معركة انتخابات لسنة كاملة في إسرائيلhttps://aawsat.com/home/article/2056871/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
فلسطيني يمر بدراجته قرب ملصقات لحملات انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الناشط السياسي اليميني الإسرائيلي إيتمار بن غفير في مدينة أريحا في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
فلسطيني يمر بدراجته قرب ملصقات لحملات انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الناشط السياسي اليميني الإسرائيلي إيتمار بن غفير في مدينة أريحا في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
عندما احتفلت إسرائيل، السنة الماضية، بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسها، وعرضت صورة مضخمة لمنجزاتها في مجال العسكرة وتطوير السلاح والتكنولوجيا العالية والازدهار الاقتصادي والإعمار والتقدم الزراعي، وطرحت أفكاراً طموحة أكثر للمراحل المقبلة، لم يتوقع أحد فيها أن تتحول السنة الأولى في عقدها الثامن سنة معارك انتخابية لا تنتهي ولا تسفر عن انتخاب قيادة.
ولأول مرة في تاريخها، تولت زمام قيادتها حكومة انتقالية مؤقتة، ستستمر لأكثر من سنة. ولم يتصور أحد أن يقرر رئيس حكومتها، صاحب أطول فترة حكم فيها، سينتهي إلى المثول في قفص الاتهام لمحاكمته بثلاث قضايا فساد خطيرة. وأنه بدلاً من أن يخجل من وضعيته ويستقيل حتى تأخذ العدالة مجراها، سيختار التشبث بكرسي الحكم بأي ثمن. ويهاجم الشرطة والنيابة والقضاء وكل مؤسسات سلطة القانون والنظام ويجر إسرائيل من معركة انتخابية لأخرى، تكلفة كل واحدة منها نحو مليار دولار. وقد وصلنا إلى المعركة الثالثة، وقبل أن تختم بثلاثة أشهر، يقول الإسرائيليون إنهم يخشون من الاضطرار إلى التوجه لمعركة انتخابات رابعة؛ لأن رئيس حكومتها المتهم يستطيع بهذه الطريقة فقط ضمان البقاء في كرسيه لحقبة زمنية أخرى.
فقد استهلت سنة 2019 بقرار مفاجئ من نتنياهو تبكير موعد الانتخابات بستة أشهر. وجاء ذلك رداً على قرار المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، نشر كتاب شبهات ضده في ثلاث قضايا فساد. سلك بذلك الطريق التقليدية، «الهجوم هو أفضل السبل للدفاع». والهجوم على من؟ على الشخصيات التي عيّنها بنفسه في المناصب الرفيعة: على روني الشيخ، أحد قادة الشاباك (جهاز المخابرات العامة)، الذي فرضه على الشرطة مفتشاً عاماً، ووعده بأن يعينه بعد ثلاث سنوات رئيساً للشاباك. فقد توقع منه أن يوقف التحقيقات ضده. وحاول ذلك بكل قوته، لكن الاتهامات كانت دامغة فلم يستطع. وشن هجوماً على شاي نتسان، رئيس النيابة العامة، الذي حصل معه الأمر نفسه. ولم يستطع إنقاذ نتنياهو من لوائح الاتهام. وأما المستشار مندلبليت، فقد كان سكرتيراً مخلصاً لحكومة نتنياهو. فعيّنه في منصب المستشار، الذي يعتبر آخر محطة في المؤسسة القضائية وصاحب القرار الحاسم بمحاكمته. وتردد الرجل طويلاً وراح يماطل وألغى الشبهات الصارخة ضد نتنياهو في قضية اقتناء غواصات من ألمانيا، على عكس رأي الجيش ووزارة الدفاع. وخفف من بنود الاتهام. لكنه لم يسلم من غضب نتنياهو وثلته. فاعتبروه خائناً.
في تلك الأيام، كان أقطاب «الدولة العميقة» في إسرائيل قد وصلوا إلى قناعة بأن نتنياهو يلحق ضرراً بالمصالح الاستراتيجية للدولة. وخرج مجموعة من الجنرالات السابقين في الجيش والمخابرات يصرحون بذلك بصوت عال وبكلمات حادة. وكان في مقدمتهم مجموعة من رؤساء أركان الجيش السابقين، إيهود باراك، الذي شغل منصب وزير الدفاع ورئيس الحكومة أيضاً، ودان حالوتس وشاؤول موفاز وجابي اشكنازي وموشيه يعلون. وكذلك رؤساء الشرطة والمخابرات الداخلية «شاباك» والخارجية «الموساد» والعسكرية «أمان»، اساف حيفتس، ومئير دجان، وشبتاي شبيط، ويعقوب بيري، وكرمي جيلون، ويوفال ديسكين والعشرات من الضباط السابقين الذين يحملون رتبة «لواء».
وعندما رأى هؤلاء أن نتنياهو يكسر كل القوالب ويدير حرباً على مؤسسات الدولة حتى يضمن كرسيه ويحرض الجمهور على هذه المؤسسات، قرروا تشكيل حزب وخوض الانتخابات. فجلبوا إلى الحلبة بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الأسبق، ووضعوه على رأس قائمة. وجلبوا عدداً من الشخصيات التي تولت مناصب رفيعة في الحكم. ونزلوا إلى المعركة. وقد كان واضحاً أن حزب الجنرالات هذا «كحول لفان»، إنما يعبر عن مصلحة الدولة العميقة، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية الأمنية. ونقل على لسان نتنياهو قوله مرات عدة إن «هذه محاولة لتنفيذ انقلاب عسكري أبيض ضدي».
ومع أن حزب الجنرالات حقق مكسباً كبيراً في الانتخابات، التي جرت في أبريل (نيسان) 2019؛ إذ حصل على 35 مقعداً، إلا أن نتنياهو أيضاً حصل على عدد كبير من الأصوات وارتفع من 30 إلى 35 مقعداً. وسارع إلى تشكيل ائتلاف مع الأحزاب اليمينية والدينية، فكلفه رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، تشكيل حكومة. وفشل نتنياهو في المهمة، لكنه وبدلاً من إعادة كتاب التكليف للرئيس لجأ إلى حل الكنيست، وكانت هذه أول مرة يقدم فيها رئيس حكومة مكلف بهذا الالتفاف على الرئيس.
وفي انتخابات سبتمبر (أيلول) الأخير، خاض نتنياهو المعركة بضم حزب وزير المالية، موشيه كحلون، إليه (4 مقاعد) وكذلك حزب موشيه فيغلين اليميني (حصل في الانتخابات السابقة على 111 ألف صوت، أي ما يعادل 3 مقاعد). وكان يتوقع أن يحافظ على قوته ويحصل على 42 مقعداً على الأقل. لكنه بدلاً من ذلك خسر نحو 300 ألف صوت وهبط إلى 32 مقعداً. ولم يستسلم. فهو يعرف أن غيابه عن كرسي رئاسة الحكومة يعني أن يجلس في قفص الاتهام، كخطوة أولى نحو القبوع في السجن. فشل في تشكيل الحكومة فراح يخرب على جهود غانتس وتمكن من إفشاله. وقاد إسرائيل لانتخابات ثالثة، ستجري في 2 مارس (آذار) من السنة المقبلة.
وبهذا، ضمن نتنياهو أن يبقى رئيس حكومة أشهراً عدة تجعله في موقع يتحكم من خلاله في الإجراءات القضائية ويجهضها. والخوف الأكبر هو أن يقدم نتنياهو على خطوات بعيدة المدى تبقيه في الحكم، من خلال مغامرة حربية أو أكثر. فهو يرفق حملاته الانتخابية بحملات تهديد وتصعيد حربي ضد إيران، ليس في سوريا وحسب؛ إذ إنه يهدد العراق واليمن. ويهدد «حزب الله» في لبنان و«حماس» في قطاع غزة. وهذه قوى تدير سياسة تتيح لنتنياهو أن يستغل خطابها السياسي وممارساتها العسكرية للدفع نحو الاشتباك معها. ومع أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحاول الامتناع ن حرب تحت قيادة نتنياهو؛ خوفاً من أن يستغلها لأغراضه الحزبية والشخصية، إلا أن التاريخ دل على أن دينامية التدهور إلى حرب يمكن أن تكون أقوى. وتجر إلى حرب غير مرغوبة، كما حصل مرات عدة في العقود الأخيرة.
سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في
شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.
بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،
في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار
شوقي الريّس (مدريد)
نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبياhttps://aawsat.com/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%82/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9/5097783-%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%88-%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%87-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7
سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فيما حصل أقرب منافسيها باندوليني إيتولا على 26 في المائة فقط من الأصوات. شكَّل فوز نيتومبو الملقبة بـ«NNN»، حلقةً جديدةً في حياة مليئة بالأحداث، عاشتها المرأة التي ناضلت ضد الاحتلال، واختبرت السجن والنفي في طفولتها، قبل أن تعود لتثبت نفسها بصفتها واحدة من أبرز النساء في السياسة الناميبية وقيادية فاعلة في الحزب الحاكم «سوابو».
في أول مؤتمر صحافي لها، بعد أسبوع من إعلان فوزها بالانتخابات الرئاسية، تعهدت نيتومبو، التي ستتولى منصبها رسمياً في مارس (آذار) المقبل، بإجراء «تحولات جذرية» لإصلاح مستويات الفقر والبطالة المرتفعة في ناميبيا، الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي، والتي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.
نيتومبو أشارت إلى أنها قد تنحو منحى مختلفاً بعض الشيء عن أسلافها في حزب «سوابو» الذي يحكم ناميبيا منذ استقلالها عن جنوب أفريقيا في عام 1990. وقالت نيتومبو: «لن يكون الأمر كالمعتاد، يجب أن نُجري تحولات جذرية من أجل شعبنا».
لم توضح نيتومبو طبيعة هذه التحولات الجذرية التي تعتزم تنفيذها، وإن أشارت إلى «إصلاح الأراضي، وتوزيع أكثر عدالة للثروة». وبينما يصنف البنك الدولي ناميبيا على أنها دولة ذات «دخل متوسط»، فإنها تعد واحدة من أكثر الدول التي تعاني من عدم المساواة في توزيع الدخل على مستوى العالم، مع ارتفاع مستويات الفقر التي ترجع جزئياً إلى إرث عقود الفصل العنصري وحكم الأقلية البيضاء.
ووفق تقرير رسمي من البنك الدولي صدر عام 2021 فإن «43 في المائة من سكان ناميبيا يعيشون فقراً متعدد الأبعاد». وهو مؤشر يأخذ في الاعتبار عوامل عدة إلى جانب الدخل، من بينها الوصول إلى التعليم والخدمات العامة.
ولأن طريق نيتومبو السياسي لم يكن أبداً ممهداً، لم يمر إعلان فوزها بالانتخابات دون انتقادات. وقالت أحزاب المعارضة إنها ستطعن على نتيجة الانتخابات الرئاسية، متحدثةً عن «صعوبات فنية وقمع ضد الناخبين». لكنَّ نيتومبو، المعروفة بين أقرانها بـ«القوة والحزم»، تجاهلت هذه الادعاءات، واحتفلت بالفوز مع أعضاء حزبها، وقالت: «أنا لا أستمع إلى هؤلاء المنتقدين».
نشأة سياسية مبكرة
وُلدت نيتومبو في 29 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1952 في قرية أوناموتاي، شمال ناميبيا، وهي التاسعة بين 13 طفلاً، وكان والدها رجل دين ينتمي إلى الطائفة الأنغليكانية. وفي طفولتها التحقت نيتومبو بمدرسة «القديسة مريم» في أوديبو. ووفق موقع الحزب الحاكم «سوابو» فإن «نيتومبو مسيحية مخلصة»، تؤمن بشعار «قلب واحد وعقل واحد».
في ذلك الوقت، كانت ناميبيا تعرف باسم جنوب غرب أفريقيا، وكان شعبها تحت الاحتلال من دولة «جنوب أفريقيا»، مما دفع نيتومبو إلى الانخراط في العمل السياسي، والانضمام إلى «سوابو» التي كانت آنذاك حركة تحرير تناضل ضد سيطرة الأقلية البيضاء، لتبدأ رحلتها السياسية وهي في الرابعة عشرة من عمرها.
في تلك السن الصغيرة، أصبحت نيتومبو ناشطة سياسية، وقائدة لرابطة الشباب في «سوابو»، وهو ما أهّلها فيما بعد لتولي مناصب سياسية وقيادية، لكنها تقول إنها آنذاك «كانت مهتمة فقط بتحرير بلدها من الاحتلال»، مشيرةً في حوار مصوَّر نُشر عبر صفحتها على «فيسبوك» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى أن «السياسة جاءت فقط بسبب الظروف، التي لو اختلفت ربما كنت أصبحت عالمة».
شاركت نيتومبو في حملة «ضد الجَلْد العلنيّ»، الذي كان شائعاً في ظل نظام الفصل العنصري، وكان نشاطها السياسي سبباً في إلقاء القبض عليها واحتجازها، عدة أشهر عام 1973، وهي ما زالت طالبة في المرحلة الثانوية. ونتيجة ما تعرضت له من قمع واضطهاد، فرَّت نيتومبو إلى المنفى عام 1974، وانضمت إلى أعضاء «سوابو» الآخرين هناك، واستكملت نضالها ضد الاحتلال من زامبيا وتنزانيا، قبل أن تنتقل إلى المملكة المتحدة لاستكمال دراستها.
تدرجت نيتومبو في مناصب عدة داخل «سوابو»، فكانت عضواً في اللجنة المركزية للحركة من عام 1976 إلى عام 1986، والممثلة الرئيسية للحركة في لوساكا من عام 1978 إلى عام 1980. والممثلة الرئيسية لشرق أفريقيا، ومقرها في دار السلام من عام 1980 إلى عام 1986.
درست نيتومبو في كلية غلاسكو للتكنولوجيا، وحصلت على دبلوم في الإدارة العامة والتنمية عام 1987، ودبلوم العلاقات الدولية عام 1988، ودرجة الماجستير في الدراسات الدبلوماسية عام 1989 من جامعة كيل في المملكة المتحدة، كما حصلت على دبلوم في عمل وممارسة رابطة الشبيبة الشيوعية التابعة للاتحاد السوفياتي، من مدرسة «لينين كومسومول العليا» في موسكو.
ونالت الكثير من الأوسمة، من بينها وسام النسر الناميبي، ووسام «فرانسيسكو دي ميراندا بريميرا كلاس» من فنزويلا، والدكتوراه الفخرية من جامعة دار السلام بتنزانيا.
تزوجت نيتومبو عام 1983 من إيبافراس دينجا ندايتواه، وكان آنذاك شخصية بارزة في الجناح المسلح لجيش التحرير الشعبي في ناميبيا التابع لـ«سوابو»، وتولى عام 2011 منصب قائد قوات الدفاع الناميبية، وظل في المنصب حتى تقاعده في عام 2013، ولديها ثلاثة أبناء.
العودة بعد الاستقلال
بعد 14 عاماً من فرار نيتومبو إلى المنفى، وتحديداً في عام 1988، وافقت جنوب أفريقيا على استقلال ناميبيا، لتعود نيتومبو إلى وطنها، عضوة في حزب «سوابو» الذي يدير البلاد منذ الاستقلال.
تدرجت نيتومبو في المناصب وشغلت أدواراً وزارية عدة، في الشؤون الخارجية والسياحة ورعاية الطفل والمعلومات. وعُرفت بدفاعها عن حقوق المرأة.
وعام 2002 دفعت بقانون عن العنف المنزلي إلى «الجمعية الوطنية»، وهو القانون الذي يعد أحد أبرز إنجازاتها، حيث دافعت عنه بشدة ضد انتقادات زملائها، ونقلت عنها وسائل إعلام ناميبية في تلك الفترة تأكيدها أن الدستور يُدين التمييز على أساس الجنس.
وواصلت صعودها السياسي، وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، أصبحت نائبة رئيس ناميبيا. كانت أول امرأة تشغل مقعد نائب رئيس حزب «سوابو» بعدما انتخبها مؤتمر الحزب في عام 2017 وأعيد انتخابها في مؤتمر الحزب نوفمبر 2022، مما أهَّلها لتكون مرشحة الحزب للرئاسة عام 2024، خلفاً للرئيس الحاج جينجوب، الذي توفي خلال العام الماضي، وتولى رئاسة البلاد مؤقتاً نانجولو مبومبا.
