بلقبين غير مسبوقين حصدهما الفريق في غضون أربعة أشهر فقط، قدم المنتخب البحريني لكرة القدم عاماً استثنائياً بالفعل في 2019 تحت قيادة مديره الفني البرتغالي هيليو دي سوزا.
وتوج المنتخب البحريني (الأحمر) في منتصف أغسطس (آب) الماضي بلقب بطولة كأس أمم غرب آسيا والتي استضافتها العراق، ثم اختتم الفريق عامه الاستثنائي مع سوزا بلقب كأس الخليج (خليجي 24) في قطر؛ ما منح هذه النسخة ختاماً تاريخياً بعدما أصبح الأحمر البحريني سابع منتخب يسطر اسمه في السجل الذهبي للبطولة.
ورغم الفترة القصيرة التي تولى فيها سوزا المسؤولية، يدين الفريق بالفضل الكبير في هذا الإنجاز إلى بصمات هذا المدرب الذي أصبح أول برتغالي يقود فريقه للفوز باللقب الخليجي.
ولم تقتصر مكاسب المنتخب البحريني على المشاركة في البطولة أو الفوز بلقبها، بل اكتسب الفريق مزيداً من الخبرات الجيدة تحت قيادة سوزا الذي يعتبر مهندساً للطفرة في مستوى الفريق في الآونة الأخيرة.
وأظهرت البطولة مدى عمق وقوة المنتخب البحريني، حيث واصل سوزا الاعتماد في كل مباراة على تشكيلة مغايرة لتلك التي يخوض بها المباراة السابقة. وكان هذا واضحاً وجلياً خلال المباراة النهائية، حيث خاض الفريق البحريني المباراة بتشكيلة تخلو تماماً من أي لاعب ممن شاركوا في مباراة الفريق السابقة أمام المنتخب السعودي والتي انتهت بفوز الأخير 2 - صفر في الدور الأول (دور المجموعات) بهذه النسخة.
وكشف سوزا السر وراء هذا الأسلوب، مشيراً إلى أنه يثق بجميع لاعبي فريقه، وكذلك اللاعبون الذين لم يستطع اصطحابهم معه إلى الدوحة؛ نظراً لأنه مقيد بقائمة تضم 23 لاعباً فقط. مؤكداً أن الفوارق بين لاعبي الفريق ضئيلة للغاية ما يساعده على الدفع بتشكيلتين مختلفتين في المباريات الرسمية، موضحاً أن هدفه الأول هو أن يستمتع اللاعبون بالمباريات ويكتسبون الخبرات من هذه التجارب القوية.
وبهذا، أصبح لدى المنتخب البحريني أكثر من فريق جاهز سيساعد سوزا ومعاونيه في الارتباطات القادمة، ومنها التصفيات المزدوجة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 بقطر وكأس آسيا 2023 بالصين.
ولا يتمتع سوزا بالكاريزما نفسها التي يصطبغ بها مواطنه جوزيه مورينيو، ولا يملك الخبرة الهائلة نفسها والسجل التدريبي الطويل الذي يحظى به البرتغالي الآخر جورجي جيسوس المدير الفني لفلامنجو البرازيلي، لكنه نجح في ترك بصمة تدريبية كبيرة في غضون أشهر قليلة.
وقبل خمسة أشهر فقط، لم يكن كثيرون يتوقعون أن يحقق سوزا مع المنتخب البحريني لكرة القدم في غضون أشهر قليلة ما عجز عنه أي مدرب سابق مع الفريق، لكن سوزا تحدى كل التوقعات وتوج بلقبين متتاليين لم يسبق للمنتخب البحريني (الأحمر) أن أحرزهما من قبل على مدار تاريخه.
وتوج المنتخب البحريني تحت قيادة سوزا بلقبه الأول على الإطلاق في البطولات الإقليمية، حيث أحرز لقب بطولة كأس أمم غرب آسيا. وبينما علم سوزا بمشاركة فريقه في «خليجي 24» في قطر قبل أيام قليلة من انطلاق فعاليات البطولة، كان سوزا على الموعد مجدداً وعلى قدر المسؤولية، حيث توج باللقب الخليجي للمرة الأولى في تاريخ البحرين.
وبعد انتهاء المباراة النهائية وفي غمرة احتفالهم باللقب ونشوتهم بالميداليات وكأس البطولة، فاجأ لاعبو المنتخب البحرين الجميع واقتحموا قاعة عقد المؤتمرات الصحافية، ودخلوا في موجة احتفالية صاخبة أمام مراسلي وسائل الإعلام. وهتف لاعبو المنتخب البحريني باسم مدربهم البرتغالي لدقائق عدة، وحرصوا على تحيته جميعاً في تأكيد واضح وصريح بأنه مهندس الفوز باللقب الخليجي الأول للبحرين.
الأحمر البحريني يحلّق بعصا سوزا السحرية
المدرب البرتغالي قلب كل التوقعات ليتوج بلقبين غير مسبوقين
الأحمر البحريني يحلّق بعصا سوزا السحرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة