تونس: السجن 48 سنة ضد 8 «دواعش»

TT

تونس: السجن 48 سنة ضد 8 «دواعش»

أصدرت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية أحكاماً بالسجن لمدة 48 سنة، ضد 8 عناصر إرهابية انتمت إلى تنظيم «داعش» في سوريا، وعادت إلى البلاد بعد 2017. وقضت بالنفاذ العاجل ضد «داعشي» وزوجته وستة متهمين آخرين، من بينهم 3 منتقبات سافرن مع أزواجهن إلى «داعش» في سوريا منذ سنة 2013.
واعترفت إحدى المتهمات بسفرها تحت التهديد رفقة زوجها الذي عرف بتشدده وتبنيه للأفكار المتطرفة، وأكدت أمام الهيئة القضائية أن زوجها هددها بافتكاك رضيعها البالغ من العمر 4 أشهر منها، وهددها بمرافقته إلى سوريا في حال عدم سفرها معه.
وأكدت خلال التحريات الأمنية الأولية أنها سافرت معه تحت الإكراه والضغط، نافية تبنيها لأي فكر تكفيري، موضحة أنها لما قُتل زوجها خلال سنة 2017 قررت العودة إلى تونس رفقة طفليها، ثم سلمت نفسها للسلطات التركية التي رحَّلتها بدورها إلى تونس، لتواجه أحكاماً بالسجن، على حد تعبيرها.
يذكر أن الساحة السورية قد استقطبت نحو 70 في المائة من الشباب التونسي الذي التحق بالمنظمات الإرهابية، ومن بينهم نحو 10 في المائة من الإناث. وتؤكد السلطات التونسية أن عدد الإرهابيين خارج تونس يقدر بنحو 3 آلاف تونسي، وقد عاد إلى البلاد نحو ألف خلال السنوات الماضية، وهم محل متابعة أمنية ورقابة إدارية، علاوة على وجود قرارات تجبر بعضهم على الإقامة الإجبارية.
من ناحية أخرى، قضت المحكمة الابتدائية المختصة في قضايا الإرهاب، بتبرئة ساحة تونسي اتهم بالانضمام إلى عناصر «أجناد الخلافة» الإرهابي، المتحصن في الجبال الغربية لتونس. وكان المتهم قد مثل أمام المحكمة على خلفية تقديمه الغذاء للعناصر الإرهابية، ثم الصعود معهم لجبل المغيلة (في القصرين، وسط غربي تونس) للتدرب على حمل السلاح، والاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية.
وكشفت الأبحاث والتحريات الأمنية أن المتهم قد أجبر من قبل الإرهابيين الذين هددوه بالتصفية، وتصفية عائلته المقيمة بمحاذاة جبل المغيلة. كما اتضح أنه صعد مكرهاً، وأنه لما سنحت له الفرصة فر منهم ثم اتصل بالأمن، وسلم نفسه لأجهزة مكافحة الإرهاب. وتبنت هيئة المحكمة هذه الرواية؛ خاصة إثر ما قدمه من معلومات لفرقة مكافحة الإرهاب، وهو ما مكَّن من الإطاحة بالإرهابي التونسي الخطير مراد الغزلاني، والنجاح في تصفيته.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».