مقتل رئيس «توتال» بحادث طائرة يلقي بظلاله على الأسواق العالمية

شركة النفط الأكثر ربحية في فرنسا والخامسة عالميا

دو مارجري
دو مارجري
TT

مقتل رئيس «توتال» بحادث طائرة يلقي بظلاله على الأسواق العالمية

دو مارجري
دو مارجري

غطى نبأ مقتل رئيس شركة «توتال» النفطية الفرنسية كريستوف دو مارجري ليل أول من أمس في أحد مطارات موسكو بسبب حادث مفجع على كل الإخبار الفرنسية والعالمية في كل الوسائل الإعلامية. وسارعت السلطات الفرنسية بدءا برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولا إلى كبار قادة الشركات من عالم المال والأعمال إلى الإعراب عن «صدمتها» بخسارة أحد أهم رواد صناعة النفط الفرنسية الذي دفع «توتال» إلى احتلال المرتبة الخامسة من بين الشركات النفطية العملاقة ولأن تكون الشركة الأكثر ربحية في فرنسا.
نبأ مقتل دو مارجري لم يعرف إلا صبيحة أمس. وكان دو مارجري في موسكو للقاء القادة الروس. ووفق إحدى الصحف الروسية، فإنه كان قد اجتمع برئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قبل توجهه إلى طائرته الخاصة التي كانت تنتظره في مطار فنوكوفو القريب من موسكو والمخصص في جانب منه للرحلات الخاصة.
وسارع الرئيس فلاديمير بوتين إلى إصدار بيان موجه لنظيره الفرنسي يعرب فيه عن أسفه الشديد «لخسارة صديق حقيقي» لروسيا، مشيدا بما قام به من مشاريع في قطاع الطاقة مما أرسى أسس «علاقات تعاون مثمرة» بين البلدين. كذلك اعتبر ميدفيديف أن وفاة دو مارجوري «خسارة كبرى» لروسيا «وسنفتقده».
وكان التأثر باديا صباح أمس على وجوه موظفي شركة «توتال» لدى وصولهم إلى برج الشركة القائم في محلة «لا ديفانس» غرب باريس. وقد تدرج دو مارجوري في الكثير من المناصب حتى تسلم عام 2007 الإدارة العامة للشركة ثم أصبح رئيسها ومديرها العام عام 2010 بعد تخلي رئيسها السابق تييري ديماريه عن منصبه.
ودو مارجري، المتحدر من عائلة أرستقراطية، والمسمى في فرنسا تحببا بـ«الشاربين الكبيرين» بسبب كثافتهما، شخصية معروفة في العالم العربي إذ كان في عام 1995 مديرا عاما لـ«توتال الشرق الأوسط» الأمر الذي جعله يزور بلدانه وخصوصا الخليج عشرات المرات. ونجح دو مارجريالذي كان يعي أهمية العلاقات الشخصية في قطاع الأعمال في نسج علاقات صديقة مع الكثير من الشخصيات الخليجية والعربية. خلال السنوات السبع التي شغل فيها دو مارجري منصب رئيس ومدير عام شركته، حققت «توتال» قفزة نوعية رفعتها إلى مصاف أولى الشركات العالمية. وفي السوق المالية الفرنسية، أصبحت «توتال» أول شركة من حيث المبيعات «189 مليار يورو عام 2013» ومن حيث الأرباح «أكثر من 10 مليارات يورو». وبعد أن احتلت لسنوات الموقع الأول لجهة رسملتها البورصية، تراجعت مؤخرا للموقع الثاني لصالح شركة «سانوفي» المتخصصة بتصنيع الأدوية. ونجح دو مارجوري في تطوير «توتال» وجعلها حاضرة في القارات الخمس مع تنويع نشاطاتها بالتوجه نحو مصادر الطاقة البديلة. وبحسب بيانات الشركة، فإن «توتال» تشغل 100 ألف شخص عبر العالم وهي أنها حاضرة في 130 بلدا، كما أنها ناشطة في جميع قطاعات الطاقة سواء أكان ذلك النفط أو الغاز أو الطاقة المتجددة. ويعد إنجاز مصفاة الجبيل في السعودية التي هي الأكبر في العالم من أبرز إنجازاتها في منطقة الشرق الأوسط. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس أن قيمة «توتال» البورصية في باريس أمس وصلت إلى 102 مليار يورو.
وبين «توتال» والشرق الأوسط تاريخ طويل إذ إن «توتال» التي كانت تسمى سابقا «شركة النفط الفرنسية» أوجدت في عام 1924 لإدارة حصة فرنسا من النفط العراقي وتحول اسمها إلى «توتال» عام 1985. ونجحت في التسعينات في ابتلاع شركة «بتروفينا» النفطية البلجيكية وبعدها عام 2000 شركة «ألف» الفرنسية المنافسة. وحتى أمس، كان المعروف من ظروف مقتل دو مارجوري وطاقم الطائرة الخاصة من طراز «فالكون» التي تصنعها شركة «داسو» الفرنسية للطيران أن قائدها فوجئ بطاردة الثلوج على المدرج الذي خصص لها من أجل الإقلاع. وبحسب سلطات الطيران الروسية التي فتحت تحقيقا في الحادث، فإن الرؤية كانت سيئة ولم تكن تزيد على 300 متر. ونقلت الصحف الروسية أن سائق طاردة الثلوج كان مخمورا. وأمس، تم العثور على الصندوقين الأسودين اللذين يسجلان التفاصيل الفنية للرحلة من جهة والمحادثات التي تدور بين الطيارين داخل القمرة ومع برج المراقبة. ومن بين السيناريوهات المحتملة أن يكون فنيو المطار قد ارتكبوا خطأ في توجيه قائد الطائرة إلى المدرج غير المناسب.



عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».