صعوبات وتحديات
لم تكن مسيرة نيتومبو السياسية مفروشة بالورود، إذ اتُّهمت في فترة من الفترات بدعم فصيل منشق في حزب «سوابو» كان يسعى لخلافة سام نجوما أول رئيس لناميبيا بعد الاستقلال، لكنها سرعان ما تجاوزت الأزمة بدعم من هيفيكيبوني بوهامبا، خليفة نجوما.
يصفها أقرانها بأنها قادرة على التعامل مع المواقف الصعبة بطريقة غير صدامية. خلال حياتها السياسية التي امتدّت لأكثر من نصف قرن أظهرت نيتومبو أسلوباً عملياً متواضعاً في القيادة، ولم تتورط -حسب مراقبين- في فضائح فساد، مما يمنحها مصداقية في معالجة مثل هذه الأمور، لكنَّ انتماءها منذ الطفولة إلى «سوابو»، وعملها لسنوات من خلاله، لا ينبئ بتغييرات سياسية حادة في إدارة البلاد، وإن تعهَّدت نيتومبو بذلك.
ويرى مراقبون أنها «لن تبتعد كثيراً عن طريق الحزب، ولن يشكل وجودها على سدة الحكم دعماً أكبر للمرأة». وأشاروا إلى أن نيتومبو التي كانت رئيسة المنظمة الوطنية الناميبية للمرأة (1991-1994)، والمقررة العامة للمؤتمر العالمي الرابع المعنيّ بالمرأة في عام 1995 في بكين، ووزيرة شؤون المرأة ورعاية الطفل 2000-2005، «لا يمكن وصفها بأنها نسوية، وإن دافعت عن بعض حقوق النساء».
خلال الانتخابات قدمت نيتومبو نفسها بوصفها «صوتاً حازماً يتمحور حول الناس، وزعيمة سياسية وطنية، مخلصة للوحدة الأفريقية، مناصرةً لحقوق المرأة والطفل والسلام والأمن والبيئة»، وتبنت خطاباً يضع الأوضاع المعيشية في قمة الأولويات، متعهدةً بـ«خلق 250 ألف فرصة عمل خلال السنوات الخمس المقبلة» ليتصدر هذا التعهد وسائل الإعلام الناميبية، لكن أحداً لا يعرف إن كانت ستنجح في تنفيذ تعهدها أم لا.
تبدأ نيتومبو فترة حكمها بصراعات سياسية مع أحزاب المعارضة التي انتقدت نتيجة الانتخابات التي جعلتها رئيسة لناميبيا، تزامناً مع استمرار تراجع شعبية الحزب الحاكم. وفي الوقت نفسه تواجه نيتومبو عقبات داخلية في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها نحو نصف السكان، مما يجعل مراقبون يرون أنها أمام «مهمة ليست بالسهلة، وأن عليها الاستعداد للعواصف».
