محكمة حوثية تقضي بإعدام هادي ورئيس حكومته ووزير خارجيته السابق

TT

محكمة حوثية تقضي بإعدام هادي ورئيس حكومته ووزير خارجيته السابق

على وقع استمرار الجماعة الحوثية الموالية لإيران في تصعيد عملياتها العسكرية في الساحل الغربي لليمن، أصدرت محكمة في صنعاء خاضعة للجماعة حكماً غير قانوني قضى بإعدام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته معين عبد الملك ووزير خارجيته السابق خالد اليماني.
وقضت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة في صنعاء - وفق المصادر الرسمية للجماعة - بإعدام هادي ورئيس الحكومة معين عبد الملك والوزير السابق خالد اليماني، بعدما أقرت التهمة التي وجهتها لهم الجماعة، وهي «الخيانة العظمى» على حد زعمها. ويأتي حكم المحكمة الحوثية استمراراً لعشرات الأحكام بالإعدام التي أصدرتها الجماعة منذ سيطرتها على صنعاء بحق الناشطين والسياسيين والصحافيين المعتقلين في سجونها، أو بحق قيادات الشرعية في الخارج وأعضاء البرلمان.
وتضمن الحكم الحوثي، إضافة إلى الإعدام، مصادرة جميع أموال الثلاثة العقارية والمنقولة داخل اليمن وخارجها وتوريدها إلى الخزينة الحوثية. وبررت المحكمة التي يديرها قضاة من معممي الجماعة الحكم الصادر بحق قيادة الشرعية اليمنية، لجهة حضور وزير الخارجية السابق خالد اليماني مؤتمراً دولياً في وارسو، حضر إلى جواره بسبب الإجراءات البروتوكولية رئيس الوزراء الإسرائيلي، إضافة إلى ما زعمت أنه «انتحال منه لصفة وزير الخارجية اليمني»، وهي ذات التهمة التي وجهتها لرئيس الحكومة اليمنية.
كما اعتبرت المحكمة أن حضور اليماني إلى جانب وزراء تحالف دعم الشرعية، واحدة من التهم المستوجبة للحكم. وكانت الجماعة الحوثية أصدرت قراراً العام المضي بمحاكمة أكثر من 30 نائباً في البرلمان اليمني بتهمة انضمامهم للشرعية، تمهيداً لمصادرة ممتلكاتهم وعقاراتهم في مناطق سيطرتها، كما أصدرت عشرات الأحكام الأخرى قضت بالإعدام بحق ناشطين وصحافيين.
جاء ذلك في وقت صعّدت فيه الجماعة من خرقها للهدنة في الساحل الغربي جنوب محافظة الحديدة، بمختلف أنواع الأسلحة، بحسب ما أوردته مصادر الإعلام العسكري للقوات الحكومية. وذكر المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة أن الميليشيات قصفت مواقع القوات المشتركة في مديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة، بقذائف مدفعية الهاون الثقيلة عيار 120 والقذائف عيار 82 في أوقات متفرقة من يوم «الثلاثاء».
وأضاف المركز أن الميليشيات استهدفت مواقع أخرى للقوات المشتركة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.5 وعيار 12.7 بشكل مكثف.
وأوضحت المصادر العسكرية اليمنية أن قصف الجماعة الحوثية استهدف مواقع القوات المشتركة في مديرية الدريهمي، الواقعة جنوب مدينة الحديدة بالساحل الغربي لليمن، بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120 والقذائف المدفعية عيار 82، وتساقطت القذائف بالقرب من مواقع القوات.
كما فتحت عناصر الميليشيات النار، على مواقع القوات المشتركة في المنطقة نفسها، بالأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 وبسلاح الدوشكا عيار 12.7 بشكل مكثف.
في غضون ذلك، أعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي، العثور على لغم بحري حوثي، الثلاثاء، في حوض ميناء الحيمة بمديرية التحيتا، جنوب محافظة الحديدة الساحلية.
وقال الإعلام العسكري، التابع للقوات المشتركة، إن «فريق البحث والإنقاذ التابع للمقاومة الوطنية، عثر صباح الثلاثاء، على جسم غريب في حوض ميناء الحيمة بمديرية التحيتا محافظة الحديدة، وتم سحب الجسم الغريب إلى ساحل ميناء الحيمة، وبعد الكشف عليه من قبل الفرق الهندسية المتخصصة اتضح أنه عبوة بحرية بطول متر وعرض متر من مخلفات ميليشيا الحوثي»... وكانت وحدات الهندسة، التابعة للمقاومة المشتركة، فككت خلال الفترة الماضية كميات كبيرة من الألغام البحرية التي خلفتها الميليشيات الحوثية في مراكز الإنزال السمكي، وعلى طول امتداد الساحل الغربي.
وتواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، انتهاكاتها وتصعيدها العسكرية من خلال قصف مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني في مختلف مناطق ومديريات الحديدة الساحلية وعلى طول الساحل الغربي.
في السياق نفسه، أفاد مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن، التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال، بأنه تمكن من نزع أكثر من 1600 لغم خلال أسبوع واحد فقط. وقال المشروع إنه خلال الأسبوع الرابع من شهر ديسمبر (كانون الأول) تمكن من انتزاع 23 لغماً مضاداً للأفراد، و476 لغماً مضاداً للدبابات، و19 عبوة ناسفة، و1086 ذخيرة غير منفجرة، ليبلغ إجمالي ما جرى نزعه 1604 ألغام متنوعة خلال الأسبوع الرابع لهذا الشهر.
وبلغ إجمالي ما جرى نزعه منذ بداية المشروع 120145 لغماً زرعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران في الأراضي والمدارس والبيوت، وحاولت إخفاءها بأشكال وطرق مختلفة، راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن، سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.
وعلى صعيد ميداني آخر، شدد قائد المنطقة العسكرية الثالثة في الجيش اليمني اللواء الركن محمد الحبيشي، على بذل مزيد من الجهود واليقظة العالية حتى تخليص بلاده من كارثة الميليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، في الوقت الذي ثمن فيه الدعم والإسناد الذي يقدمه تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية.
ووفقاً للمركز الإعلامي لقوات الجيش اليمني، اطّلع قائد المنطقة العسكرية الثالثة، خلال تفقده الجيش الوطني في جبهة الضيق غرب محافظة مأرب، على أحوال المقاتلين في المواقع الأمامية بجبهة الضيق. وأشاد «بالروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها»، مثمناً «التضحيات الجسيمة التي يقومون بها في مواجهة الميليشيات الحوثية الانقلابية».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم