الجيش العراقي يطلق ثامن عملية ضد «داعش» في المحافظات الغربية

بإسناد من طيران التحالف الدولي و«الحشد العشائري»

عناصر من قوات الأمن العراقية داخل طائرة أثناء دورية بحث عن أعضاء في تنظيم داعش أمس (رويترز)
عناصر من قوات الأمن العراقية داخل طائرة أثناء دورية بحث عن أعضاء في تنظيم داعش أمس (رويترز)
TT

الجيش العراقي يطلق ثامن عملية ضد «داعش» في المحافظات الغربية

عناصر من قوات الأمن العراقية داخل طائرة أثناء دورية بحث عن أعضاء في تنظيم داعش أمس (رويترز)
عناصر من قوات الأمن العراقية داخل طائرة أثناء دورية بحث عن أعضاء في تنظيم داعش أمس (رويترز)

اختتم الجيش العراقي عام 2019 بإطلاق عملية «إرادة النصر» الثامنة ضد خلايا تنظيم «داعش» وحواضنه، في عدد من المحافظات الغربية. وكانت المؤسسة العسكرية العراقية قد أطلقت 7 عمليات عسكرية كبرى لهذا الغرض في مناطق وقواطع مختلفة، في وقت بدأت تزداد فيه المخاوف من إمكانية عودة التنظيم ثانية ليشكل خطراً على العراق، عبر استغلال الأزمة السياسية الحالية التي تمر بها البلاد منذ أكثر من شهرين ونصف.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، انطلاق المرحلة الثامنة من عملية «إرادة النصر»، ومن خمسة محاور. وقال نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان أمس: «بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، انطلقت المرحلة الثامنة من عملية (إرادة النصر) من خمسة محاور؛ حيث كان المحور الأول قيادة عمليات نينوى، بينما كان المحور الثاني قيادة عمليات الجزيرة، والمحور الثالث قيادة عمليات صلاح الدين، والمحور الرابع قيادة عمليات ديالى، والمحور الخامس للمقر المتقدم في كركوك». وأضاف: «قد اشتركت في هذه المرحلة ضمن المحور الأول القطعات من لوائي المشاة 73 و92 في الفرقة الخامسة عشرة، وألوية المشاة 43 و60 و21 في الفرقة العشرين، أما المحور الثاني فاشتركت فيه قطعات الفرقة السابعة لواء مغاوير الجزيرة، ولواء المشاة الثامن فرقة المشاة الآلي الثامنة لواء المشاة 30». وتابع يار الله: «بينما اشتركت في المحور الثالث قطعات لواء المشاة 91، وقوات من قيادة شرطة صلاح الدين، وفي المحور الرابع اشتركت قطعات الفرقة الخامسة وقوات من قيادة شرطة ديالى، أما المحور الخامس فاشتركت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواءان 18 و15 من الشرطة الاتحادية، ولواء المشاة 45 بالفرقة الحادية عشرة، ولواء المشاة 52 في الفرقة الرابعة عشرة، والألوية1 و2 و3 من فرقة الرد السريع».
وبين أن «هذه المرحلة بإسناد من طيران القوة الجوية، وطيران الجيش، وطيران التحالف الدولي والحشد العشائري، وعدد من الوكالات الأمنية والاستخبارية. وتستهدف هذه العمليات تفتيش وتطهير المناطق والقرى والمساحات المفتوحة، للتعقب وإلقاء القبض على المطلوبين، وتجفيف بقايا الإرهاب، وإدامة الاستقرار والأمن ضمن القواطع التي ستشملها هذه المرحلة، وفقاً لمعلومات استخباراتية دقيقة».
وأكد يار الله: «ستبقى القوات الأمنية بكل تشكيلاتها وصنوفها العين الساهرة واليد الضاربة على رأس الإرهاب، وسنوافي بالنتائج لاحقاً، ونهيب بكل وسائل الإعلام التنسيق مع خلية الإعلام الأمني، لتنظيم الزيارات والتغطيات الميدانية وتسلم التصريحات والأخبار والتفاصيل الخاصة بمسار العمليات للمحاور كافة في هذه العملية الكبيرة».
إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني عن مقتل خمسة إرهابيين انتحاريين، كانوا داخل نفق في صلاح الدين. وقالت الخلية في بيان لها إن «قواتنا المسلحة واصلت واجباتها في المرحلة الثامنة من عملية (إرادة النصر)، وقد تمكنت قيادة عمليات صلاح الدين ضمن هذه المرحلة من العثور على 4 أوكار للإرهابيين تحتوي أجهزة اتصالات ومواد غذائية وملابس وأواني طبخ، كما دمرت نفقين اثنين بداخلهما عبوتان ناسفتان، وقتلت 5 إرهابيين انتحاريين كانوا داخل نفق، وخلال رفع الأحجار عن النفق، أقدم أحد الإرهابيين الانتحاريين أيضاً على تفجير نفسه، ما أدى إلى إصابة ضابط و3 مقاتلين، من الفوج الثاني باللواء 91». وأضافت: «ما زالت قواتنا الأمنية تحاصر الوكر، لكي يتم تطهيره غرب وادي الثرثار بالقرب من قرية السرت، كما عثرت القوات الأمنية على معمل تفخيخ في غرب وادي الثرثار قرب قرية مناور الشمري».
وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور معتز محي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشكلة التي تواجه القوات الأمنية العراقية دائماً هي عدم ملء الفراغ الناجم بعد عمليات التمشيط للخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي، التي لا تزال لها حواضنها في الجبال والوديان والصحارى، بسبب استمرار مئات القرى خالية من ساكنيها، مما يجعلها مرتعاً خصباً للإرهاب بعد فترة قصيرة من انتهاء العمليات العسكرية». وشدد محي الدين على أن «الحاجة تتطلب إعادة النازحين إلى مناطقهم، ليكونوا عوناً مع الأجهزة الأمنية والرسمية في حمايتها، مع عدم توفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة، فضلاً عن تغيير النظرة النمطية لسكان تلك المناطق، بوصفهم إما (دواعش) أو يتعاونون مع تنظيم (داعش)»، مبيناً أن «استمرار هذه النظرة يعني أنه ليس هناك حلول جدية للأزمة؛ لأن الحل مجتمعي وليس عسكرياً فقط». وأشار إلى أن «من المسائل المهمة التي حان الوقت للتفكير فيها بجدية بالغة، هي الحدود الفاصلة بين العراق وسوريا وتركيا؛ حيث إن كل الحلول المطروحة لها لا تلبي الحاجة الفعلية لأهمية تأمينها، من خلال عدم السعي للتأهيل المجتمعي الذي من شأنه تجفيف منابع الإرهاب، فضلاً عن التعاون الفعلي مع دول الجوار بطريقة تمنع حالات التسلل والخروقات عبر الحدود».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.