في حين واصل مئات العراقيين، أمس (الأحد)، لليوم الثاني على التوالي محاصرة حقل الناصرية النفطي جنوب بغداد، الذي توقف الإنتاج فيه، أُعلِن عن مقتل عنصر شرطة خلال مواجهات بين المتظاهرين والأمن في كربلاء.
وتواصل إغلاق حقل الناصرية النفطي (300 كلم جنوب بغداد)، وتوقف العمل فيه، أمس، لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار محاصرة الموقع من قبل متظاهرين يطالبون بفرص عمل، وفقاً لمصادر نفطية محلية.
ويبلغ إنتاج حقل الناصرية مائة ألف برميل في اليوم عادة. وهي المرة الأولى التي يتوقف فيها الإنتاج في حقل نفطي في العراق، منذ بدء المظاهرات غير المسبوقة المناهضة للحكومة.
وتشهد بغداد وغالبية مدن جنوب العراق منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) احتجاجات تطالب بـ«إقالة النظام»، وتغيير الطبقة السياسية التي تسيطر على مقدرات البلاد منذ 16 عاماً، ويتهمها المحتجون بـ«الفساد» والتبعية لإيران.
والعراق هو خامس أكبر مصدّر للنفط في العالم، يصدّر نحو 3.4 مليون برميل يومياً من ميناء البصرة في جنوب هذا البلد الذي يعتمد بشكل كامل تقريباً على عائدات النفط التي تشكل 90 في المائة من ميزانية البلاد. ورغم الثروة النفطية الهائلة، يعيش واحد من كل خمسة أشخاص في العراق تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 25 في المائة، بحسب «البنك الدولي».
في الوقت نفسه، تواصلت، أمس، الاحتجاجات في بغداد وغالبية مدن جنوب العراق، وقام متظاهرون بإغلاق جسور وشوارع رئيسية، بما في ذلك بإطارات سيارات محترقة، ما أدى إلى استمرار توقف العمل في المؤسسات الحكومية والمدارس في عدد كبير منها.
وفي كربلاء، أفاد شهود عيان بأن أحد عناصر الشرطة قُتِل وأصيب أربعة متظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع، بعد مصادمات الليلة قبل الماضية بين المتظاهرين والقوات الأمنية. وأبلغ الشهود وكالة الأنباء الألمانية بأن قوات الشرطة عثرت في وقت مبكر، أمس (الأحد)، على جثة أحد عناصر الشرطة وعليها أثار رصاص حي قرب جسر الضريبة، فيما أصيب 4 من المتظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع، بعد أن استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المظاهرات الاحتجاجية وسط كربلاء.
وتجمع آلاف المتظاهرين في ساحة التربية، للشهر الثالث على التوالي، في إطار المظاهرات الاحتجاجية التي يشهدها العراق، منذ مطلع أكتوبر.
مقتل شرطي في مواجهات مع محتجين بكربلاء
مقتل شرطي في مواجهات مع محتجين بكربلاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة