إشبيلية... عاصمة الأندلس ومرفأها السعيد

جمالها معجون من معالمها الفنية وزمن الوصل البعيد

جانب من ساحة إسبانيا في إشبيلية
جانب من ساحة إسبانيا في إشبيلية
TT

إشبيلية... عاصمة الأندلس ومرفأها السعيد

جانب من ساحة إسبانيا في إشبيلية
جانب من ساحة إسبانيا في إشبيلية

يقال إن الفؤاد الذي يذهب مرّة إلى إشبيلية يصعب عليه أن يغادرها. والحق يقال إنك حتى عندما تغادر إشبيلية، فهي لا تغادرك.
ثمّة إجماع بين الذين يعرفون هذه المدينة، أو يعيشون فيها، على أن لها سحراً خاصاً معجوناً من جمال معالمها، ومن تاريخها ودماثة أهلها، وأجوائها الحميمة التي لا تُشعِر أحداً بالوحدة أو الغربة. ويقول الكاتب الإسباني الشهير أنطونيو غالا، الذي كان رئيساً لجمعية الصداقة الإسبانية العربية، الذي قرّر منذ سنوات أن يمضي ما تبقّى من حياته في هذه المدينة عندما سألته عنها: «يعتقد أهل إشبيلية أنها أجمل مدينة في العالم، وأخشى أنهم قد يكونون على حق».
هي عاصمة الأندلس الضاحكة، والمرفأ المفضّل على ضفاف النهر الكبير عند التجّار الفينيقيين، وباب أوروبا إلى بلاد الهند الذي منه ارتحلت سفن كولومبوس الثلاث الأولى لترسو على شواطئ العالم الجديد... وهي شمس إسبانيا الدافئة، وقيثارتها النازفة وغناؤها الذي يسترجع الموشّحات الحزينة من زمن الوصل البعيد.
لكن إشبيلية أيضاً هي جوهرة سياحية تُبهر الزائر بمعالمها وحدائقها وأحيائها التي تضجّ بالحياة والفرح. ولا ننسى مطبخها الذي يحتلّ مرتبة عالية بين المطابخ الإسبانية، ويتميّز بتراثه العربي الأصيل. هي أيضاً دعوة مفتوحة على مدار العام، لها مواعيد لا بد للسائح أن يلبّيها، ولو مرة واحدة في حياته. مهرجان أبريل الذي تتبرّج خلاله المدينة بأزهى ألوانها، ويخرج أهلها إلى الساحات يرقصون ويغنّون ليل نهار... أو احتفالات عيد الفصح التي تعتبر الأجمل من نوعها في العالم، ويستعدّ لها أبناء المدينة طوال العام... أو مجرّد نزهة مسائية في شوارعها أيام الربيع، حيث يفوح عطر زهر البرتقال الذي يتدلّى كالنجوم من أشجارها.
من أشهر معالمها:
- الكاتدرائية... «لا خيرالدا»
الوسط التاريخي في إشبيلية هو الأكبر في إسبانيا والثالث في أوروبا. يضم مجموعة من المعالم الفريدة التي تبرز من بينها كاتدرائية تعتبر الأكبر في العالم الكاثوليكي من حيث حجمها، والثالثة من حيث مساحتها. بُنيت فوق المسجد الذي أمر بتشييده الخليفة أبو يعقوب يوسف أواسط القرن الثاني عشر، ثم قرر الملوك الإسبان أن يرفعوا فوقه هذه الكاتدرائية، بعد ثلاثة قرون، محافظة على المئذنة الأصلية التي يبلغ ارتفاعها 104 أمتار، وتحوّلت إلى برج الجرس الذي يعرف اليوم باسم «لا خيرالدا»، الرمز الأشهر للمدينة. وتضمّ هذه الكاتدرائية مجموعة نفيسة من اللوحات الدينية لكبار الرسّامين الإسبان، إضافة إلى ضريح البحّار كريستوف كولومبوس، الذي قاد البعثات التي وصلت لأول مرة من أوروبا إلى السواحل الأميركية. وقد وضعتها منظمة اليونيسكو على لائحة التراث العالمي في عام 1987.
- القصور الملكية
على بعد أمتار من الكاتدرائية، توجد درّة معمارية أخرى من التي تزخر بها إشبيلية، هي القصور الملكية التي بناها الخلفاء الأندلسيّون ثم سكنها ملوك قشتالة لعقود عديدة. نظراً لفخامتها، قرر الإمبراطور كارلوس الخامس «شارلمان» أن يعقد قرانه فيها على ملكة البرتغال، وأن يستقبل ضيوفه في «قاعة السفراء» التي تحاكي قصر الحمراء في غرناطة. ويُذكر أن سفير جمهورية البندقية الذي كان بين المدعوّين إلى زفاف الإمبراطور، أعجب بهذه القصور وبحدائقها الغنّاء حتى قال: «إنها أهنأ مكان في العالم».
هذه القصور الملكية ما زالت تحافظ على رونقها، وتستخدمها العائلة المالكة الإسبانية عندما تأتي إلى إشبيلية في مناسبات معيّنة، كما لا تزال مرتبطة بأحد أشهر الخلفاء الأندلسيين وآخر ملوك بني عبّاد في إشبيلية، المعتمد بن عبّاد، الملك العاشق والشاعر الذي أشرف على حكم مملكته الواسعة من قصر «المبارك» الذي كان يثير دهشة الملك الإسباني السابق خوان كارلوس الأول كلّما نزل فيه. ويروي المؤرخون أن المعتمد، خلال السنوات الأربع التي أمضاها في مدينة أغمات المغربية، منفيّاً فيها حتى مماته، كان كل يوم يسترجع أيامه في قصر المبارك الذي يرتفع اليوم عامود من الرخام في إحدى حدائقه تخليداً لذكرى الملك الشاعر بمناسبة «مرور تسعة قرون على نفيه المؤسف في 7 سبتمبر (أيلول) 1091».
- مبنى «أرشيف الهند»
إلى جانب القصور الملكية، يقوم مبنى «أرشيف الهند»، ويضمّ مجموعة ضخمة من الوثائق والمستندات النفيسة عن حملات الفتح الإسباني وقرون الاستعمار في القارة الأميركية. وقد وضعته اليونيسكو أيضاً على لائحة التراث العالمي. وكان المبنى في أساسه مخصصاً لاستضافة التجّار الأجانب الذين ينزلون في المدينة، ثم استخدم كمقرّ لمحاكم التفتيش في القرن السادس عشر.
- قصرا «الغابة» و«دوينياس»
إشبيلية أيضاً هي محطة رئيسية في مسار الفن «المدجّن»، وهو الفن المعماري الهجين الذي يجمع بين الطرازين المسيحي والإسلامي، الذي تطوّر على مدى قرون في الممالك المسيحية في شبه الجزيرة الإيبيرية، ويتميّز باستخدام مواد ليّنة مثل القرميد والجبس والخشب والزلّيج، مما يسهّل أعمال التنميق والزخرفة التي تغلب عليه. وثمّة كنائس عديدة في إشبيلية مبنيّة على هذا الطراز الذي يتجسّد بكل بهائه في قصر «الغابة» الذي يعتبر درّة الهندسة المعمارية المدجّنة في القرن الخامس عشر. وقد سكنت هذا القصر عائلات أرستقراطية إسبانية حتى أواسط القرن التاسع عشر، عندما تحوّل إلى مسرح ثم إلى متحف يضمّ مجموعات فنيّة وأدوات منزلية وقطع أثريّة من الفن المدجّن.
لكن المحطة الأبرز في الجولة على الفن المدجّن نجدها في قصر «دوينياس» المبني في القرن الخامس عشر، وتملكه اليوم عائلة «آلبا»، أعرق العائلات الأرستقراطية في إسبانيا. ونظراً لأهمية هذا المبنى المعمارية، وما يختزنه من روائع فنّية، أعلنته الحكومة الإسبانية تراثاً ثقافياً وطنياً، وهو مفتوح أمام الزوّار منذ عام 2016. تجدر الإشارة إلى أن الشاعر الإسباني الشهير أنطونيو ماتشادو ولد في هذا القصر عام 1875، وفيه عقدت قرانها دوقة آلبا التي تجمع ألقاباً أرستقراطية أكثر من ملكة إنجلترا.
- حي «تريانا»
معالم إشبيلية التاريخية تقتضي أياماً لزيارتها وسبر أغوارها، لكن سحر هذه المدينة، ليس وقفاً عليها، ولا بد من التجوّل في أحيائها الجميلة وحدائقها التي تضجّ بالحياة والإقبال على التمتع بها. أشهر هذه الأحياء هو «تريانا» الذي يخيّل للمتسكّع فيه أنه انتقل إلى أماكن بعيدة من أزمنة سحيقة، بهندسته ومنازله ومعشر أهله. عليك بالتمهّل هنا، ومن المستحسن أن تتناول طعام الغداء في أحد المطاعم والمقاهي التي تملأ ساحاته؛ حيث بإمكانك أن تتذوّق الأطباق والحلوى التي اشتهرت بها هذه البلاد إبّان الحقبة الأندلسية.
- برج الذهب
تغادر هذا الحي باتجاه الجسر، فتعبره فوق النهر الذي تنعكس على صفحة مياهه صورة «برج الذهب» الذي بناه «الموحّدون» في القرن الثالث عشر، لتطلّ من هناك على «المايسترانزا» أجمل حلبات مصارعة الثيران في العالم، حيث يرتقي المصارعون إلى مصاف الكبار أمام جمهورها العليم بهذا «العيد» الوطني الذي يشكّل أحد العناصر المكوّنة للهويّة الإسبانية في العالم.
- متنزه «ماريّا لويزا»
من هناك ننتقل إلى متنزه «ماريّا لويزا» الذي يشكّل واحة في قلب المدينة، بأشجاره الباسقة التي يعود بعضها إلى القرن السابع عشر، ونوافيرها الجميلة التي ترطّب الجو في صيف المدينة الحار.
- «ساحة إسبانيا»
في الجهة المقابلة لهذه الحديقة، تقوم «ساحة إسبانيا» الشهيرة، أكبر المعالم على الطراز الأندلسي على الإطلاق ومن أجمله. ويجمع الذين يشاهدون هذه الساحة للمرة الأولى أنهم يشعرون بتأثر عميق أمام ضخامتها وتناسقها وجمال معمارها. وقد بنيت في عام 1929 بمناسبة المعرض الإيبروأميركي، يستعرض فيها الزائر تاريخ إسبانيا بأكمله. كما صوّرت فيها أفلام عالمية شهيرة، مثل «لورانس العرب» و«الأسد والريح» و«الديكتاتور» و«حرب النجوم».


مقالات ذات صلة

رحلة إلى كيرالا... بلاد الشواطئ والغابات

سفر وسياحة مزارع الشاي في مونار (الشرق الأوسط)

رحلة إلى كيرالا... بلاد الشواطئ والغابات

تُعرف كيرالا بلاد الشواطئ والغابات، كونَها تجذب كيرالا عدداً هائلاً من السياح المحليين والدوليين سنوياً. وتشمل معالم الولاية المتنوعة أماكن مثل الأنهار الخلّابة.

