دعوى إسرائيلية لسحب 6 مليارات دولار من البنك العربي... بزعم «دعم الإرهاب»

TT

دعوى إسرائيلية لسحب 6 مليارات دولار من البنك العربي... بزعم «دعم الإرهاب»

بعد نجاحها في دعاوى مشابهة في الولايات المتحدة، نظمت حركات يمينية متطرفة في إسرائيل تقديم دعوى جماعية، بمشاركة 1132 مواطناً إسرائيلياً، دعوى إلى المحكمة المركزية في القدس ضد «البنك العربي»، ومقره في الأردن، تطالبه بدفع تعويضات بمقدار 20 مليار شيقل (نحو 6 مليارات دولار)، عن «عمليات إرهابية نفذت ضد إسرائيليين، ويشتبه بتمويلها من قبل البنك»، بحسب ادعائها.
وادعى مقدمو الدعوى أنهم يمثلون مصابين وقتلى جراء عمليات تفجيرية وقعت في السنوات 1995-2005 في إسرائيل وضد سكانها. وقد نسبوا الدعوى، كما ورد فيها، إلى البنك العربي، وزعموا أن البنك سمح بفتح حسابات بنكية لعدد كبير من قادة «التنظيمات الإرهابية»، وبينهم الشيخ أحمد ياسين الرئيس الأسبق لحركة حماس، وإسماعيل هنية الرئيس الحالي، وعباس السيد الأسير الفلسطيني من قادة «حماس». كذلك اتهم البنك بفتح حسابات لتنظيمات إرهابية، وهنا أدخلوا أيضاً «الجهاد الإسلامي» وحركة فتح، وحسابات أخرى لألوف الفلسطينيين الذين قبضوا رواتب بصفتهم جرحى العمليات، أو من أهالي الأسرى والشهداء. كما يتهم البنك بأنه ساهم في جمع الأموال، من موظفيه وغيرهم، للتبرع لعائلات الشهداء والأسرى.
والمعروف أن «البنك العربي» هو أحد أكبر البنوك في المنطقة، ومسجل في الأردن، ولديه قرابة 600 فرع في أنحاء العالم. وقد أسسه عبد المجيد شومان، وهو فلسطيني الأصل. وحسب الدعوى، فقد تبرع شخصياً لـ«صندوق دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني» بمبلغ 500 ألف دولار، فيما تبرع البنك بمليوني دولار، بل وتتهمه بالضلوع «في تمويل عمليات نفذتها حركات (حماس) و(الجهاد الإسلامي) و(فتح) وتنظيمات أخرى في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لأنه شارك بشكل نشط وجوهري في جمع تبرعات في أنحاء العالم لتمويل ودعم عائلات منفذي عمليات وأسرى، وأدار توزيع هذه الأموال».
وسئل المحامي ميرون عن كيفية جباية التعويضات من البنك وهو ليست لديه أي أنشطة مع إسرائيل، فأجاب بأن هناك فروعاً للبنك في الضفة الغربية، وهي تحت السيطرة الإسرائيلية، وهناك فروع للبنك في الولايات المتحدة وأوروبا، يمكن تحصيل المبالغ عن طريقها.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.