حقائق
ناميبيا بلد الماس... و43% من سكانه يعيشون تحت خط الفقر
في أقصى جنوب غربي القارة الأفريقية تقع دولة ناميبيا التي تمتلك ثروات معدنية كبيرة، بينما يعيش ما يقرب من نصف سكانها فقراً متعدد الأبعاد.ورغم مساحة ناميبيا الشاسعة، فإن عدد سكانها لا يتجاوز 3 ملايين نسمة؛ ما يجعلها من أقل البلدان كثافة سكانية في أفريقيا، كما أن بيئتها القاسية والقاحلة تصعّب المعيشة فيها. ومن الجدير بالذكر أن البلاد هي موطن صحراء كالاهاري وناميب.وفقاً لموقع حكومة ناميبيا، فإن تاريخ البلاد محفور في لوحات صخرية في الجنوب، «يعود بعضها إلى 26000 عام قبل الميلاد»، حيث استوطنت مجموعات عرقية مختلفة، بينها «سان يوشمن»، و«البانتو» وأخيراً قبائل «الهيمبا» و«هيريرو» و«ناما»، أرض ناميبيا الوعرة منذ آلاف السنين.ولأن ناميبيا كانت من أكثر السواحل القاحلة في أفريقيا؛ لم يبدأ المستكشفون وصيادو العاج والمنقبون والمبشرون بالقدوم إليها؛ إلا في منتصف القرن التاسع عشر، لتظل البلاد بمنأى عن اهتمام القوى الأوروبية إلى حدٍ كبير حتى نهاية القرن التاسع عشر عندما استعمرتها ألمانيا، بحسب موقع الحكومة الناميبية.سيطرت ألمانيا على المنطقة التي أطلقت عليها اسم جنوب غربي أفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر، وأدى اكتشاف الماس في عام 1908 إلى تدفق الأوروبيين إلى البلاد، وتعدّ ناميبيا واحدة من أكبر 10 دول منتجة للماس الخام في العالم، وتنتج وفق التقديرات الدولية نحو مليونَي قيراط سنوياً.شاب فترة الاستعمار صراعات عدة، وتمرد من السكان ضد المستعمر، تسبَّبا في موت عدد كبير، لا سيما مع إنشاء ألمانيا معسكرات اعتقال للسكان الأصليين، وعام 1994 اعتذرت الحكومة الألمانية عن «الإبادة الجماعية» خلال فترة الاستعمار.ظلت ألمانيا تسيطر على ناميبيا، التي كانت تسمى وقتها «جنوب غربي أفريقيا» حتى الحرب العالمية الأولى، التي انتهت باستسلام ألمانيا، لتنتقل ناميبيا إلى تبعية جنوب أفريقيا، فيما تعتبره الدولة «مقايضة تجربة استعمارية بأخرى»، وفق موقع الحكومة الناميبية.في عام 1966، شنَّت المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا (سوابو)، حرب تحرير، وناضلت من أجل الاستقلال، حتى وافقت جنوب أفريقيا في عام 1988 على إنهاء إدارة الفصل العنصري. وبعد إجراء الانتخابات الديمقراطية في عام 1989، أصبحت ناميبيا دولة مستقلة في 21 مارس (آذار) 1990، وأصبح سام نجوما أول رئيس للبلاد التي ما زال يحكمها حزب «سوابو». وشجعت المصالحة بين الأعراق السكان البيض في البلاد على البقاء، وما زالوا يلعبون دوراً رئيسياً في الزراعة والقطاعات الاقتصادية الأخرى.وتعد ناميبيا دولة ذات كثافة سكانية منخفضة، حيث يعيش على مساحتها البالغة 824 ألف متر مربع، نحو ثلاثة ملايين نسمة. ويشير البنك الدولي، في تقرير نشره عام 2021، إلى أن ناميبيا «دولة ذات دخل متوسط»، لكنها تحتل المركز الثالث بين دول العالم من حيث عدم المساواة في توزيع الدخل، حيث يمتلك 6 في المائة فقط من السكان نحو 70 في المائة من الأملاك في البلاد، وتعيش نسبة 43 في المائة من سكان ناميبيا في «فقر متعدد الأبعاد». وتدير ثروات البلاد الطبيعية من الماس والمعادن شركات أجنبية.وتمتلك ناميبيا ثروة برية كبيرة، لكنها تعاني بين الحين والآخر موجات جفاف، كان آخرها الصيف الماضي، ما اضطرّ الحكومة إلى ذبح أكثر من 700 حيوان بري من أجناس مختلفة، بينها أفراس نهر، وفيلة، وجواميس وحمير وحشية، وهو إجراء ووجه بانتقادات من جانب جمعيات البيئة والرفق بالحيوان، لكن حكومة ناميبيا دافعت عن سياستها، مؤكدة أنها تستهدف «إطعام السكان الذين يعانون الجوع جراء أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عقود».ووفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة منتصف العام الحالي، فإن «نحو 1.4 مليون ناميبي، أي أكثر من نصف السكان، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، مع انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة 53 في المائة ومستويات مياه السدود بنسبة 70 في المائة مقارنة بالعام الماضي».