براكريتي غوبتا (كيرالا)
سفر وسياحة «فيستا جيت» تهتم بصحة المسافرين على متنها (الشرق الأوسط)

«فيستا جيت» تتبنى العافية في الأجواء استعداداً ليوم الصحة العالمي

مع اقتراب العالم من الاحتفال باليوم العالمي للصحة 7 أبريل تسلط «فيستا جيت» الشركة العالمية الأولى والوحيدة في مجال طيران الأعمال الضوء على أهمية الصحة والعافية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة يعتبر الكثيرون رحلات الحصاد فرصة للاستجمام والتقاط الصور وسط الطبيعة (تصوير إيهاب علي)

كيف تقضي يوماً ممتعاً في الريف المصري؟

يثير ما يعرف بـ«سياحة الحصاد» فضول المسافرين وتعطشهم لتجربة بعض rnالنشاطات الريفية rn

نادية عبد الحليم (القاهرة)
سفر وسياحة مناظر طبيعية خلابة (شاترستوك)

صور العمانية... عاصمة السياحة العربية لعام 2024

تم اختيار مدينة صور العمانية، الواقعة على طول بحر العرب، عاصمة للسياحة العربية لعام 2024. وتقع مدينة صور على مسافة ساعتين من عاصمة البلاد مسقط.

«الشرق الأوسط» (صور - عمان )

رحلة إلى كيرالا... بلاد الشواطئ والغابات

مزارع الشاي في مونار (الشرق الأوسط)
مزارع الشاي في مونار (الشرق الأوسط)
TT

رحلة إلى كيرالا... بلاد الشواطئ والغابات

مزارع الشاي في مونار (الشرق الأوسط)
مزارع الشاي في مونار (الشرق الأوسط)

تُعرف كيرالا كونَها تجذب عدداً هائلاً من السياح المحليين والدوليين سنوياً. وتشمل معالم الولاية المتنوعة أماكن مثل الأنهار الخلّابة، والشواطئ الهادئة، ومحطات التلال الخضراء، ومحميات الحياة البرية، والمواقع الثقافية التراثية، ومراكز الاستشفاء الأيورفيدية. ولا يحتاج جمال كيرالا الطبيعي إلى وصف. رغم أن الغابات الخلفية في كيرالا تحظى بشهرة عالمية، فإن كثيراً من محطات التلال في الولاية بقي بعيداً عن الطريق المألوفة. صُنعت هذه المحطات من سلسلة جبال الغاتس الغربية، وهي مناسبة للباحثين عن السكينة في بيئة طبيعية. تعدّ هذه المحطات تجربة ممتعة بعيداً عن صخب المراكز السياحية. لذا، في رحلتك المقبلة إلى كيرالا، قم بزيارة محطات الجبال لتجربة خيالية. فيما يلي نظرة على بعض محطات التلال في كيرالا التي ستأسر أنفاسك.

روعة ديفيكولام الطبيعية (الشرق الأوسط)

مونار تعدّ محطة التل الخلّابة، مونار واحدة من أشهر الوجهات السياحية، ليس في كيرالا فقط، ولكن في الهند أيضاً، حيث تجذب مجموعة واسعة من الناس ببهاء مناظرها الطبيعية. تُعرف مونار أيضاً باسم كشمير في جنوب الهند. لذا، سواء أكنتما زوجين جدداً تخططان لقضاء شهر العسل، أو أنك ترغب في قضاء عطلة فقط في تلال مونار مع عائلتك، تعدك هذه المنطقة الجبلية بسحر أخّاذ. الغابات البكر، والسافانا، والتلال المتدحرجة، والأودية الخلّابة، وكثير من الجداول المائية، والشلالات الجميلة، ومزارع الشاي، والممرات المتعرجة، كلها جزء من تجربة العطلة الرائعة المقدمة للمسافرين إلى مونار.

تُعرف مونار أيضاً بنبات «نيلكورينجي»، وهي نبتة نادرة تتفتح مرة واحدة كل 12 عاماً.

كنيسة باتومالا (الشرق الأوسط)

تغطي فدادين من الغابات وحدائق الشاي المنحدرات الجبلية بغطاء أخضر. وتقع محطة التل في ملتقى 3 جداول جبلية؛ مودرابوزا، ونالاثاني، وكوندالا. ومن هنا أخذت اسمها. عندما يتعلق الأمر بالطبيعة، يعدّ المكان فردوساً لكل روح تتطلع إلى التجدد والاسترخاء. يجب على عشاق الحياة البرية زيارة حديقة إيرافيكولام الوطنية، التي تعد منزلاً لحيوان النيلغيري المهدد بالانقراض. وتعدّ أنامودي أعلى قمة في جبال الغاتس الغربية، وهي وجهة رائجة لرياضة المشي. شلالات أتوكال هي معلم سياحي رئيسي في مونار، وهي منظر يستحق التذكر! المياه تتدفق عبر التلال، ما يصدر أصواتاً مدهشة، وتُذهل المشاهدين بمجرد لمحة واحدة. تبدو الشلالات جذابة، خاصة في فصل هطول الأمطار الموسمية. يمكنك التجول على الطريق المتعرجة مع شريكك، وتعزيز الجمال في كل ما حولك. قم برحلة على الأقدام في التلال والجبال، واستمتع بركوب الدراجات حولها، أو زُر بعض المواقع السياحية الشهيرة، أو بمجرد التجوال سوف تكتمل عطلتك في مونار. قبل العودة إلى المنزل، لا تنس شراء الشاي المحلي والشوكولاته منزلية الصنع. محطة تل جافي هي منطقة سياحية بيئية مشهورة في كيرالا، أصبحت شهيرة بعد أن قامت شركة «ألستير إنترناشيونال»، وهي إحدى أكبر شركات السياحة المعترف بها عالمياً، بتسجيلها ضمن أبرز مراكز السياحة البيئية. هذا المكان مخصص لكل عاشق للطبيعة، حيث تحتفظ جافي بجمالها الطبيعي، من دون أن تتلوث بأيدي الحداثة الجارفة. تُعرف بشكل أساسي بحيواناتها البرية، حيث يمكن رؤية الفيل الكيرالي وقرد المكاك بذيل الأسد على أطراف جافي. إذا كنت عاشقاً لرصد الطيور، فإن جافي هي المكان المناسب لك. هناك ما يزيد عن 260 نوعاً من الطيور، بما في ذلك أبو قرن العملاق، ونقار الخشب، وطائر الرفراف (صائد السمك)، إذ تعدّ جافي ملاذاً لعشاق مراقبة الطيور. وقد اتخذت جافي معياراً باعتبارها «رائدة في مجال السياحة» في البلاد. ففي عمق الغابات الخضراء الكثيفة، وعلى تلال ملبدة بالضباب في منطقة باثانامثيتا في ولاية كيرالا، يقع هذا المسكن الجميل الصغير المسمى جافي. تقدم جافي في كيرالا الفرصة لاستكشاف الغابة، ومشاهدة الحياة البرية، والاستمتاع بالترحال، والتخييم على التلال. إنها فعلاً ملاذ لكل عاشق للطبيعة. وفوق كل شيء، يجلب الجمال البري الطبيعي بعيداً عن صخب حياة المدينة كثيراً من الزوار لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وقد تم إدراج جافي في كيرالا أيضاً كـ«أحد مراكز السياحة البيئية الرائدة، والمكان الذي يجب زيارته في الهند» من قبل «إيليت ستار إنترناشيونال». على طول الطريق إلى جافي عبر أنجاموزهي، سترحب بكم الغزلان والفيلة وقرود المكاك ذات ذيل الأسد، وغيرها. حضّروا كاميراتكم لالتقاط أجمل الصور لتلك الجماليات البرية.

شلالات غافي في كيرالا (الشرق الأوسط)

الطريق نحو جافي رائعة حيث تأخذكم خلال غابات خضراء كثيفة وتلال مغطاة بالضباب، حيث يمكنكم سماع غناء الطيور. أجل، جافي هي أيضاً جنة لمحبي رصد الطيور. الإقامة في جافي تجربة ساحرة للغاية. هناك كثير من الخيارات بين إقامات التخييم والإقامات العائلية والمنازل بين الأشجار. تتوفر باقات المشي الموجّهة في الغابة، حيث يمكنكم المشي عبر الغابة مع مرشد الغابات. انطلقوا في رحلة بالزورق في المياه الصافية للبحيرة، أو شاهدوا غروب الشمس من على التل. يمكنكم أيضاً استئجار قارب والتجول فوق بحيرة كوتشوبامبا للاسترخاء. كيرالا مركز للتوابل، خاصة القرفة. يمكنكم العثور على توابل رائعة وشوكولاته محلية الصنع في كوميلي. فضلاً عن زيارة مزرعة الشاي لتجربة الحياة في هذه المزارع، يمكن أن تكون تجربة مثيرة ومثرية. جربوا المأكولات المحلية الكيرالية، مثل التابيوكا والسمك المقلي والبابا. «ديفيكولام» تشتهر هذه المحطة الجبلية الصغيرة الجميلة التي تقع على ارتفاع 1800 متر فوق مستوى سطح البحر بأنها قطعة من الجنة. وتُعرف ببحيرتها سيتا ديفي الأسطورية، وتلالها المتدحرجة، والطرق المحاطة بأشجار الصنوبر، والشلالات، والمزارع اللامتناهية للشاي والتوابل مع منازل أنيقة صغيرة على الطراز الأوروبي التقليدي والقرى الخلابة. كلمة «ديفيكولام» تعني «بحيرة الإلهة».

استمتع بالسكينة التامة في وسط تلال مغطاة بحقول الشاي وأشجار الصمغ. كان عبور المزارع الواسعة لنباتات الشاي على المنحدرات الجبلية للوصول إلى ديفيكولام لصيد الأسماك الهواية المفضلة للبريطانيين. وتعكس الهندسة المعمارية والتأثيث في المبنى الذي شُيّد لتلبية احتياجات القادمين للصيد روعة فترة ماضية. اليوم، تشدد القوانين واللوائح حول الصيد في هذه البحيرة، ولا بد من الحصول على تصريح خاص. لا تستقبل ديفيكولام إلا عدداً قليلاً من الزوار. تبعد المحطة الجبلية 11 كيلومتراً عن مونار، ويأتي معظم الناس لقضاء رحلة يومية. الإقامة في منزل مانالي للشاي، الذي يتألف من غرفتين، يُشعرك وكأنك في حضن الرفاهية. يقع المنزل التراثي في مزرعة لوكهارت، وهو قاعدة انطلاق جيدة لرحلات المشي إلى التلال المحيطة. يمكن للزوار القيام بجولة موجهة لمزارع الشاي وزيارة المتحف هناك. بحيرة سيتا ديفي، ومأوى صخرة أتالا، وحديقة بلوسوم الدولية هي أماكن تتلاقى فيها السكينة والجمال كمهرجان للعيون والقلب.

