تونس: الجملي يتوافق مع رئيس الجمهورية حول حقيبتي «الدفاع» و«الخارجية»

عبر عن أمله في أن تتضح تركيبة الحكومة خلال الساعات المقبلة

TT

تونس: الجملي يتوافق مع رئيس الجمهورية حول حقيبتي «الدفاع» و«الخارجية»

خطا الحبيب الجملي، رئيس الحكومة التونسية المكلف، أمس، خطوة كبيرة نحو تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد، إثر إعلانه التوافق مع رئيس الجمهورية قيس سعيد حول الشخصية التي ستتولى حقيبة وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، وعبر عن أمله في أن تتضح تركيبة الحكومة خلال الساعات المقبلة.
وفي تصريح صحافي مقتضب، أكد الجملي، صباح أمس، أنه سيقوم من جديد ببعض التدقيق في قائمة التركيبة الحكومية، وعبر عن أمله في أن يحتفل التونسيون بالسنة الإدارية الجديدة، وقد تحدّدت معالم حكومتهم المقبلة، على حد تعبيره.
وكان الجملي قد أجل أول من أمس (الاثنين) عقد مؤتمر صحافي، كان مبرمجا أن يعلن فيه عن تركيبة حكومته المقبلة، وهو ما أضفى مزيدا من الضبابية حول مصير جلسات التشاور، التي تجاوزت مدتها ستة أسابيع دون أن تتمخض عن نتائج محددة المعالم. كما وعد الجملي في تصريحات سابقة أن يكون للتونسيين حكومة جديدة قبل نهاية 2019. وهو ما اعتبره مراقبون للوضع السياسي في تونس «تحديا للظروف الصعبة»، التي تدور فيها اللمسات الأخيرة المتعلقة بالتشكيلة الحكومية المقبلة. وأجمعت تسريبات أولية للمشاورات على أن الجملي يخبئ مفاجآت للمشهد السياسي المقبل، خاصة بعد أن قرر تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، بعيدا عن كل الأحزاب السياسية التي أرهقت المفاوضات بشروطها المتعددة، وهو خيار لم يرض قيادات حركة النهضة (إسلامية)، التي طالبت بتنفيذ نتائج صناديق الاقتراع، وإشراك الأحزاب الفائزة في الانتخابات في الحكومة من خلال منحها عددا من الحقائب الوزارية.
في السياق ذاته، نفى رئيس الحكومة المكلّف وجود خلافات مع رئيس الجمهورية قيس سعيد، وأكد في هذا السياق أن «رئيس الدولة رجل قانون، والرئاسات الثلاث تؤدي دورها على أكمل وجه»، على حد تعبيره. مشددا على أن حزب حركة النهضة، الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والذي اختاره لتشكيل الحكومة، لم يتخل عنه، وأنه سيحظى بمساندته في حال تقدمت الحكومة لنيل ثقة البرلمان. كما اعتبر الجملي أنه «من غير المعقول أن يسحب الحزب دعمه للشخصية التي كلفها بتشكيل الحكومة».
ووفق تسريبات أولية، فإنه من المنتظر أن يتولى عثمان الجرندي حقيبة وزارة الخارجية، وكمال العيادي حقيبة وزارة الدفاع الوطني، حسب الاتفاق الذي جرى بين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي.
يذكر أن عثمان الجرندي تحمل سابقا مسؤوليات دبلوماسية، وتقلد وزارة الخارجية بين سنتي 2013 و2014 (في حكومة حمادي الجبالي القيادي في حركة النهضة)، كما تحمل العيادي عددا من المسؤوليات، آخرها رئيس الهيئة العليا للرقابة المالية والإدارية، ومنصب وزير الوظيفة العمومية في حكومة الحبيب الصيد.
على صعيد غير متصل، أكد رضا شهاب المكي، المعروف باسم «رضا لينين»، وصاحب مشروع سياسي يحمل اسم «قوى تونس الحرة»، وهي القوى التي دعمت قيس سعيد في حملة الانتخابات الرئاسية، ومكنته من الفوز في الانتخابات، أنه من واجب رئيس الجمهورية استفتاء الشعب لتغيير نظام الحكم، وقال بهذا الخصوص: «نحن إزاء فسيفساء حزبية غير قادرة على التوافق حول تكوين لجنة برلمانية، فما بالك بحكومة بأكملها؟».
واعتبر المكي أن المشهد السياسي والبرلماني «يكرر الفشل نفسه منذ ثورة 2011 وأبناء الشعب التونسي هم من يدفع الثمن في كل مرة». مشددا على أن الرئيس قيس سعيد أمام واجب استفتاء تاريخي «لتغيير نظام الحكم ومنوال السلطة، لأن المرحلة لم تعد تتحمل».
وكانت عدة قيادات سياسية قد دعت إلى تغيير نظام الحكم ومنح الرئيس مزيدا من الصلاحيات، بعد أن حد النظام البرلماني المعدل المطبق حاليا من سلطات رئيس الجمهورية، ونجح في تحويل الثقل السياسي إلى رئيس الحكومة وأعضاء البرلمان.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.