ورشة مجموعة العشرين في الرياض تصدر 4 توصيات لتسريع التصديق على اتفاقية «بالي» وتسهيل التجارة

مشاركون: الفساد يبدد 3 تريليونات دولار ونحو 5 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي

جانب من حضور ورشة عمل مجموعة العشرين بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من حضور ورشة عمل مجموعة العشرين بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ورشة مجموعة العشرين في الرياض تصدر 4 توصيات لتسريع التصديق على اتفاقية «بالي» وتسهيل التجارة

جانب من حضور ورشة عمل مجموعة العشرين بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من حضور ورشة عمل مجموعة العشرين بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)

دعا خبراء اقتصاديون إلى تعزيز مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد، وذلك من خلال سن مزيد من التشريعات والإجراءات العملية التي تقوم بها حكومات مجموعة العشرين من أجل دعم الاقتصاد واستقرار الأسواق.
ولفت روبرت ميلينر، ممثل الرئاسة الأسترالية في مجموعة العشرين، إلى أن أجندة أعمال المجموعة للعام الحالي شددت على ضرورة تعزيز النمو الاقتصادي، من خلال تحسين نتائج التجارة والتوظيف وجعل الاقتصاد العالمي أكثر مرونة للتعامل مع الصدمات في المستقبل.
من جهته، نوه الدكتور سليمان التركي، وكيل وزارة المالية للشؤون المالية الدولية، بأهمية عمل مجموعة العشرين لمعالجة الأزمات العالمية، مشيرا إلى تطور أجندتها لتشمل قضايا اقتصادية مهمة؛ كالبنية التحتية، ورأس المال البشري، والطاقة، ومكافحة الفساد، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والمالية، والبيئة، والأمن الغذائي.. وغيرها.
جاء ذلك في ورشة عمل نظمها مجلس الغرف السعودية بالرياض أمس تحت عنوان: «توصيات مجموعة الأعمال لدول مجموعة العشرين» بالتعاون مع الرئاسة الأسترالية للمجموعة بمشاركة واسعة من المختصين والخبراء ورجال الأعمال السعوديين.
وأصدرت الورشة 4 توصيات لرفعها لقمة قادة مجموعة العشرين المقرر انعقادها في بريسبان بأستراليا خلال يومي 15 و16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، شملت سرعة التنفيذ والتصديق على اتفاقية بالي بشأن تيسير وتسهيل التجارة.
وأكدت الاستمرار في الاتفاقية ما بين دول العشرين المعنية بعدم إضافة إجراءات حمائية، ووقف العمل بإجراءات الحماية الحالية، وعلى الأخص الجمركية منها.
ونوّهت بأهمية إلغاء الحواجز الخاصة بسلاسل التوريد في كل دولة، واستهداف تطوير البنية التحتية، وجذب الاستثمارات، وكفاءة الإدارة على الحدود، مشددة على ضرورة أن تقدم اتفاقيات التجارة التفضيلية قيمة للأعمال تتناسب مع الجهد المطلوب لتحقيقها بالتشاور حولها مع قطاع الأعمال.
وأكد التركي أن المجموعة تمثل تجمعا لنحو 56 مليون شركة، مما يعطي قوة وتأثيرا لما يصدر عنها من توصيات تشكل منطلقا لتبنّيها وتعزيز تأثيرها في صنع القرارات والسياسات الاقتصادية الدولية.
وشدد على ضرورة أن تسهم مجموعة الأعمال في الدفاع عن قوانين تحسن البيئة الاستثمارية، وخلق فرص عمل، وتكون حلقة وصل بين الحكومات وقطاعات الأعمال، مؤكدا أهمية مشاركة مجموعة العشرين وقطاع الأعمال في تنسيق القرارات والسياسات الاقتصادية.
وعدّ التركي أن الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية وتخلص قطاع الأعمال من العوائق التي تعرقل تأسيس الشركات وتنفيذ الإصلاحات المالية وإصلاح سوق العمل، إضافة لحماية التدفقات المالية وتمثيل الأسواق الناشئة؛ من أهم توصيات ومطالبات قطاع الأعمال.
من ناحيته، أكد عبد الله عبد القادر، من هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، أن السعودية جادة في توجهها نحو محاربة الفساد، مبينا أن لديها استراتيجية وطنية ذات أهداف محددة، مشيرا إلى أن الفساد أصبح مرضا يعيق الجهود نحو التنمية والاستثمار والتجارة.
وشاهد الحضور عرضا لتجربة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في التعامل مع قضايا الفساد ومكافحته، سواء مع موظفيها أو المقاولين أو الموردين، حيث اتضح أن عددا من التشريعات الصارمة في التعامل مع قضايا الفساد جعلها من الشركات الرائدة على مستوى العالم.
وتطرق ممثل شركة «سابك» للتوصيات الخاصة بفريق عمل مكافحة الفساد، لما يشكله الفساد من مشكلة تنموية حقيقية، عادّا أن الفساد هو الثالث حجما بين الصناعات، مبينا أنه يمثل أكثر من 3 تريليونات دولار ونحو 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ولفت إلى أن الفساد عقبة أمام التنمية الاقتصادية والسياسية، لأنه يزيد من تكلفة ممارسة الأعمال التجارية، ويقلل من الاستثمار عبر الحدود، ويتسبب في عدم الكفاءة باستخدام الموارد العامة، ويحرم الفقراء من الخدمات العامة، كما يفسد الثقة ويقوض سيادة القانون.
وشددت التوصيات على السعي نحو مواءمة القوانين المتعلقة بالفساد التي تحفز الشركات على تبني أفضل الممارسات، وفرض اتفاقية منظمة التعاون والتنمية لمكافحة الرشوة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
ونوهت بأهمية الحد من الفساد على الحدود، وذلك من خلال الشفافية في الرسوم والإجراءات والأطر الزمنية واللوائح والإجراءات الجمركية، مع ضمان أن تشمل جميع الاتفاقيات التجارية بنودا محددة لمكافحة الفساد، مع تعزيز الشفافية في عمليات المشتريات والمناقصات الخاصة بمشاريع البنية التحتية.
وتناول الدكتور عبد الرحمن الزامل، رئيس مجلس الغرف السعودية، دور المملكة المؤثر في الاقتصاد العالمي كونها قائمة على قاعدة اقتصادية صلبة بفضل سياساتها الحكيمة، مما جعل المملكة دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي وقبلة آمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم.