مزارع الشاي في مونار (الشرق الأوسط)

أمريتاميدو، الملقبة شعبياً بـ«كوريسومالا» (تلة الصليب)، هي مركز حج مشهور، وأيضاً ملجأ لهواة المشي. خلال عيد الفصح، يتسلق الحجاج «درب الصليب»، الذي يتطلب من الحاج أن يغطي 14 نقطة، حيث يوجد في كل نقطة صليب، يرمز إلى مراحل مختلفة من رحلة السيد المسيح الأخيرة. يمكن رؤية مزارع الشاي في المسافة وتلال كوكاد المتموجة أثناء المشي. كلما صعدت لأعلى، ازداد إعجابك بالجمال الأخاذ. عندما يصل التسلق إلى نقطة الصليب التاسع، يمكن للفرد أن يخطو إلى الهضبة في خضم الضباب الذي يغمرك في هذا المكان في تجربة رائعة للغاية. إضافة إلى ذلك، يقوم أفراد من مختلف مناطق البلاد بزيارة هذا الموقع خلال يوم الجمعة العظيم. توفر رحلة المشي مناظر لمزارع الشاي وتلال كوكاد المتموجة على البعد، يقف المرء على حافة جبلية تكتسي بالضباب في منظر جميل للغاية. وتعود تسمية هذا الموقع بالأساس إلى مزارع الشاي الخضراء الفاخرة، والمناظر الخلابة مع قمم متدحرجة، وحدائق الشاي الجميلة، والأنهار الصغيرة. وتتزين باتومالا أيضاً بكنيسة مصنوعة بالكامل من الغرانيت، كنيسة فيلامكاني ماثا الواقعة على قمة التل. كانت المحطة الجبلية في وقت ما مقر إقامة الصيف لملوك ترافانكور. اليوم، تم الاحتفاظ بالقصر الصيفي كنزل ضيافة حكومي وأصبح اليوم نصباً تذكارياً مهماً هنا. إن مناظر مزارع القهوة والشاي والفلفل والهيل، والشلالات، وغير ذلك، هي شيء فريد من نوعه، ولا يمكنك إلا تجربته هنا فقط في هذه المحطة الجبلية. إنها مكان مثالي للاستمتاع بالترحال وركوب الدراجات وركوب الخيل. نيليامباثي هي محطة جبلية غير مشهورة في ولاية كيرالا. تعدّ رحلة الصعود الشاقة من نينمارا مثيرة تماماً كما هي الوجهة. سوف تقود سيارتك عبر منعطفات حادة لا تُحصى، وسوف تمر عبر الغابات، لتتوقف في نقاط الرؤية لالتقاط لمحات من الريف المحيط، مثل الفوهة الشهيرة في بالاكاد. استرخِ بين التلال، وقم برحلة للمشي، أو استمتع برصد الطيور. تسمح بعض حدائق ومزارع الشاي الخاصة أحياناً للزوار بالنظر داخل ممتلكاتهم. هناك كثير من المنتجعات الخاصة في المنطقة، مثل قرية المانجو بالقرب من شلالات سيتهاركند. تحيط تلال نيليامباثي بمناظر طبيعية خضراء خلابة، ومزارع الشاي والقهوة، والشلالات، ونقاط الرؤية الرائعة. توفر المحطة الجبلية فرصاً ممتازة لرياضة الترحال والمشي الطويل والتسلق لاستكشاف جمال المنطقة البكر. يشتهر المكان بإنتاج أقمشة الأنوال عالية الجودة، ولا سيما ساري «كوثامبولي» الهندي الشهير. يُعرف حرفيو كوثامبولي بمهاراتهم الاستثنائية ومهاراتهم في فن النسيج اليدوي.


5 قلاع في المملكة المتحدة تحولت من أطلال مهجورة إلى إقامة فاخرة

قلعة إنفرلوكي في اسكتلندا (شاترستوك)
قلعة إنفرلوكي في اسكتلندا (شاترستوك)
TT

5 قلاع في المملكة المتحدة تحولت من أطلال مهجورة إلى إقامة فاخرة

قلعة إنفرلوكي في اسكتلندا (شاترستوك)
قلعة إنفرلوكي في اسكتلندا (شاترستوك)

«القلعة المدمرة هي الجزء الأول فقط من الحكاية. تنبع الروح الحقيقية للتحول عندما تعود القلعة إلى الحياة، يعاد إحياؤها بشكل دقيق لتمزج بين السحر التاريخي مع الرفاهية الحديثة». كما قالت جوليانا مارشال، خبيرة السفر في الاتحاد الدولي للسائقين.

من ساحات المعارك القديمة إلى المساكن الملكية، تعد القلاع رمزاً لا يحدّه زمان للسلطة، والثروة، والعظمة. اليوم، نقوم برحلة رائعة عبر المملكة المتحدة، لنكشف عن أهم خمسة تجديدات للقلاع التي تحولت من أطلال مهجورة إلى أماكن إقامة فاخرة. وإذ تبدأون هذه الرحلة عبر الزمن والعمارة، سوف تتمكنون من إطلاق العنان لسحر هذه العجائب التاريخية المحفوظة، وتعلمون كيف يمكنكم تجربتها بأنفسكم.

1. قلعة أمبرلي، غرب ساسكس: تحفة من العصور الوسطى

قلعة أمبرلي (شاترستوك)

قلعة أمبرلي، المعروفة بجاذبيتها الخالدة، هي قلعة من القرن الثاني عشر، تقع وسط المناظر الطبيعية الخلابة لغرب ساسكس. وقد تحول الحصن، المكتمل بمدخل وخندق مائي محيط بها، إلى ملاذ فريد من نوعه مع تجديد مثير للإعجاب منذ عام 1989. تضم هذه القلعة حالياً 19 غرفة وجناحاً فاخراً، يحمل كل منها اسم ملك أو شخصية بارزة بريطانية.

2. قلعة ثورنبري، غلوسترشير: الزخرفة الملكية

قلعة ثورنبي (شاترستوك)

كانت قلعة ثورنبري في غلوسترشير ذات مرة قلعة تودور الكبرى التي يرتادها الملك هنري الثامن وآن بولين، وقد تم تجديدها بدقة لتوفير تجربة ملكية لا مثيل لها. وتضم القلعة حالياً 27 غرفة نوم أنيقة ومطعماً يقدم وجبات محلية فاخرة، فضلاً عن الحدائق الواسعة.

3. قلعة بوفي، ديفون: الأناقة الإدواردية

شُيدت خلال العصر الإدواردي المقدس، تعدّ قلعة بوفي في ديفون رمزاً للتميز المعماري. وقد بلغت عملية التجديد الدقيق ذروتها في 60 غرفة نوم مصممة بشكل فردي، ومطعمين يقدمان خبرات طعام رائعة، وملعب للغولف يتكون من 18 حفرة.

4 - قلعة أشفورد: الأيقونة الآيرلندية

قلعة اشفورد في ساسيكس (شاترستوك)

تقع قلعة أشفورد - التي يبلغ عمرها 800 عام - في مقاطعة مايو، وقد خضعت لعملية ترميم واسعة، مما يضمن مزيجاً جميلاً من الهندسة المعمارية القديمة مع وسائل الراحة الحديثة. تضم القلعة الآن 83 غرفة، ودار سينما، وغرفة البلياردو، وأول مدرسة للصقور في آيرلندا.

5 - قلعة إنفرلوكي، أسكوتلندا: مأوى المرتفعات

تقع قلعة إنفرلوكي، التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، بعيداً في المرتفعات الأسكوتلندية، وتقدم مزيجاً سحرياً من التاريخ والثراء والترف. بعد ترميمها، تُباهى الآن بـ17 غرفة نوم، كلها متفردة في التصميم والتراث، ومطعم حائز على نجمة ميشلان.

تقول مارشال: «إن الإقامة في هذه القلاع تعني أن نصبح جزءاً من تاريخها، وأن نستعيد عظمتها، ونتمتع بالرفاهية التي تقدمها الآن».

فيما تخططون لرحلتكم التالية، فكروا في إضافة واحد أو أكثر من هذه التسهيلات الرائعة إلى خط سير رحلتكم. لن يقتصر الأمر على الاستمتاع بالرعاية الفاخرة فحسب، وإنما ستشعرون أيضاً بصلة حميمة مع الماضي. تذكروا أن كل خطوة تتخذ ضمن جدران القلعة المتألقة هي خطوة إلى الوراء في الزمن، مما يثري رحلتكم بلمسة من العظمة التاريخية.


«فيستا جيت» تتبنى العافية في الأجواء استعداداً ليوم الصحة العالمي

«فيستا جيت» تهتم بصحة المسافرين على متنها (الشرق الأوسط)
«فيستا جيت» تهتم بصحة المسافرين على متنها (الشرق الأوسط)
TT

«فيستا جيت» تتبنى العافية في الأجواء استعداداً ليوم الصحة العالمي

«فيستا جيت» تهتم بصحة المسافرين على متنها (الشرق الأوسط)
«فيستا جيت» تهتم بصحة المسافرين على متنها (الشرق الأوسط)

مع اقتراب العالم من الاحتفال باليوم العالمي للصحة في السابع من أبريل (نيسان)، تُسلط «فيستا جيت»، الشركة العالمية الأولى والوحيدة في مجال طيران الأعمال، الضوء على أهمية إعطاء الأولوية للصحة والعافية أثناء السفر جواً. من خلال إلهام أعضائها لدمج العافية ضمن تجربة سفرهم، تواصل «فيستا جيت» ثورتها في صناعة الطيران بوضع العافية في مقدمة الرحلة.

بينما كانت رحلة البحث عن حياة صحية والعيش لفترة أطول موجودة منذ وجود البشرية، شهدت صناعة العافية نمواً استثنائياً في السنوات الأخيرة؛ إذ قدّرت شركة «ماكينزي آند كومباني» قيمة السوق العالمية للعافية بأكثر من 1.5 تريليون دولار. أضف إلى ذلك الأثر الذي يمكن أن يحدثه السفر الجوي على الصحة - من اضطرابات الرحلات الجوية إلى الجفاف وإضعاف جهاز المناعة. التحديات عديدة، خاصةً للمسافرين الذين يسافرون باستمرار. مع سفر أعضائها أسبوعياً، لا تتعرف «فيستا جيت» على هذه المخاوف فحسب، بل تلتزم بتمكين المسافرين من التغلب على هذه المخاطر والوصول إلى وجهاتهم وهم يشعرون بالانتعاش والنشاط والاستعداد لاغتنام اليوم.

بفضل بنيتها التحتية وشبكتها العالمية الحقيقية، قامت «فيستا جيت» بتطوير حلول عافية مخصصة في الجو وفي الوجهات حول العالم بما يتوافق مع الأشخاص الذين يسافرون على متن طائراتها الفضية والحمراء. النتيجة هي برنامج «فيستا جيت» للعافية 360 - مبادرة شاملة مصممة لتقديم حلول مصممة خصيصاً لتلبية المنظورات والاحتياجات المتنوعة ودعم عافية المسافرين في كل مرحلة من رحلتهم.

