السفر لا يستهويني كثيراً والتسوق يُفقد الإنسان متعته

حين يكون السفر جزءاً من طبيعة عملك فإن الشغف به يتضاءل مع الوقت ويصبح عبئاً أكثر منه متعة. في الكثير من الأحيان تتمنى أن تجد الوقت لقضائه في البيت بين أفراد الأسرة عوض التنقل والترحال بين البلدان. هذا ما قالته الفنانة الأردنية صفاء سلطان، التي تسافر كثيراً لتصوير أعمالها الفنية. تقول إنها في بداية عملها كان الحماس يتملكها كلما فتحت أمامها فرصة للسفر إلى حد يجعلها تسبق الطائرة، لكن مع كثرة الأسفار وتواليها بدأت تنزعج منه وتراه «مسألة متعبة؛ إذ عليك ترتيب حقائبك وتذكر تفاصيل كل ما تحتاج إليه من ملابس وإكسسوارات للتصوير في كل مرة. وبمجرد ترتيبها وإعادتها إلى الخزانة، حتى يتعين عليك فتحها مرة ثانية تأهباً لوجهة جديدة». ثم إن رحلات العمل لا تتيح الفرصة لزيارة المدن التي تصور بها لتعيش فيها كسائحة. بهذا تبدأ صفاء سلطان لقاءها معنا قائلة:
> لا أحب السفر كثيراً، فأنا بيتوتية وأحب البقاء في بيتي أكثر. فقد يكون متعة، لكني لا أبحث عنها وتأتيني بحكم عملي. لا يكون لدي وقت كاف لكي أكتشف جماليات كل مكان أتوجه إليه، ومع ذلك أعمل جهدي أن أستغل الفرصة لكي أتعرف على ثقافة المجتمع وعادات سكانه وتقاليدهم، ولو من خلال مطبخهم المحلي وأزيائهم التراثية.
> أكثر وجهة أحب السفر إليها لبنان؛ لأنها أقرب مكان إلى سوريا حيث أقيم؛ وهو ما يجعل المسافة غير متعبة. كما أنني أحب جوها وبحرها ومنطقة جبيل تحديداً، التي تقع إلى الشمال من بيروت، وتعد من أشهر المواقع الأثرية ومن أقدم المدن في العالم. أشعر بمتعة كبيرة وأنا أنظر إلى صفاء البحر وأن أرشف قهوتي في الشرفة. فكوني من مواليد برج الحوت، يجعلني رومانسية وخيالية، هذا الخيال يتحقق لي في لبنان، حيث أشعر بأنني منفصلة عن العالم.
> مصر والإمارات أيضاً وجهتان أستمتع بالسفر إليهما رغم عناء السفر. ولتعدد رحلاتي إليهما فإنني لا أشعر بغربة فيهما وأستطيع التنقل بمفردي بين معالمهما بسهولة.
> أرتاح أكثر عندما ترافقني عائلتي المكونة من والدتي وابنتي وشقيقتي. فالإجازة لا تحلو إلا معهن، لكن إذا كانت رحلة عمل، فأنا أكون بمفردي لارتباط ابنتي بالمدرسة ثم الجامعة حالياً، كما أنني أثناء العمل يكون كل تركيزي في الشخصية التي أجسدها، وبالتالي قد أظلم ابنتي إذا اصطحبتها معي.
> عدم شغفي بالسفر لا يعني أني لا أرى الجانب المعرفي فيه أو بأنه متعة نُجمع فيها ذكريات كثيرة نحملها معنا مدى الحياة. وأكثر ما أحرص عليه عند السفر أن يكون هناك برنامج معروف مسبقاً لدي سواء كنت مرتبطة بعمل أو كنت في إجازة ترفيهية. فأنا أحرص أن أسعد ابنتي وأسرتي باصطحابهم إلى أماكن جديدة، قد تكون مفاجأة تسعدهم وتتحول لذكرى حلوة في حياتهم.
> لا تخطر ببالي أي ذكريات سيئة مررت بها في السفر، سوى أنني أخشى المطارات الكبيرة. أتذكر أنني تأخرت عن موعد طائرتي وظللت أركض في المطار حتى أنني لم أشعر بقدمي وحينما وصلت إلى بوابة السفر اكتشفت أن طائرتي لا يزال أمامها ساعة، حدث هذا معي مرتين واحدة في مطار لندن والأخرى في مطار دبي.
> البعض يربط بين السفر والتسوق، لكن التجول في المجمعات الضخمة لا يستهويني. فأنا سريعة في اختياراتي، وأعرف ما أريد شراءه ومن أين أحصل عليه؛ لهذا عندما أسافر، أتوجه إلى المكان المحدد الذي يمكن أن أجد فيه مرادي، وإذا لم أجده أتركه فوراً. وعادة لا أتوجه إلى الأسواق في الحالات الضرورية والاضطرارية، فأنا أعتمد على شقيقتي أو ابنة خالتي لشراء الملابس. أحدد لهما ما أريد من تصاميم وألوان، بمساعدة أصدقاء لي يعملون في مجال الموضة يرشحون لي ما يناسبني. أعتقد أن التجول في الأسواق لساعات يُفقد الإنسان متعة السفر.