هل تؤدي العقوبات وأسعار الفائدة الروسية إلى موجة شاملة من الإفلاسات؟

الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
TT

هل تؤدي العقوبات وأسعار الفائدة الروسية إلى موجة شاملة من الإفلاسات؟

الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)

في ظلّ الضغوط المتزايدة التي فرضتها العقوبات الغربية وارتفاع أسعار الفائدة بشكل مذهل، تتزايد المخاوف في الأوساط الاقتصادية الروسية من احتمال حدوث موجة من الإفلاسات التي قد تهدّد استقرار الكثير من الشركات، لا سيما في ظل استمرار الرئيس فلاديمير بوتين في التمسّك بحربه في أوكرانيا.

وفي كلمته خلال مؤتمر الاستثمار الذي نظمته مجموعة «في تي بي» هذا الشهر، لم يفوّت بوتين الفرصة للتفاخر بما عدّه فشل العقوبات الغربية في إضعاف الاقتصاد الروسي، فقد صرّح قائلاً: «كانت المهمة تهدف إلى توجيه ضربة استراتيجية إلى روسيا، لإضعاف صناعتنا وقطاعنا المالي والخدماتي». وأضاف أن النمو المتوقع للاقتصاد الروسي سيصل إلى نحو 4 في المائة هذا العام، قائلاً إن «هذه الخطط انهارت، ونحن متفوقون على الكثير من الاقتصادات الأوروبية في هذا الجانب»، وفق صحيفة «واشنطن بوست».

وعلى الرغم من التصفيق المهذّب الذي قُوبل به الرئيس الروسي، فإن التوترات بدأت تظهر بين النخبة الاقتصادية الروسية بشأن التأثيرات السلبية المتزايدة للعقوبات على الاقتصاد الوطني. فقد حذّر عدد متزايد من المسؤولين التنفيذيين في الشركات الكبرى من أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم -الذي تفاقم بسبب العقوبات والنفقات العسكرية لبوتين- قد يهدد استقرار الاقتصاد في العام المقبل. وقد تتسبّب هذه السياسة في تسارع موجات الإفلاس، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية الحساسة مثل الصناعة العسكرية، حيث من المتوقع أن يشهد إنتاج الأسلحة الذي يغذّي الحرب في أوكرانيا تباطؤاً ملحوظاً.

حتى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، أشار في منشور على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» إلى أن روسيا أصبحت «ضعيفة جزئياً بسبب اقتصادها المتداعي».