مأكولات صحية وأساليب لمكافحة تعب السفر (الشرق الأوسط)

من الاستشارات قبل الرحلة مع أخصائيي التغذية في «فيستا جيت» إلى تجارب أثناء الرحلة تشمل مقاعد مريحة على طائرة «غلوبال 7500» الرائدة في القطاع، وتطبيقات التأمل والتنفس، وقوائم الطعام الصحية المعدة لتجديد النشاط والاسترخاء والحيوية، يتم توفير مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق للركاب. بعد الرحلة، يمكن للمسافرين الوصول إلى دلائل العافية التي أنشأها الطبيب العالمي الرائد الدكتور جوردان شلاين وفريقه في «برايفت مديكال» والتي توفر نصائح وتمارين وإرشادات للحفاظ على العافية المثلى بعد الطيران.

يمتد برنامج العافية في «فيستا جيت» عبر أربع قارات وأكثر من 20 تخصصاً في مجال العافية، موفراً وصولاً حصرياً إلى فلسفات العافية القديمة وأحدث العلاجات في الطب الخاص الحديث. بفضل شبكتها الخاصة العالمية التي تضم أكثر من 600 شريك حول العالم، بما في ذلك المؤسسات والعلامات التجارية والخبراء الرائدون في العالم، لدى «فيستا جيت» شيء لكل من يسعون إلى تحسين صحتهم ورفاهيتهم. يشمل هذا العرض شراكة حصرية مع منتجع «زلال» الصحي من «شيفا سوم» في قطر، وجهة العافية المتكاملة الأولى والكبرى في الشرق الأوسط.

تشمل رحلات العافية الأخرى التي تقدمها «فيستا جيت» والتي توفر اكتشافات تدوم مدى الحياة:

* تناول الطعام مع الرهبان المقيمين في غداء خاص في دير بجبال بوتان.

* التعرف على أسلوب الحياة والعافية لمجتمع «السامي» المحلي في السويد.

* المشاركة في مراسم الكاكاو في الوادي المقدس.

* زيارة خلف الكواليس إلى مختبر «أوركيدياريوم» الأيقوني من «غيرلان»، حيث يتم زراعة زهرة الأوركيد ذات التركيبة السرية والثمينة والمعروفة بخصائصها المضادة للشيخوخة وطول العمر واستخدامها في مجموعة «أوركيد إمبريال».

* التشاور مع أبرز الأطباء في العالم في الطب الخاص وعلاجات الاختراق الحيوي.

من ضمن البرامج المتوفرة تناول الطعام مع الرهبان في دير بجبال بوتان (الشرق الأوسط)

هذا النطاق المدروس بعناية والمتوفر عالمياً من الرحلات لم يسبق تقديمه من قبل في مكان واحد بشكل سهل وسلس كهذا. مع تقديم الحرية لأعضائها لاختيار ما يعنيه العيش بصحة جيدة، تدعو «فيستا جيت» أعضاءها لاستكشاف العافية من منظور جديد.

قال ماثيو أتي، مدير التسويق في «فيستا جيت»: «في العشرين عاماً الماضية منذ تأسيسها في عام 2004، ميزت (فيستا جيت) نفسها من خلال تحدي الأعراف والسعي لجعل السفر بالطائرة الخاصة بسيطاً وفعالاً. يواصل برنامج (فيستا جيت) للعافية هذا التقليد، محولاً تجربة الطيران من كونها متعبة إلى مفعمة بالطاقة، ودمج مرافق وخدمات العافية على متن الطائرة مع وجهات تركز على الرفاهية».


كيف تقضي يوماً ممتعاً في الريف المصري؟

يعتبر الكثيرون رحلات الحصاد فرصة للاستجمام والتقاط الصور وسط الطبيعة (تصوير إيهاب علي)
يعتبر الكثيرون رحلات الحصاد فرصة للاستجمام والتقاط الصور وسط الطبيعة (تصوير إيهاب علي)
TT

كيف تقضي يوماً ممتعاً في الريف المصري؟

يعتبر الكثيرون رحلات الحصاد فرصة للاستجمام والتقاط الصور وسط الطبيعة (تصوير إيهاب علي)
يعتبر الكثيرون رحلات الحصاد فرصة للاستجمام والتقاط الصور وسط الطبيعة (تصوير إيهاب علي)

تثير ما يعرف بـ«سياحة الحصاد» فضول المسافرين وتعطشهم لتجربة بسيطة تقليدية، فهي تسمح لهم برؤية وتجربة بعض نشاطات ريفية تضيف قيمة أكبر إلى تجربة الإقامة في الجهة التي يقصدونها، حيث تساعد على تعزيز التواصل مع الثقافة والتراث والتقاليد المحلية من خلال التفاعل المباشر مع السكان المحليين.

ولسنوات طويلة كان الاحتفاء بسياحة الحصاد في مصر، يكاد يقتصر على التمر في سيوة والأقصر وأسوان والبدرشين؛ حيث تجتذب أشجار النخيل السياح من مختلف الجنسيات والأعمار، لارتفاعها وتجربة تسلقها المثيرة للكثيرين، إلا أنه انضمت إليها تدريجياً أنواع أخرى من رحلات الحصاد.

تصوير علي الدين أحمد

على رأس هذه الرحلات حالياً حصاد الياسمين والزيتون، وتطورت لتشمل مجموعة متنوعة من الفواكه والزهور مثل الفراولة والبرتقال والمانجو والزهور الطبية والشتوية، حتى باتت سياحة الحصاد عطلة مفضلة لعدد متزايد من الأشخاص محبي الطبيعة الخلابة.

«هناك عدة أمور تجعل من وجهات الحصاد في مصر مكاناً مثالياً لقضاء عطلة سياحة زراعية متعمقة»، كما تشير سالي هيثم منظمة رحلات لـ«الشرق الأوسط». توضح: «توفر هذه الأمكنة تجربة التنقل بين ربوع الطبيعة، والاستمتاع بتأمل مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، علماً بأن بعض المزارع توفر أماكن إقامة، بحيث يمكن للسياح الاختلاط مع السكان المحليين بدلاً من الإقامة في غرف الفنادق».

وتلفت إلى أن «فكرة أن الطعام المقدم الذي يُزرع ويعد محلياً، يسهل دعم الزراعة المستدامة وخفض البصمة الكربونية أثناء السفر، وهو اتجاه عالمي مهم ومتنامٍ».

الرائع أن البعض يحرص على ارتداء ملابس ريفية أثناء المشاركة في لحظات الحصاد، كي تكتمل التجربة، كما يحرص عدد من الزائرين على زيارة الأهالي في منازلهم، للمشاركة في تحضير تناول الطعام.

حصاد الفراولة (تصوير علي الدين أحمد)

محافظة البحيرة شمال مصر واحدة من أهم مقاصد سياحة حصاد الفراولة، وهو من أطول مواسم الحصاد، حيث يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) حتى يونيو (حزيران) ويجتذب الكثيرين، كما تتزين المزارع باللون الأحمر.

ومع إشراقة الشمس تمتد الأيدي لجمع الفراولة وسط فرحة عارمة والزغاريد التي تطلقها النساء، تعبيراً عن فرحتهن ويقوم الجميع بجني ثمار الفراولة، وهنا لا يستمتع الزائر للحقول فقط بالمنظر الملون الممتد، إنما كذلك تلك الرائحة الرائعة التي تفوح وسط المساحات الشاسعة من الأراضي الخضراء التي يغطيها اللون الأحمر.

حصاد الياسمين في قرية شبرا بلولة يجتذب الكثيرين (تصوير إيهاب علي)

الإسماعيلية، والقناطر الخيرية في مقدمة وجهات الحصاد التي تنظمها «أيمان الله أشرف» صاحبة مبادرة «سفر الروح»، التي تقول: «أصبح الحصاد يمثل نزهة جميلة وفرصة للتزود بالثقافة الريفية واستكشاف جمال مصر». وتتابع: «إنها لحظات خاصة من قطف النجاح والسعادة وليس مجرد قطف ثمار محصول ما».

على سبيل المثال، كما تشير أيمان الله، يتم تنظيم رحلات في الشتاء إلى مدينة الإسماعيلية وهي من أجمل مدن القناة، «خلال الرحلة يتم الجلوس وسط الخضرة وتناول (الفطير الفلاحي)، ويقوم الزوار بجمع الفراولة أو المانجو، وفقاً لموسم كل منهما، ثم التوجه لزيارة معالم المدينة مثل متاحفها وحدائقها، ونتناول السمك على البحر».

وعلى أنغام أغنيتي «أبو صرة يا حليوة» و«ياللي زرعتـوا البرتقال... يلا اجمعـوه آن الأوان»، وغيرهما من الأغاني القديمة والتراثية الأخرى يقوم زائرو مزارع القليوبية، التي تحولت إلى وجهة سياحية في موسم حصاد الموالح، بجمع محصول جمع البرتقال أو «ملك الفيتامينات» كما يحلو للمصريين أن يطلقوا عليه.

وأنصحك في هذه الحالة بالتوجه إلى منطقة «القناطر الخيرية» على وجه التحديد أو «عروس القليوبية» التي تبعد عن القاهرة نحو مسافة 25.8 كم، ففي هذه الحالة لن تستمتع فقط بحصاد البرتقال أو الليمون وغير ذلك، إنما ستجد نفسك داخل قطعة من الجمال الطبيعي، حيث يوجد بها العديد من المساحات الخضراء والحدائق التي تتجاوز الـ500 فدان.

حصاد الياسمين في قرية شبرا بلولة يجتذب الكثيرين (تصوير إيهاب علي)

كما أنك بعد أن تنتهي من لحظات الحصاد وتفرغ من الاستمتاع بمذاق الثمار التي جمعتها بيدك، يمكنك أن تزور عدة أماكن سياحية هامة مثل «قناطر محمد علي» التي تعد تحفة فنية وأثرية، وكذلك متحف الري الذي توجد به وسائل الري منذ عهد الحضارة المصرية القديمة إلى الآن، وبه مجسمات للسد العالي، والصوت والضوء؛ ليسرد تاريخ الري في مصر، فضلاً عن زيارة مجموعة من الحدائق النادرة والأشجار المعمرة التي تشتهر بها، والشلالات، ولا يفوتك أن تتجول في القناطر بعربة الحنطور.

في جنوب مصر أيضاً تتعدد مقاصد سياحة الحصاد، منها حصاد الفلفل الأحمر في قرية «القوصية» بأسيوط الجاذب للكثيرين، لكنك هذه المرة ربما تضطر إلى أن تضع على وجهك كمامة بسبب تأثير الفلفل القوي على العين والأنف، لكن ذلك لن يمنعك من قضاء وقت ممتع داخل الحقول، وأنت تراقب السكان المحليين وهم يجمعون المحصول.

ومن تجربة الحصاد في أسيوط، إلى زيارة العديد من المواقع الأثرية بالمحافظة، حيث تزخر بمعالم عديدة منها منطقة «مير» الأثرية، وهي منطقة آثار فرعونية تضم مقابر لحكام الإقليم 14 من أقاليم مصر العليا في الدولتين القديمة والوسطى، كما أنه من الضروري زيارة قصر «ألكسان» أحد أروع القصور المصرية، الذي يحوي تحفاً وتماثيل منحوتة من المعادن، كما يضم حديقة تزخر بالأشجار النادرة.

