من بين العمال الذين تأثر بهم محمود عزمي، مهندس الديكور العبقري، الذي لم يحصل على أي شهادات دراسية ولم يلتحق بالتعليم، لكنه كان يهوى الرسم ويصمّم ديكورات أي نصوص سواء عربية أو عالمية ببراعة مدهشة.