ميسون غرينوود... بإمكانه إشعال جذوة مانشستر يونايتد

الصعود القوي للمهاجم الشاب يؤكد أن عالم كرة القدم في انتظار نجم كبير

غرينوود موهبة مانشستر يونايتد الصاعد  بسرعة الصاروخ (إ.ب.أ)  -  لمسات غرينوود ذكرت جماهير الكرة بالنجم فان بيرسي (غيتي)
غرينوود موهبة مانشستر يونايتد الصاعد بسرعة الصاروخ (إ.ب.أ) - لمسات غرينوود ذكرت جماهير الكرة بالنجم فان بيرسي (غيتي)
TT

ميسون غرينوود... بإمكانه إشعال جذوة مانشستر يونايتد

غرينوود موهبة مانشستر يونايتد الصاعد  بسرعة الصاروخ (إ.ب.أ)  -  لمسات غرينوود ذكرت جماهير الكرة بالنجم فان بيرسي (غيتي)
غرينوود موهبة مانشستر يونايتد الصاعد بسرعة الصاروخ (إ.ب.أ) - لمسات غرينوود ذكرت جماهير الكرة بالنجم فان بيرسي (غيتي)

تعتبر مشاهدة لاعب مراهق وهو يبني اسمه من التجارب المؤثرة التي تثير في النفس مشاعر الإعجاب والحسد معاً: إذا كنت صغير السن، فأنت ترغب في أن تكون صغيراً وناجحاً... وإذا كنت كبير السن، ما تزال تراودك الرغبة في أن تكون شاباً وناجحاً. وفي ظل عالم بلا رحمة، ليس هناك ما يضاهي تجربة مشاهدة موهبة جديدة متفجرة، مثل ميسون غرينوود، بينما تخالجك مشاعر الفرح والدهشة.
ويعتبر غرينوود واحداً ممن ينطبق عليهم وصف الصغير المتألق، فهو فتى في السابعة عشرة من العمر يحرز أهدافاً كما لو كان رجلا كبيرا. غالباً ما يسعى اللاعبون الصغار بدأب وراء انتهاز الفرص ويحاولون بذل كل ما بإمكانهم لإثبات أنفسهم في خضم بحر هائج من المهارات المتنوعة. ومع ذلك، نجد أن غرينوود يتعامل مع الأمور بصورة مختلفة، ويعينه على ذلك ذهنه الصافي والمعدل الهادئ الذي يصعد به ناديه عبر جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز.
وقد تبدو هذه الكلمات سخيفة بالنظر إلى أنها تستهدف لاعبا لم ينجز حتى الآن سوى القليل للغاية، لكنها بالتأكيد أقل بكثير عما تستحقه قدرات غرينوود.
بوجه عام في الحياة، عندما نواجه أموراً جديدة عادة ما نعمل على تقييمها بمقارنتها بالأخرى القديمة لدينا، وهنا تبدو نقاط المقارنة المتعلقة بغرينوود واضحة. من الناحية الجمالية، يبدو غرينوود أقرب ما يكون إلى الهولندي روبين فان بيرسي، فأداؤه سلس وأنيق ودقيق وقيد السيطرة - لكنه يتمتع بميزة أن ساقه اليمنى بذات الدقة التي تتميز بها الأخرى اليسرى.
إلا أنه استراتيجياً، يبدو غرينوود أكثر شبهاً بمدربه الحالي أولي غونار سولسكاير، فهو قادر على إطلاق كرات بعيدة باتجاه المرمى تحت أي ظرف تقريباً. أمام إيه زد ألكمار وإيفرتون، حملت الأهداف الممتازة التي أحرزها غرينوود الطابع المميز لقائده: فالكرة يجري إعدادها باتجاه القائم البعيد قبل سحبها في اللحظة الأخيرة نحو اللف عبر أقدام مدافع يجري استغلاله كغطاء. ورغم أن الركلتين لم تكونا قويتين ومرتا قرب حارس المرمى، فإن التوقيت وجهود التمويه نجحا في خلق صعوبة بالغة في التصدي لهما.
ومن حيث الأسلوب، يبدو أداء غرينوود شديد الشبه ببول سكولز، رغم أنه يؤدي المهمة الموكلة إليه على نحو مختلف للغاية، ويتمثل المبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه أسلوبه في محاولة تحقيق ما هو ممكن فحسب. وإذا كان هناك موقف يتطلب أمراً بسيطاً، فإنه يلتزم بفعل أمر بسيط. وإذا تطلب موقف ما شيئاً معقداً، فإنه يفعل شيئاً معقداً.
ويكشف هذا رباطة جأش بقدر ما يعكس قدرات رفيعة. من جهته، قال سولسكاير بعد هدف الفوز الرائع الذي أحرزه غرينوود أمام أستانة في سبتمبر (أيلول): «لا يبدل غرينوود سلوكه سواء سجل هدفاً أو أهدر فرصة إحراز هدف، هو شاب مرح من الممتع العمل معه».
عندما فاز ريال مدريد بنهائي دوري أبطال أوروبا عام 2000، لاحظ روي كين (نجم يونايتد السابق والمحلل الرياضي حاليا) أن راؤول غونزاليس مهاجم النادي الملكي جاء رد فعله خالياً من المشاهد التقليدية المتمثلة في ذرف الدموع والتمثيل المسرحي. وقد أوجز كين توجهه بقوله: «استحق ذلك»، وهو ذات الشعور الذي يبديه غرينوود.
وعلى خلاف الحال مع ماركوس راشفورد مهاجم يونايتد الشاب أيضا، على سبيل المثال، لا يبدو اللاعب مندهشاً من صعوده، وإنما يبدو وكأنه كان ينتظره ويتوقع حدوثه، بل ويتساءل في نفسه ما هو الهدف المنشود الذي يجب أن أصل إليه في هذا الوقت.