جانب من رحلات السفر إلى الريف المصري من أجل الحصاد (تصوير إيهاب علي)

أما «دير المحرق» الذي مكثت به العائلة المقدسة حوالي ستة أشهر، فلو قمت بزيارته فإنك بذلك ستكون وصلت إلى آخر بقعة في صعيد مصر بلغتها العائلة المقدسة في رحلتها التاريخية المباركة من الشمال إلى الجنوب، وفق العديد من المصادر التاريخية. أما أيقونة وجهات سياحة الحصاد في مصر فهي بلا منازع قرية «شبرا بلولة» التابعة لمحافظة الغربية، والشهيرة بإنتاج أكثر من 50 في المائة من الياسمين في العالم، بمجرد أن تقترب منها ستسحرك رائحة الياسمين التي تملأ الأجواء، وحين تقترب أكثر يبهرك مشهد الحقول، حيث تبدو كما لو أنها لوحة فنية أبدعت ريشة فنان في رسمها باللونين الأبيض والأخضر.


صور العمانية... عاصمة السياحة العربية لعام 2024

مناظر طبيعية خلابة (شاترستوك)
مناظر طبيعية خلابة (شاترستوك)
TT

صور العمانية... عاصمة السياحة العربية لعام 2024

مناظر طبيعية خلابة (شاترستوك)
مناظر طبيعية خلابة (شاترستوك)

تم اختيار مدينة صور العمانية، الواقعة على طول بحر العرب، عاصمة للسياحة العربية لعام 2024. وتقع مدينة صور على مسافة ساعتين من عاصمة البلاد مسقط. صور هي جوهرة ساحلية معروفة بتاريخها وثقافتها الغنية، والهندسة المعمارية التقليدية، ودفء وكرم الضيافة.

باعتبارها عاصمة السياحة العربية لعام 2024، تقف صور دليلاً على التزام عمان بالحفاظ على تراثها. تم اختيار المدينة وفقاً لعدة معايير مثل توافر البنية التحتية، والموارد السياحية، وتنوع الأنشطة والسياسات السياحية للحفاظ على البيئة.

موقع تعشيش للسلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر (شاترستوك)

من الشواطئ البكر والمعالم التاريخية إلى الأسواق النابضة بالحياة والمراكب الشراعية التقليدية، تقدم صور تجربة غامرة لا ينبغي للزوار تفويتها إذا زاروا عمان هذا العام. فيما يلي بعض الأماكن التي يجب زيارتها في صور:

مدينة صور القديمة: التاريخ والأسواق

تقدم مدينة صور القديمة، الغارقة في التقاليد والتراث، للزوار لمحة عن النسيج الثقافي الغني للمدينة من خلال الهندسة المعمارية القديمة والأسواق الصاخبة والحياة المجتمعية النابضة بالحياة. بالإضافة إلى العديد من المعالم التاريخية المعروفة، تعد مدينة صور القديمة موطناً للمنازل العمانية التقليدية «بالجدران المطلية باللون الأبيض والأبواب الخشبية والشرفات المنحوتة»، والأسواق الحية المليئة بالتوابل، والمنسوجات، وأكشاك المجوهرات، والتجارب الثقافية. يمكن للزوار الانضمام إلى ورشة عمل للحرفيين المحليين، وكذلك تناول المأكولات من المطبخ العماني التقليدي.

مناظر طبيعية خلابة (شاترستوك)

قلعة صور: حصن تاريخي

هذه القلعة التاريخية هي مثال رائع على التراث المعماري العماني ودليل على ماضي صور. لعبت القلعة دوراً مهماً في الدفاع عن المدينة؛ فقد شُيدت في أوائل القرن التاسع عشر حصناً ضد الغزوات البحرية. واليوم، تقف قلعة بلاد صور بوصفها موقع تراث ثقافي عزيز، تجذب الزوار الذين يعجبون بجمالها المعماري ويتعرفون على تاريخ المنطقة الغني. تقدم التصميمات الداخلية للقلعة المحفوظة جيداً رؤى ثاقبة للحياة في عمان في العصور الوسطى؛ إذ تعرض معروضات عن الأسلحة والحكم والحياة اليومية.

منارة صور

من الأماكن المطلة على أجمل المناظر (شاترستوك)

منارة صور هي واحدة من أبرز معالم المدينة. شُيدت في أوائل القرن العشرين لتوجيه السفن التي تبحر في المياه بالقرب من المدينة. يتميز هيكلها ببرجها الطويل ونظام الألوان الأبيض والأحمر المميز. يعلو البرج غرفة الفانوس التي تحتوي على فنار المنارة، والذي يُصدر إشارات ضوئية للمساعدة في الملاحة. إضافة إلى وظيفتها العملية، توفر منارة صور للزوار إطلالات بانورامية رائعة على الساحل المحيط وبحر العرب.

فتح الخير: حوض بناء السفن التاريخي

فتح الخير هو حوض بناء سفن تاريخي يعمل كمتحف مفتوح في الهواء الطلق ومخصص لسلالة بناء السفن في صور. عمل الحوض كمركز حيوي للتجارة البحرية وبناء السفن على طول ساحل بحر العرب، مما ساهم في ازدهار الصناعة البحرية في عمان. يمكن لزوار حوض بناء السفن مشاهدة المهارة الحرفية التي تستخدم في بناء المراكب الشراعية العمانية التقليدية بشكل مباشر واكتساب رؤى حول تاريخ صور البحري.

مدينة صور العمانية الشهيرة بشواطئها الرملية البيضاء (شاترستوك)

رأس الحد: السلاحف البحرية

تقع رأس الحد على مسافة قصيرة بالسيارة من صور، وهي قرية ساحلية خلابة تشتهر بساحلها الوعر وشواطئها البكر ومياهها الفيروزية الصافية، وهي مثالية لعشاق الشاطئ. ومع ذلك، إضافة إلى شواطئها، تُعرف رأس الحد بأنها موقع تعشيش للسلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر. القرية هي موطن لمحمية رأس الجينز للسلاحف، حيث يمكن للزوار مراقبة السلاحف المهددة بالانقراض القادمة إلى الشاطئ لوضع بيضها. وهي تجربة للحياة البرية لا تُنسى. تتوفر الجولات المصحوبة بمرشدين.

خور جراما: شاليهات عائمة

تتميز بحيرة خور جراما الرائعة، الواقعة خارج صور مباشرة، بمياهها الهادئة، ومنحدراتها الوعرة، وغابات المانغروف المورقة، مما يخلق مناظر طبيعية خلابة للزوار. اثنتان من السمات المميزة لخور جراما هما نظامها البيئي الواسع لغابات المانغروف - الذي يدعم مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات - و«الشاليهات العائمة». هذه منازل مباشرة في المياه تعمل كإقامة للزوار الذين يبحثون عن شيء خارج المسار المعروف. الشاليهات العائمة مجهزة بوسائل الراحة الحديثة ومبنية بمواد صديقة للبيئة. يمكن للضيوف العائمة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة بما في ذلك السباحة، والغطس، وصيد الأسماك.

شواطئ رملية بيضاء

شواطئ رملية بيضاء معروفة بمياهها الصافية والمناظر الطبيعية المذهلة. إنها منعزلة نسبياً، ويمكن الوصول إليها عبر رحلة قصيرة بالسيارة من صور، فهي تضفي الشعور بالهدوء والعزلة بعيداً عن الحشود والزحام. يمكن للزوار السباحة أو الغطس أو الاستحمام الشمسي ببساطة أثناء الاستمتاع بالمناظر المميزة لبحر العرب. يوصَى حقاً بمشاهدة شروق الشمس وغروبها في الأفق.


«جدة» آخر محطات المعتمر للتسوق والسياحة

شارع أبو عنبة في جدة التاريخية
شارع أبو عنبة في جدة التاريخية
TT

«جدة» آخر محطات المعتمر للتسوق والسياحة

شارع أبو عنبة في جدة التاريخية
شارع أبو عنبة في جدة التاريخية

بعد قضاء أيام معدودة في مكة المكرمة، وأخرى في المدينة المنورة، تكون مدينة جدة آخر محطات المعتمر قبل الرحيل صوب بلاده. في جدة مدينة الـ3 آلاف عام يتمتع الزائر ببحرها، وينال مع وجبات الإفطار والسحور لمحات من أحيائها القديمة وأسواقها.

برحة ذاكر من المواقع التي شهدت كثيراً من الفعاليات الرمضانية (فريق برنامج جدة التاريخية)

وعموماً لا يحتاج من يزور المدينة وقتاً طويلاً للتعود عليها فتكفيه سويعات قليلة ليسلك مسالك العارفين بها، رغم اختلاف العادات واللغات، وهذا مرده لتاريخ المدينة الثري وثقافتها المتناغمة، إضافة إلى فن التعامل الذي عُرف عن قاطني المدينة والعاملين فيها وسهولة اللهجة الحجازية. يحدد المعتمر قبل الوصول للسعودية موعداً لـ«زيارة جدة»، وفق روايات عدد من المعتمرين الذين التقت معهم «الشرق الأوسط»، مضيفين أن أهم أولوياتهم هي زيارة المناطق التاريخية والتجول فيها. وفي المدينة التاريخية الخيارات متعددة، فهناك كثير من البرامج المترافقة مع شهر رمضان، منها احتفالية «أنورت ليالينا» التي تشمل 14 فعالية، ووصل عدد زوارها إلى أكثر مليون زائر حتى منتصف رمضان، ويتوقع أن يصل إلى مليوني زائر مع نهاية الشهر، وهذا الوجود والحركة الديناميكية يبحث عنهما الزائر بوجهٍ عام، والمعتمر على وجه الخصوص.

باب جديد في مدينة جدة وعرض فلكلور شعبي (فريق برنامج جدة التاريخية)

يقول سمير قمصاني، وهو مستشار سياحي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الفعاليات المقامة حالياً والترتيبات والتنظيم جعل من زيارة جدة التاريخية جزءاً مهماً من برنامج رحلة المعتمر. وأضاف قمصاني أن التسوق أمر مهم للمعتمرين، خاصة في المنطقة التاريخية التي ينتشر فيها أكثر من 5 آلاف محل لبيع السلع التقليدية مثل السبح، وسجادات الصلاة، والعطور العربية، والأزياء السعودية، موضحاً أن البعض يقبل أيضاً على شراء السلع ذات الطابع العالمي «ماركات» لتنافسية السعر مع كثير من دول العالم.

المدينة التاريخية أحد عوامل جذب المعتمرين لجدة (فريق برنامج جدة التاريخية)

وبالعودة للخيارات المتاحة أمام المعتمرين، فهناك كثير من المراكز التجارية، فجدة تحتضن أكثر من 350 مركزاً وسوقاً تجارية، وهو ما يمثل 21 في المائة من إجمالي الأسواق والمراكز التجارية في السعودية. ويبقى الساحل الغربي لـ«جدة» التي تعد أكبر المدن السعودية المطلة على البحر الأحمر، من الوجهات الرئيسة. إذ يرصد يومياً تدفق مجموعات نحو شواطئ المدينة للاستمتاع بهواء البحر والإفطار في أجواء لطيفة، تصل فيها درجة الحرارة إلى 29 درجة. من جانبه، قال العم أحمد حسين، مالك محل لبيع الملابس، إن المدينة التاريخية تستقبل الزوار والمعتمرين على مدار العام، وينتعش سوقها بمختلف السلع، إلا أنه في شهر رمضان ترتفع عمليات البيع والشراء، ويزداد الطلب على الملابس التقليدية للنساء والرجال.