تحذيرات من الإفلاس

ومع تزايد توقعات أن «المركزي الروسي» سيضطر إلى رفع الفائدة مرة أخرى هذا الشهر، انضم بعض الأعضاء المعتدلين في الدائرة الداخلية لبوتين إلى الانتقادات غير المسبوقة للسياسات الاقتصادية التي أبقت على سعر الفائدة الرئيس عند 21 في المائة، في وقت يستمر فيه التضخم السنوي في الارتفاع ليصل إلى أكثر من 9 في المائة. وهذا يشير إلى احتمالية حدوث «ركود تضخمي» طويل الأمد أو حتى ركود اقتصادي في العام المقبل. وبالفعل، يتوقع البنك المركزي أن ينخفض النمو الاقتصادي بشكل حاد إلى ما بين 0.5 في المائة و1.5 في المائة في العام المقبل.

كما تسبّبت العقوبات الأميركية الجديدة التي شملت فرض عقوبات على 50 بنكاً روسياً، بما في ذلك «غازبروم بنك»، وهو قناة رئيسة لمدفوعات الطاقة، في زيادة تكاليف المعاملات بين المستوردين والمصدرين الروس. وقد أسهم ذلك في انخفاض قيمة الروبل إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وقد أدى هذا الانخفاض في قيمة الروبل إلى زيادة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.5 في المائة بين 26 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية.

وفي هذا السياق، حذّر رئيس هيئة الرقابة المالية الروسية، نجل أحد أقرب حلفاء بوتين، بوريس كوفالتشوك، من أن رفع أسعار الفائدة «يحد من إمكانات الاستثمار في الأعمال، ويؤدي إلى زيادة الإنفاق في الموازنة الفيدرالية». كما انتقد الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» الروسية، إيغور سيتشين، البنك المركزي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، مؤكداً أن ذلك أسهم في زيادة تكاليف التمويل للشركات وتأثر أرباحها سلباً.

وفي تصريح أكثر حدّة، حذّر رئيس شركة «روس أوبورون إكسبورت» المتخصصة في صناعة الأسلحة، سيرغي تشيميزوف، من أن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة قد يؤدي إلى إفلاس معظم الشركات الروسية، بما في ذلك قطاع الأسلحة، مما قد يضطر روسيا إلى الحد من صادراتها العسكرية.

كما شدّد قطب صناعة الصلب الذي يملك شركة «سيفيرستال»، أليكسي مورداشوف، على أن «من الأفضل للشركات أن تتوقف عن التوسع، بل تقلّص أنشطتها وتضع الأموال في الودائع بدلاً من المخاطرة بالإدارة التجارية في ظل هذه الظروف الصعبة».

وحذّر الاتحاد الروسي لمراكز التسوق من أن أكثر من 200 مركز تسوق في البلاد مهدد بالإفلاس بسبب ارتفاع تكاليف التمويل.

وعلى الرغم من أن بعض المديرين التنفيذيين والخبراء الاقتصاديين يشيرون إلى أن بعض الشركات قد تبالغ في تقدير تأثير أسعار الفائدة المرتفعة، في محاولة للحصول على قروض مدعومة من الدولة، فإن القلق بشأن الوضع الاقتصادي يبدو مشروعاً، خصوصاً أن مستويات الديون على الشركات الروسية أصبحت مرتفعة للغاية.

ومن بين أكثر القطاعات تأثراً كانت صناعة الدفاع الروسية، حيث أفادت المستشارة السابقة للبنك المركزي الروسي، ألكسندرا بروكوبينكو، بأن الكثير من الشركات الدفاعية لم تتمكّن من سداد ديونها، وتواجه صعوبة في تأمين التمويل بسبب ارتفاع تكاليفه. وقالت إن بعض الشركات «تفضّل إيداع الأموال في البنوك بدلاً من الاستثمار في أنشطة تجارية ذات مخاطر عالية».

كما تحدّث الكثير من المقاولين علناً عن الأزمة الاقتصادية المتزايدة في روسيا. ففي أوائل نوفمبر، أشار رئيس مصنع «تشيليابينسك» للحديد والصلب، أندريه جارتونغ، خلال منتدى اقتصادي إلى أن فروعاً رئيسة من الهندسة الميكانيكية قد «تنهار» قريباً.

وفي الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، أفادت وكالة «إنترفاكس» الروسية بأن حالات عدم السداد انتشرت في مختلف أنحاء الاقتصاد، حيث تأخرت الشركات الكبرى والمتوسطة بنسبة 19 في المائة من المدفوعات بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول)، في حين تأخرت الشركات الصغيرة بنسبة 25 في المائة من المدفوعات في الفترة نفسها.

وحسب وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، فقد انخفض الاستثمار في البلاد، وتسببت العقوبات في ارتفاع تدريجي لتكاليف الواردات والمعاملات المالية، مما أدى إلى زيادة التضخم. كما قال مسؤول مالي روسي كبير سابق، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: «ما يحدث هو صدمة إمداد نموذجية في البلاد».

صناعة الدفاع مهددة

تأتي هذه التحديات في وقت حساس بالنسبة إلى صناعة الدفاع الروسية. فعلى الرغم من ضخ بوتين مبالغ ضخمة من التمويل الحكومي في هذا القطاع، مع تخصيص 126 مليار دولار في موازنة العام المقبل، فإن معظم الزيادة في الإنتاج كانت ناتجة عن تعزيز القوة العاملة لتشغيل المصانع العسكرية على مدار الساعة وتجديد مخزونات الحقبة السوفياتية. ومع ذلك، ومع استمرار الحرب ودخولها عامها الثالث، وارتفاع خسائر المعدات العسكرية، فإن القوة العاملة في القطاع قد وصلت إلى أقصى طاقتها، وإمدادات الأسلحة السوفياتية تتضاءل بسرعة.

وتقول جانيس كلوغ، من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن التكاليف المتزايدة والعقوبات المشددة على واردات المعدات تجعل من الصعب على قطاع الدفاع الروسي بناء الأسلحة من الصفر. ووفقاً لتقرير صادر هذا العام عن الباحثَين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، جاك واتلينغ ونيك رينولدز، فإن 80 في المائة من الدبابات والمركبات القتالية المدرعة التي تستخدمها روسيا في الحرب ليست جديدة، بل جُدّدت من المخزونات القديمة. ويضيف التقرير أن روسيا «ستبدأ في اكتشاف أن المركبات بحاجة إلى تجديد أعمق بحلول عام 2025. وبحلول عام 2026 ستكون قد استنفدت معظم المخزونات المتاحة».

ثقة الكرملين

على الرغم من هذه التحديات يبدو أن الوضع لا يثير قلقاً في الكرملين. وقال أكاديمي روسي له علاقات وثيقة مع كبار الدبلوماسيين في البلاد: «لا يوجد مزاج ذعر». وأضاف أن المسؤولين في الكرملين يعدّون أن «كل شيء يتطور بشكل جيد إلى حد ما». ووفقاً لهذا الرأي، فإن روسيا تواصل تحقيق تقدم عسكري، وفي ظل هذه الظروف، لا يرى الكرملين حاجة إلى تقديم أي تنازلات جادة.

وتزيد الاضطرابات السياسية في العواصم الغربية -بما في ذلك التصويت بحجب الثقة في فرنسا، مع التصويت المرتقب في ألمانيا، بالإضافة إلى اعتقاد الكرملين أن ترمب قد يقلّل من دعمه لأوكرانيا- من الثقة داخل روسيا.

وقد تصدّى بوتين لانتقادات متزايدة بشأن زيادات أسعار الفائدة ورئيسة البنك المركزي، إلفيرا نابيولينا، قائلاً في مؤتمر الاستثمار إن كبح جماح التضخم يظل أولوية بالنسبة إليه. ومع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل البطاطس التي ارتفعت بنسبة 80 في المائة هذا العام، يواصل بوتين دعم نابيولينا وزيادات أسعار الفائدة، رغم شكاوى الشركات الكبرى. وقالت كلوغ: «من وجهة نظر بوتين، لا يمكن السماح للتضخم بالخروج عن السيطرة، لأنه يمثّل تهديداً لاستقرار النظام السياسي، ولهذا السبب منح نابيولينا تفويضاً قوياً».

لكن المستشارة السابقة للبنك المركزي، ألكسندرا بروكوبينكو، ترى أن الضغط من الشركات الكبرى لن يهدأ. وقالت: «عندما يكون التضخم عند 9 في المائة، وسعر الفائدة عند 21 في المائة، فهذا يعني أن السعر الرئيس لا يعمل بشكل صحيح، ويجب البحث عن أدوات أخرى. أولوية بوتين هي الحرب وتمويل آلتها، ولا يمتلك الكثير من الحلفاء، والموارد المتاحة له تتقلص». وأضافت أنه من المحتمل أن تتعرّض نابيولينا لمزيد من الضغوط مع استمرار الوضع الاقتصادي الصعب.

ومع تزايد الضغوط على بوتين، أصبحت الصورة في الغرب أكثر تفاؤلاً بشأن فرص التغيير في روسيا، وفقاً لمؤسسة شركة الاستشارات السياسية «ر. بوليتيك» في فرنسا، تاتيانا ستانوفايا.

وأضافت: «بوتين مستعد للقتال ما دام ذلك ضرورياً... لكن بوتين في عجلة من أمره. لا يستطيع الحفاظ على هذه الشدة من العمل العسكري والخسائر في الأرواح والمعدات كما كان في الأشهر الأخيرة».