القائد الجديد للجيش الجزائري يستنكر «مؤامرة لتقويض أركان الدولة»

قائد الجيش الجزائري داخل وزارة الدفاع وهو متجه إلى الاجتماع مع قادة الجيش أمس (وزارة الدفاع الجزائرية)
قائد الجيش الجزائري داخل وزارة الدفاع وهو متجه إلى الاجتماع مع قادة الجيش أمس (وزارة الدفاع الجزائرية)
TT

القائد الجديد للجيش الجزائري يستنكر «مؤامرة لتقويض أركان الدولة»

قائد الجيش الجزائري داخل وزارة الدفاع وهو متجه إلى الاجتماع مع قادة الجيش أمس (وزارة الدفاع الجزائرية)
قائد الجيش الجزائري داخل وزارة الدفاع وهو متجه إلى الاجتماع مع قادة الجيش أمس (وزارة الدفاع الجزائرية)

استنكر القائد الجديد للجيش الجزائري، اللواء سعيد شنقريحة، في أول تصريح له منذ تسلمه منصبه خلفاً لرئيس الأركان المتوفى الفريق أحمد قايد صالح، «مؤامرة خطيرة تعرضت لها بلادنا بهدف ضرب استقرارها وتقويض أركان الدولة».
وجمع شنقريحة، أمس، كرئيس لأركان الجيش بالنيابة، الكوادر الكبيرة في الجيش، وهم الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، وقادة القوات، ورؤساء دوائر بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، والمديرون ورؤساء المصالح المركزية ورؤساء المكاتب التابعون للوزارة، حسبما جاء بالموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع. وأكد في خطاب قصير ألقاه عليهم أن «مؤامرة كانت تستهدف تحييد المؤسسات الدستورية، والدفع بها إلى مستنقع الفوضى والعنف»، وهو بالضبط ما كان يردده الجنرال الراحل قايد صالح الذي توفي في 23 من الشهر الحالي نتيجة أزمة قلبية.
وقال شنقريحة: «لقد اجتزنا جنباً إلى جنب، مع شعبنا، في الفترة الأخيرة من تاريخنا المعاصر، مرحلة حساسة تعرضت بلادنا خلالها لمؤامرة (..) وقد تفطنت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لخطورتها وسيّرت هذه المرحلة بحكمة وتبصر، من خلال السهر على مرافقة المسيرات السلمية، وحمايتها، دون أن تراق قطرة دم واحدة، علاوة على مرافقة مؤسسات الدولة وتمكينها من أداء مهامها في أحسن الظروف، والإصرار على البقاء في ظل الشرعية الدستورية، والتصدي لكل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية». وأكّد أن الجيش «ساهم، إلى جانب مصالح الأمن، في توفير النجاح لانتخابات رئاسية حرة ونزيهة وشفافة، وتأمين العملية الانتخابية وضمان جو من الهدوء والطمأنينة. وإننا نؤكد على بقائنا مجندين في خدمة الوطن، ولن نتخلى عن التزاماتنا الدستورية، مهما كانت الظروف والأحوال، وسنظل بالمرصاد في مواجهة أعداء الوطن، وكل من يحاول المساس بسيادتنا الوطنية»، في إشارة إلى التطورات الجارية في ليبيا، وما تنذر به من حرب على أبواب الجزائر.
وأشار قائد الجيش، ضمناً، إلى تعيينات متوقعة بالمؤسسة العسكرية، فقال إنه «يود التأكيد بكل صدق وصراحة على أن المعايير الأساسية عندي في تولي الوظائف والمناصب، أو أي مسؤولية مهما كان حجمها، هي معيار تقديس العمل باعتباره سر النجاح، فضلاً عن الكفاءة والمقدرة والجدية والنزاهة، والإخلاص للجيش وللوطن».
في غضون ذلك، أبدى عبد الرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم»، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، أمس، تجاوباً مع دعوة الرئيس عبد المجيد تبّون، إلى الحوار، لتجاوز الأزمة المتولدة عن ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة أسقطتها انتفاضة الشارع. وقال مقري: «علينا أن نعطي السيد تبّون الفرصة كاملة لإطلاق إصلاحات، وندعوه للحذر من الفاسدين والانتهازيين».
وأوضح مقري أن حزبه «من دعاة التوافق السياسي، وتمنينا أن يكون التوافق خلال الانتخابات الماضية، لكن من بيدهم الحكم يتحملون مسؤوليتهم، والرئيس إذا أحسن سندعمه وإذا أخطأ سنقومه، وإذا ما دعينا للحوار فسنشارك فيه»، داعياً الحراك إلى «رفع سقف مطالبه ليضغط من أجل إصلاحات، وأن يعطي رسالة بأن وجوده قائم لتحقيق هذا الهدف ومن أجل التغيير السلس».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.