سياحة أجنبية ناشئة في أفغانستان تحت حكم «طالبان»

سائحة من تايلاند في كابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)
سائحة من تايلاند في كابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)
TT

سياحة أجنبية ناشئة في أفغانستان تحت حكم «طالبان»

سائحة من تايلاند في كابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)
سائحة من تايلاند في كابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

قد لا تكون أفغانستان الوجهة السياحية الأولى التي تتبادر إلى الأذهان عند اختيار مكان لتمضية عطلة، غير أنّ عدداً متزايداً من الأجانب يختارون زيارة هذا البلد الذي تسيطر عليه حركة طالبان.

إلى مزار شريف، جاء الفرنسي ديدييه غودان، والأميركي أوسكار ويلس، لاكتشاف المسجد الأزرق الذي يعود إلى القرن الخامس عشر والذي يعدّ جوهرة المدينة الشمالية بجدرانه المكوّنة غالباً من الخزف الملوّن بالأزرق.

كذلك، قاما بزيارة بقية المواقع السياحية في ولاية بلخ التي تتميّز بماضيها العريق، وهما يرتديان الشالوار كاميز أي السترة الأفغانية والسراويل الفضفاضة، بينما وضعا القبعة الأفغانية المصنوعة من اللباد.

إنها الزيارة الثانية التي يجريها المحامي الفرنسي غودان (57 عاماً) إلى أفغانستان، الوجهة التي لا تشجّع الدول الغربية على زيارتها. ويقول «يجب أن نكون متحفّظين بعض الشيء». ويضيف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «أول ما يقوله لك أقرباؤك هو: أنت مجنون للذهاب إلى هناك!».

سائحة من تايلاند في كابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

يُستقبل المسافر في أفغانستان بالفقر المدقع، في ظلّ غياب البنى التحتية السياحية وندرة المواقع الثقافية بعد الدمار والنهب اللذين دامن أربعة عقود من الحرب.

ويتوجّب عليه التسجيل لدى السلطات عند وصوله إلى كلّ ولاية والالتزام بقواعد اللباس الصارمة. كما يخضع للتفتيش من قبل رجال مسلّحين ببنادق كلاشنيكوف لدى مروره في عدد لا يُحصى من نقاط التفتيش.

ولا تقتصر التهديدات في هذا البلد على عمليات الخطف، بل تتعدّاها إلى احتمال شنّ هجمات من قبل جهاديي تنظيم «داعش»، رغم عودة الأمن عموماً بعد استعادة طالبان الحكم في أغسطس (آب) 2021. ولكن تبقى جاذبية أفغانستان كامنة في جمال طبيعتها وفي التواصل مع السكان المضيافين.

«صورة سيئة»

كان المسافران قد تزلّجا للتو في باميان (وسط) مع قرويين، خلال أسبوع نظّمته وكالة «Untamed Borders» البريطانية التي أحضرت حوالي مائة سائح إلى أفغانستان العام الماضي.

ويشير ديدييه غودان إلى أنّ السيّاح «مثلنا فضوليون ويريدون التواصل مع السكان، ومحاولة مساعدتهم قليلاً». ويضيف أنّه أحضر هذه السنة «130 كيلوغراماً من لوازم التزلّج» إلى باميان.

سائحون من تايلاند في مزار كارتي ساخي بكابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

بالنسبة لويلس (65 عاماً) المزارع الآتي من الغرب الأوسط الأميركي، فهذه زيارته الثالثة إلى أفغانستان. ويقول إنّه يحب هذا البلد «الفريد» و«جباله الرائعة» و«شعبه الذي يعيش كما في العصور القديمة».

من جهته، يشير مؤسس وكالة «Untamed Borders» جايمس ويلكوكس، إلى أنّه في ظلّ عودة طالبان، «يمكننا القيام بمزيد من الأمور، مثل الذهاب نحو الجنوب». لكنّه يضيف أنّ «هذا الأمر أحدث أيضاً اضطراباً، إذ كان على مرشدتنا (الأفغانية) أن تذهب وتعيش في إيطاليا».

لا تحظى حكومة طالبان باعتراف أيّ دولة، ومع ذلك، ارتفع عدد السياح الأجانب في أفغانستان بنسبة 120 في المائة إلى حوالي 5200 سائح في العام الماضي على أساس سنوي، وفقاً للأرقام الرسمية.

وفي هذه الأثناء، أعادت كابل افتتاح معهد السياحة وإدارة الفنادق، حيث يقول وزير الإعلام والثقافة خير الله خيرخواه إنّه تمّ اتخاذ هذه الخطوة حتى يتوقف «أعداء أفغانستان عن رسم صورة سيئة».

السفر منفرداً

يثير انعدام الأمن قلق نايوري تشاينتون، وهي امرأة تايلاندية تبلغ (45 عاماً) تملك وكالة سفر في بانكوك وجاءت لاستكشاف المناطق الأفغانية مع مجموعة من مواطنيها.

وتقول في أثناء زيارتها مسجد كارتي ساخي في كابل «لم نكن نعرف كثيراً عن الوضع هنا... ولكن أشعر بالأمان على الرغم من كلّ نقاط التفتيش». وتضيف: «عند عودتنا سنعمل على الترويج لأفغانستان» بوصفها وجهة سياحية.

سائحون من تايلاند في مزار كارتي ساخي بكابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

إلى جانب الرحلات المنظمة، التي تعدّ الصيغة الغالبة والباهظة الثمن، يسافر البعض إلى أفغانستان بمفردهم وبتكلفة صغيرة، بمن في ذلك النساء.

ومن هؤلاء، الأميركية ستيفاني ماير (53 عاماً) التي سافرت إلى أفغانستان لمدّة شهر من دون أن تواجه أي مشكلة أو حادثة، وانتقلت من كابل إلى قندهار (جنوباً) عبر باميان ثمّ هرات (غرباً).

تقول هذه المهندسة مازحة إنّ كلّ شيء يسير على ما يرام «طالما أنّك تدرك أنّ الأمر سيكون فوضوياً». لم تواجه هذه المواطنة الأميركية «أيّ صعوبات لدى سفرها بمفردها»، وتوضح أنّها باتت ليلتها مرّتين في منزل أحد السكان المحلّيين.

كما تقول «التقيت أناساً أخبروني عن حياتهم، لكنّها كانت تجربة حلوة ومرّة». وتضيف: «تساءلت كيف يمكن (للأفغان) أن يعيشوا في الفقر والبطالة، ومع حرمان الفتيات من التعليم ومن دون مستقبل».

سائحون من تايلاند يغادرون مزار كارتي ساخي بكابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

ميزانيات صغيرة

توفّر شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً تطبيق «واتساب»، مساعدة قيّمة للسياح الذين يسافرون إلى أفغانستان بمفردهم وبميزانيات صغيرة.

وعلى هذا التطبيق، تضم مجموعة «تجربة السفر الأفغانية» (Afghanistan Travel Experience) النشطة للغاية، أكثر من 600 سائح من المكسيك وكندا والهند وأستراليا وإيطاليا، موجودين في أفغانستان أو غادروها.

يتبادل هؤلاء السياح النصائح بشأن حالة الطرق والسلامة وسعر سيارات الأجرة المشتركة. كما يبحثون عن رفاق سفر أو فندق رخيص يوفر ماء ساخناً إذا أمكن.

سائحون من تايلاند في مزار كارتي ساخي بكابل 25 مارس (آذار) 2024 (أ.ف.ب)

ويفضّل هؤلاء الحافلة على الطائرات للتنقل بين المدن الكبرى، ولا يترددون في القيام برحلة تستغرق 20 ساعة بين كابل وهرات، وتمتدّ على مسافة 850 كيلو متراً.

على نحو مماثل، لا يوجد سوى طريق واحدة تستغرق أربع أو خمس ساعات لوديان باميان المهيبة، التي تعدّ الوجهة السياحية الأولى وحيث المواقع الفارغة لتماثيل بوذا العملاقة التي فجّرتها حركة طالبان في عام 2001.

على مجموعة «واتساب»، تظهر أحياناً أسئلة غير متوقعة. مثلاً، يريد ألبرتو أن يعرف ما إذا كان السفر مع كلبه «محرّماً»، بينما يريد سو معرفة ما إذا كان «هناك مساحة عمل مشتركة في مزار شريف».


«كوه ياو ييه» جارة بوكيت وجميلة الجزر التايلاندية

مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)
مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)
TT

«كوه ياو ييه» جارة بوكيت وجميلة الجزر التايلاندية

مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)
مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)

تعد جزيرة بوكيت من أشهر، إن لم تكن أشهر جزر تايلاند، فهي أكثر الأماكن التي يزورها السياح، لما تزخر به من شواطئ ومطاعم ومقاه، فهي صاخبة ومكتظة وجميلة، ولكنها لم تعد ترضي جميع الأذواق لأنها أصبحت مزدحمة جداً ولا تروق لكل السياح.

واليوم نرى جزيرة «كو ياو ييه» Koh Yao Yai المجاورة لبوكيت تتصدر أجندة السياح الباحثين عن الهدوء والسكون واكتشاف الطبيعة العذراء والتمتع بالشواطئ الرملية البيضاء في خصوصية تامة، والإقامة في منتجعات راقية مطلة على أجمل المناظر الطبيعية.

الترجمة الحرفية لـ«كوه ياو ييه» هي: «جزيرة كبيرة طويلة» تقع على بحر أندامان، تصل إليها عن طريق القارب الذي تستقله من بوكيت التي تضم مطاراً دولياً، تستغرق الرحلة البحرية 30 دقيقة فقط، تصل بعدها إلى مرفأ المنتجع الذي تختاره، يستقبلك العاملون والراقصات التايلانديات بزيهن التقليدي بالزهور وعصير جوز الهند والمناشف المعطرة الباردة التي ستكون رفيقتك طوال فترة إقامتك في الجزيرة.

مناظر خلابة وغابات عذراء (الشرق الأوسط)

تعد هذه الجزيرة محافظة جداً بالمقارنة مع بوكيت وغيرها من الجزر، فغالبية سكانها (95 في المائة) من المسلمين، وتجد فيها مسجداً، يتنقل أهلها على الدراجات النارية بمن فيهم النساء اللاتي يعملن في الحقول وغابات أشجار المطاط المنتشرة بشكل كبير في الجزيرة. يشار إلى أن الديانة السائدة في تايلاند هي البوذية ونسبتها تزيد على 92 في المائة، تليها الديانة الإسلامية (5.4 في المائة) والمسيحية تعد أقلية ونسبتها (1.2 في المائة).