ومع أنه بدا منطقياً أن يبدأ غرينوود الموسم كلاعب بديل، فإنه كان من الغريب في ظل إصابة أنطوني مارسيال والصعوبة الكبيرة التي جابهها مانشستر يونايتد في تسجيل الأهداف، أن يقع الاختيار عليه للمشاركة في التشكيل الأساسي خلال مباراتين فقط ببطولة الكأس. ومع هذا، نجح اللاعب في تسجيل هدفين رائعين في مرميي أستانة وروتشديل (بكأس إنجلترا)، والآن سجل سبعة أهداف خلال 893 دقيقة لعب خلالها - بجانب معاونته في تسجيل هدفين آخرين.
وتبعاً لنموذج «إكس جي» الحسابي، فإنه امتلك 11.41 في المائة احتمالاً لأن يحصل على عدد الفرص التي اقتنصها بالفعل، ولا توجد أرقام يمكنها وصف براعة اللمسات الأخيرة التي قدمها. كما يتميز غرينوود ببراعة كافية في استخدام القدمين تمكنه من إطلاق كرات قاتلة، في الوقت الذي جاءت جميع الأهداف التي سجلها مع مانشستر يونايتد تحت ضغط.
من جانبه، اعتاد مدرب فريق الناشئين لدى مانشستر يونايتد جيمي ميرفي وصف اللاعبين الذين تولى رعاية مواهبهم بثمار التفاح في بستانه، مشيراً إلى أنه لا يقدمهم إلى الفريق الأول إلا وفقا لقواعد المدرب الأسطوري السابق مات بسبي إلا عندما يكونون جاهزين. إلا أنه نظراً لعدم وجود لاعبين بدلاء في تلك الأيام، اضطر المدرب نهاية الأمر للإقدام على مخاطرة. حتى اللاعبون أمثال سكولز وريان غيغز وديفيد بيكام جرى اختيارهم بداية الأمر للمشاركة في التشكيل الأساسية بناء على موهبتهم، وليس ما قدموه فعلياً داخل الملعب. في المقابل، نجد أن اختيار غرينوود اعتمد على مستوى جودة أدائه. وكلما زاد الاعتماد عليه، ستزداد وتيرة ارتقاء أدائه.
ومن بين مهاجمي مانشستر يونايتد، يبدو دانييل جيمس الخيار الأسهل أمام سولسكاير للاستبدال خلال المباريات. إلا أنه بإمكان غرينوود كذلك الإسهام من الجناح اليمين، كما أن أداءه يبدو أفضل في المساحة ما بين قائمي المرمى، فهو بالفعل صاحب اللمسة الأخيرة الأفضل على مستوى مانشستر يونايتد. وقدم أداءً حيوياً لدى اختياره في مركز خط وسط متقدم أمام توتنهام هوتسبر. ومع أن مارسيال الذي يشارك عادة في هذا المركز يتميز بأداء رفيع أثناء الضغط، فإن أداءه يتراجع في حالات انحسار الضغط، على خلاف الحال مع غرينوود. أمام مانشستر يونايتد، تميل الفرق الأخرى بوجه عام للتراجع نحو الخلف، الأمر الذي كان واضحا في المواجهة الأخير أمام واتفورد وعانى منها الفريق بشده - وهنا كان من الضروري أن يشرك سولسكاير غرينوود بديلا عن مارسيال لكي يضغط ويخلق مساحات للتصويب على المرمى ويطلق تمريرات هجومية باتجاه القائم القريب ويخفف ضرر خط الوسط الرديء من خلفه، لكن المدرب دفع به في وقت متأخر والفريق مهزوم بهدفين، وكان على حساب جيمس.
لقد كافأ يونايتد لاعبه الشاب بتمديد تعاقده حتى عام 2023 مع إمكانية إضافة سنة أخرى.
وقال غرينوود: «بعد أن كبرت كمشجع لفريق مانشستر يونايتد، أصبحت ألعب الآن للفريق الأول، إنه بمثابة حلم تحول لحقيقة».
ويعد قرار غرينوود بالتعهد بمستقبله مع يونايتد بمثابة دفعة قوية في موسم صعب شهد أسوأ بداية للفريق منذ 30 عاما. وبدأ غرينوود مع يونايتد منذ أن كان في السابعة من عمره، ويعتقد سولسكاير أنه قادر على مواصلة التقدم ليصبح مهاجم من الدرجة الأولى في أولد ترافورد.
وقال سولسكاير: «نحن سعداء بالتقدم الذي أحرزه. في هذه السن المبكرة، لديه بالفعل سرعة وذكاء كبيران، وهو مثال للاعب القادر على إنهاء الهجمات داخل المرمى». وأضاف: «منذ انضمامه إلى الفريق الأول، أثار إعجاب الجميع، لديه كل الصفات ليصبح لاعبا كبيرا. ومن دون شك أن مستقبلا ممتازا أمامه».
المؤكد أن مانشستر يونايتد يمر بحالة مزرية، ومن غير المنطقي أن يتوقع من فتى في السابعة عشرة من عمره أن يصحح هذا الوضع القائم منذ 5 أعوام، لكن تظل الحقيقة أن غرينوود يلعب ويثير في الجماهير مشاعر أمل. وربما في النهاية يتضح للجميع أن هذه المشاعر هي العنصر الأهم في المنظومة بأكملها.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.