مغيب الشمس من أحد أجنحة أنانتارا (الشرق الأوسط)

أفضل طريقة للتجول في الجزيرة هي الدراجة النارية، فتجد فيها السيارات ولكن بنسبة ضئيلة، السياح يتنقلون بدراجاتهم التي يستأجرونها من مكاتب عديدة تجدها منتشرة في كل مكان، وإذا كنت لا ترغب في قيادة الدراجة بنفسك، فالطريقة الأفضل لاكتشاف الجزيرة هي من خلال حجز نصف يوم على متن دراجة نارية مع سائق، يطلق عليها اسم Side Car وهي عبارة عن دراجة نارية يقودها دليل سياحي بجانبها مقعد يجلس فيه السائح، تبدأ الرحلة في الصباح الباكر للتمتع بمنظر شروق الشمس وبعدها تذهب في الرحلة إلى الشواطئ والغابات وتتعرف أهم ما تزخر به الجزيرة، وتتوقف خلال الرحلة في محل لبيع التذكارت يقدم أيضاً فرصة تعلم الرسم على يد رسامة متمرسة، هذا النشاط رائع لأنه سهل وفي الوقت نفسه مريح للأعصاب، فبينما تقوم بتلوين الرسم المخطط مسبقاً على قطعة القماش الخاصة بك، تتمتع بأجمل المناظر الطبيعية المحيطة بهذا المكان البسيط والجميل.

وتنتهي الرحلة في غداء بمطعم «بان ريم نام» Baan Rim Nam، هذا المطعم فريد من نوعه لعدة أسباب؛ على رأسها أن المطاعم ليست كثيرة في الجزيرة، والسبب الآخر هو أن المطعم مبني من الخشب فوق الماء مباشرة ويقدم المأكولات التايلاندية، مثل «الباد تاي» والأرز مع البيض والخضار والأسماك على الطريقة التايلاندية، ويعد هذا المطعم من أشهر عناوين الأكل في الجزيرة والحجز المسبق فيه ضروري.

أرز مع المانغو وصلصة جوز الهند أشهر أنواع الحلوى التايلاندية (الشرق الأوسط)

الفنادق والمنتجعات في الجزيرة لا تزال قليلة نوعا ماً، إنما إذا كنت تبحث عن عنوان للإقامة التايلاندية التقليدية فلا بد من اختيار علامة «أنانتارا» لأنها تايلاندية، وافتُتح منتجع «أنانتارا كوه ياو ييه» في أغسطس (آب) الماضي. ميزة المنتجع أنه يناسب الأزواج والعائلات لأنه يقدم نشاطات خاصة بالصغار والكبار ويضم برك سباحة تناسب الجميع مع ألعاب مائية مخصصة للصغار في واحدة منها، وفيه أيضاً ثلاثة مطاعم، واحد منها تايلاندي يقدم الأطباق التقليدية الشهيرة، وآخر أوروبي يقدم الباستا والبيتزا وغيرها من الأطباق الأوروبية، ومطعم متخصص بالسوشي مع جلسات خارجية مطلة على البحر.

جزيرة كوه ياو ييه تتيميز بهدوئها وشواطئها الجميلة (الشرق الأوسط)

يتربّع منتجع وفلل «أنانتارا كوه ياو ياي» على أرض تبلغ مساحتها 27 فداناً كانت تُستخدم لزراعة أشجار جوز الهند، وتحيط بها تلّة مرصوفة بالأشجار إلى جانب خليج باهر تزيّنه الأحجار الجيرية التي يسكنها عدد هائل من الطيور. يمتد هذا المنتجع الفاخر الجديد على مسافة كيلومتر واحد من شاطئ تفترشه الرمال الذهبية. ويضم 148 جناحاً وفيلا وبنتهاوس، كلّها مصممة بأسلوب كلاسيكي مع لمسة من التراث التايلاندي لتعكس ثراء الثقافة المحلية في أبهى حلة. ويستطيع الأزواج الاستمتاع بأجواء الفخامة والخصوصية التي توفّرها الفلل المؤلفة من غرفة أو غرفتَي نوم بجانب الشاطئ، وتقدّم خدمة المساعد الشخصي، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الدراجات الهوائية.

جناح مطل على أجمل المناظر الطبيعية (الشرق الأوسط)

الرحلات إلى الجزر تعني عادة أن الزائر سوف يمضي وقتاً أكثر في مكان إقامته، لأن معظم النشاطات تنطلق من المنتجع، لذا يفضل كثيرون الإقامة في منتجعات راقية تقدم خدمات عديدة. ففي أنانتارا كوه ياو ييه توجد ثماني وحدات سكنية يطلق عليها اسم «Penthouse» وميزتها أنها واسعة جداً وتضم مسبحاً خاصاً على سطح الجناح الواقع في الطابق الأخير من أحد أبنية المنتجع، والإطلالة على الشاطئ والمناظر الطبيعية من شرفة هذا الجناح غير عادية، يمكنك رؤية جزيرة كاروبي التي تبعد 20 دقيقة منها من شرفتك الخاصة، كما يمكنك أن تشاهد أجمل منظر لشروق الشمس من وراء الصخرة العملاقة مقابل المنتجع.

ألعاب خاصة بالأطفال في منتجع أنانتارا (الشرق الأوسط)

أين تأكل؟

من أهم المطاعم في الجزيرة مطعم «ذا بيتش» الذي يقدم المأكولات البحرية الطازجة من قائمة الأسماك التي يتم صيدها يومياً، ففي كل مساء وتحت سماء مزدانة بالنجوم المضيئة ترى أسطولاً من مراكب صيادي السمك الصغيرة فتضمن أن الأسماك ستكون طازجة، كما يعد مطعم «باكارانغ» من العناوين الجيدة، وهو متخصص بالمطبخ التايلاندي (مأكولات آسيوية مع بهارات حريفة بعض الشيء).

مطعم بام ريم نان الشهير في الجزيرة (الشرق الأوسط)

وإذا كانت إقامتك في أنانتارا، فإن المنتجع يقدم فرصة تناول العشاء على الشاطئ مع تصميم لائحة طعام خاصة بك يقوم بتنفيذها الطاهي الخاص بالتنسيق مع المساعد الشخصي، ومهمته تلبية طلباتك طوال فترة إقامتك، ويطلق على هذه الخدمة «داينينغ باي ديزاين».

مطعم باكارانغ متخصص في المأكولات التايلاندية (الشرق الأوسط)

أما إذا كنت تبحث عن عنوان تقليدي فننصحك بمطعم «بان ريم نان». عندما تصل إليه يتوجب عليك خلع حذائك والمشي على أرضيته الخشبية والجلوس على كراسي من الخشب المعتق مع إطلالة ساحرة على البحر مباشرة، ويقدم المأكولات التايلاندية التقليدية، مثل الأسماك والأرز من دون أن ننسى جوز الهند الذي يدخل في معظم الأطباق الحلوة، وأشهرها الأرز مع المانغو وصلصلة جوز الهند.

أهم النشاطات

تُعد «كوه ياو ييه» من الجُزر النامية التي يقصدها عدد قليل من السياح، ما يعني أنّها تخبئ رحلات آسرة لعشّاق الطعام والطبيعة واليوغا والحياة البحرية. يستطيع الضيوف الاختيار من بين مختلف الرحلات الاستكشافية، بدءاً من الجولات على متن الدراجات الكلاسيكية المزوّدة بمقعد جانبي وصولاً إلى زيارة مزرعة للمطاط، واختبار الصناعات المحلية، والمشاركة في صفوف تعلّم ابتكار نقشات التاي داي، واستكشاف الجزيرة، وتسلّق الجبال والاستمتاع برياضة الغوص أو السكوبا دايفينغ. كما يتسنّى للمتنزّهين اتّباع المسار غير المألوف لبلوغ جزيرة «هونغ» الهادئة؛ حيث ينتظرهم خليج آسر يضمّ بحيرة شاطئية نقية، وتناديهم قوارب الكاياك ليجدفوا على طول القنوات المرصوفة بأشجار القرم فيما تحلّق فوقهم طيور أبو قرن، أو تنطلق بهم رحلة بحرية على متن قارب طويل إلى ضفة رملية طبيعية للاستمتاع بعشاء استثنائي على ضوء الشموع. كما تشمل الأنشطة في هذه الوجهة صفوف اليوغا والتزلّج على المياه، وخوض الجولات الجبلية على متن الدراجات الهوائية والاستمتاع بالتنزّه بين أحضان الطبيعة وغيرها.

رحلة استكشافية على دراجة نارية مع دليل (الشرق الأوسط)

المركز الصحي

من أكثر ما تشتهر به تايلاند التدليك والعناية بالبشرة، ففي تايلاند تتوفر الأماكن الخاصة بالتدليك أو المساج في كل مكان، حتى عند بوابات الإقلاع في المطارات، فخلال زيارتك لا بد أن تقوم بحجز جلسة تدليك على يد اختصاصيين يقومون باستخدام الأحجار والمناشف الساخنة مع الزيت لتدليك الجسم، كما تتوفر خدمات شهيرة أخرى مثل تدليك الرجلين أو Reflexology وهذا النوع من التدليك مفيد جداً، لأن الرجل تحتوي على نقاط متصلة بأعضاء حيوية بالجسم. إضافة إلى أنواع أخرى من العلاجات التي تعنى بتشخيص الأمراض عن طريق الرنين.

رحلات بحرية

تنظم المنتجعات ومكاتب سياحية خاصة رحلات بحرية تأخذك في رحلة إلى أجمل الشواطئ، ومن أجملها Son Bay، ومن الضروري الذهاب في الصباح أو فترة ما قبل الظهر حتى تتمكن من السباحة بسبب المد والجزر، وهذا الشاطئ جميل لأنه هادئ جداً، كما يعد شاطئ Laem Haad من الشواطئ الرائعة أيضاً لأنه يمتد على مسافة طويلة ويتمتع برمال بيضاء ناعمة جداً.

ومن الممكن زيارة جزر مجاورة عن طريق استئجار مراكب تتوقف في محطات عديدة من بينها جزيرة Phang - Nga المعروفة باسم جزيرة «جيمس بوند» (موقع تصوير أحد أفلام العميل الشهير بوند) بالإضافة إلى شاطئ Loh Pared وAo Muong Chan، ومن المحطات الجميلة أيضاً جزيرة القرود.

ومن النشاطات المميزة، رحلات مائية على متن القارب تنطلق بعد الظهر وتبحر بك لمشاهدة غروب الشمس، وتقوم المنتجعات بتنظيمها في مجموعات صغيرة من الضيوف ويقدمون لهم المأكولات الخفيفة على أنغام الموسيقى، وفي الخلفية أجمل منظر لوداع الشمس.

قبل السفر

أفضل وقت للسفر إلى تايلاند هو ما بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وأبريل (نيسان)، كما يفضل أخذ مبلغ من المال لشراء التذكارات والأشغال اليدوية التي تشتهر بها تايلاند، وأكثر كلمتين ستسمعهما في تايلاند وستجد نفسك ترددهما يومياً، هما: «ساوادي كا» وتعني مرحباً، و«كاب كون كا» وتعني شكراً، وتجدر الإشارة إلى أن التايلانديين، لا سيما العاملين في قطاع الضيافة، يتقنون فن استقبال الضيف وإلقاء التحية عليه بطريقة مهذبة جداً.


موريشيوس من بين الدول السبع الوحيدة التي تتمتع بهواء صحي في عام 2023

تتألق موريشيوس كمنارة للهواء النقي والنظيف (شاترستوك)
تتألق موريشيوس كمنارة للهواء النقي والنظيف (شاترستوك)
TT

موريشيوس من بين الدول السبع الوحيدة التي تتمتع بهواء صحي في عام 2023

تتألق موريشيوس كمنارة للهواء النقي والنظيف (شاترستوك)
تتألق موريشيوس كمنارة للهواء النقي والنظيف (شاترستوك)

في عصر بلغت فيه المخاوف بشأن التدهور البيئي وتأثير التلوث على الصحة العامة أعلى مستوياتها، تتألق موريشيوس كمنارة للهواء النقي والنظيف.

ففي تقرير حديث صادر عن مؤشر جودة الهواء «IQAir» تمكنت سبع دول فقط في جميع أنحاء العالم من تلبية المبادئ التوجيهية الصارمة لجودة الهواء التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، ومن بينها موريشيوس الجزيرة الخلابة التي تقع في المحيط الهندي.

قال وأرفيند بوندون مدير هيئة الترويج السياحي في موريشيوس: «إن المسافر اليوم مهتم بالبيئة، والبعض منهم يتخذ خيارات للوجهات التي تعطي الأولوية للاستدامة وحماية البيئة، بما في ذلك مبادرات جودة الهواء، لذلك ضمنت موريشيوس أن الحفاظ على جودة الهواء وتحسينها يمثل أولوية للدولة الجزيرة، مما يعزز التجارب السياحية».

ومن خلال الاستمرار في الجهود من أجل سماء أنظف وكوكب أكثر صحة، تقدم موريشيوس مثالاً ساطعاً للدول في جميع أنحاء العالم، وتثبت أن التفاني والتصميم يمكنان من تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً وأكثر استدامة.

موريشيوس جزيرة تقع في المحيط الهندي، وتشتهر بشواطئها المذهلة وغاباتها الخضراء ومزيجها الفريد من الثقافات. أصبحت واحدة من الوجهات السياحية والاستثمارية الرائدة في المنطقة، وذلك بفضل مناخها السياسي المستقر وبيئة الأعمال الودية والموقع الاستراتيجي، ومع تزايد عدد الزوار والمستثمرين الدوليين تستعد موريشيوس إلى أن تصبح لاعباً رئيسياً في الاقتصاد العالمي.


«السيدة زينب»... أيقونة «السياحة الشعبية» في مصر

حي السيدة زينب (تصوير: محمد ورداني)
حي السيدة زينب (تصوير: محمد ورداني)
TT

«السيدة زينب»... أيقونة «السياحة الشعبية» في مصر

حي السيدة زينب (تصوير: محمد ورداني)
حي السيدة زينب (تصوير: محمد ورداني)

في هذا الحي المصري العتيق سياحة من نوع آخر، مزارات مغايرة لأي مكان آخر، إنه حي «السيدة زينب» جنوب القاهرة؛ حيث عراقة المكان، وخصوصية الهوية البصرية؛ وحميمية الروح الإنسانية. ستخوض هنا تجربة «السياحة الشعبية» أو للدقة «السياحة الفلكلورية»؛ فتتنقل داخل أزقة تفوح منها رائحة الماضي، تعيش في عالم الموشحات، وحلقات الذكر والموالد والحواة والمشعوذين والسقاءين، وستلتقي داخل الأزقة والدهاليز عادات وتقاليد سكان الأحياء القديمة والعمارة البدائية لبيوت عتيقة تحتضن بين جدرانها سحر الحكايات.

في شوارع «السيدة زينب» وميادينها سيستوقفك منظر عربات «الحنطور» وهي تقل السياح ليشاهدوا أماكن سطرت على أرضها صفحات لا تٌنسى من التاريخ، سيقترح عليك حتماً سائق العربة البدء بذلك الشارع المعروف عند عامة المصريين باسم «شارع السد»، وهو يحتل مكانة كبيرة عندهم، لا سيما في شهر رمضان؛ تلفه الأجواء الروحانية، وتقام في أرجائه شوادر الفوانيس.

«متحف جاير أندرسون» (صفحة على فيسبوك)

في هذا الحي يمثل التراث الغذائي المصري بين يديك؛ إذ يشتهر الحي العتيق بمطاعمه الشعبية المتنوعة وكأنها تسرد حكاية فلكلور الطعام، إلى حد أن شهرة تلك المطاعم وصلت إلى الأعمال السينمائية والدرامية، ومن أشهرها «كبدة فتحي».

أما إذا كنت تريد المزيد من تذوق ما يعرف عند المصريين بـ«الحلويات» وهي (الممبار، الفشة، الكوارع، الطحال، الكرشة، لحمة الرأس، والنيفة) فأنصحك أن تتوجه إلى مكان قريب من هذا الحي، وهو مسمط «بحة» بالناصرية، على أن تعود مرة أخرى إلى قلب «السيدة زينب»؛ لتواصل التواصل مع الفلكلور الغذائي؛ فتأكل من مطعم «الجحش»؛ فهناك ستستمتع بواحدة من أشهر الأكلات المصرية الشعبية، وهي الفول والطعمية، بينما ستجد رائحة الشواء والطواجن الغنية القادمة من «كبابجي الرفاعي» تدعوك إلى تناولها مع أطباق الملوخية وطاجن البامية باللحم الضاني، فضلاً عن المحاشي، وغير ذلك من أكلات محلية شهية.

ستأخذك منطقة «السيدة زينب» كذلك إلى رحلة بين الفنون اليدوية والحرف التقليدية؛ حيث تضم مجموعة كبيرة من الورش المتخصصة لمشاهير الأسطوات والفنانين، مثل «أيمن برويز» مبدع الزجاج المعشق، الذي طاف العالم بفنه الأصيل، وغيره كثيرون، ستجدهم يتيحون لك اقتناء روائع من «الهاند ميد» تجسد قِطعاً من التراث المصري.

«بيت السناري» من معالم الحي (تصوير: محمد ورداني)

المساجد الأثرية والأضرحة جانب آخر يتميز به الحي العتيق؛ ما يجعله قِبلة لعشاق السياحة الدينية أيضاً، حيث يوجد مسجد «السيدة زينب» الذي اشتق اسمه منه. ولا يمكن أن تزور «السيدة زينب» دون أن تشاهد النموذج الفريد في تاريخ العمارة الإسلامية، في مسجد «أحمد بن طولون» وسط الحي، فإلى جانب تميزه المعماري، يتمتع بتاريخ طويل؛ فهو ثالث مسجد بني في مصر الإسلامية بعد «عمرو بن العاص» في الفسطاط، وجامع «العسكر» في مدينة العسكر، اكتمل بناؤه عام 879م. وسيلفت نظرك عند زيارته تمتعه بالهوية المعمارية العراقية؛ بسبب تأثر بن طولون بنشأته في العراق، وظهور تلك المؤثرات على عمارة المسجد من ناحية التصميم والزخرفة على السواء.

أجواء فلكلورية تلفّ المكان (تصوير: محمد ورداني)

استكمل جولتك التاريخية الاستثنائية عبر زيارة «متحف جاير أندرسون» المعروف باسم «بيت الكريتلية» والمجاور للمسجد، وهو من المعالم الأثرية المهمة في الحي الشهير؛ لذلك أنصحك ألا تفوتك زيارته، هناك ستتعرف على قصة شيقة تخصه، وسر أنه يتكون من منزلين، ولماذا تقدم الضابط الإنجليزي جاير أندرسون باشا إلى لجنة حفظ الآثار العربية عام 1935 بطلب لاستئجارهما على أن يقوم بترميمهما وبتأثيثهما على الطراز الإسلامي.

ستبهرك داخله مجموعة نادرة من المقتنيات الأثرية ‏المصرية القديمة، والإسلامية، كان يمتلكها الضابط، فضلاً عن مقتنياته التي ترجع إلى عصور وحضارات من بلدان مختلفة، منها الهند، والصين، وتركيا، وإيران، وإنجلترا، ودمشق، وكأن حضارات العالم اجتمعت داخله، لا يقل روعة عن ذلك الطراز المعماري للمتحف - مساحته الكلية نحو 4000م - وستبهرك تفاصيل قاعاته (29 قاعة) المتميزة بأسقفها الخشبية المزدانة بالزخارف.

على بعد أمتار من مسجد «السيدة زينب»، يقع «درب الجماميز» الذي أُطلق عليه هذا الاسم؛ نظراً لأنه كان يضم عدداً كبيراً من أشجار «جماميز السعدية» منذ العصر المملوكي في مصر؛ حيث كان سكناً للأمراء والنبلاء، في عصور المماليك والعثمانيين والعلويين، وأقاموا به قصورهم ومنشآتهم الدينية؛ لذلك حين تزوره ستجد مباني قديمة متنوعة، وقد احتضن الدرب كذلك أول مدرسة للفنون الجميلة والتي تخرج فيها كبار الفنانين وأبرزهم الفنان محمود مختار؛ كما شهد أول مكتبة في تاريخ مصر وهي «الكتبخانة».

من مقتنيات «متحف جاير أندرسون» (صفحة المتحف على فيسبوك)

من أشهر الحكايات الشعبية المرتبطة بالحي، والتي يتداولها سكانه منذ مئات السنين، والتي سيقصها بالضرورة عليك أحدهم حين تزوره هي تلك الحكاية المرتبطة بـ«الحوض المرصود»، وهو كما جاء في كتاب «وصف مصر» تابوت فرعوني من الجرانيت الأسود، قام أحد بكوات المماليك بوضعه أمام جامع «سنجر الجاولي» في الحي، وكان الأهالي يملأونه بالمياه ليشرب منه المارة، ثم انتشر بين الناس، أن من يرتوي بمياهه يُشفي من أوجاع العشق والفراق!، ويقال إن مجموعة من الفرنسيين قاموا بتجربة تأثير مياهه بهدف الشفاء من الحب، واندهشوا لما حدث لهم!؛ فأطلقوا عليه اسم «ينبوع العشق»، وأطلق عليه المصريون اسم «الحوض المرصود» أي «الحوض المسحور»، إلا أنه لم يتبق منه سوى اسمه الذي أطلق على أحد مستشفيات القاهرة، وسيبلغك بعض أبناء الحي، بقية القصة، وهي أن علماء الحملة الفرنسية من فرط إعجابهم بالتابوت أخذوه معهم إلى باريس أثناء خروجهم من مصر سنة 1801مع حجر رشيد!

السقاءون من معالم الحي (تصوير: محمد ورداني)

من أهم النشاطات التي يمكن أداؤها في الحي هو التوجه إلى «بيت السناري»، وهو بيت أثري تابع لمكتبة الإسكندرية، يقيم الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية والفلكلورية، مثل المعارض والندوات والمحاضرات والعروض السينمائية.