عشية الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب الليكود، ومرشحه لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، يجد المتنافسان بنيامين نتنياهو وجدعون ساعر، أن الغالبية الساحقة من أعضاء الحزب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، لم يحسموا موقفهم لدعم أي منهما. لذلك، أطلقا الوعود بتوسيع إضافي للمستوطنات. فقال رئيس الحكومة نتنياهو إنه ينوي تقديم خطة لبناء 3 آلاف وحدة استيطانية، ومناطق صناعية جديدة في المستوطنات.
وردّ ساعر بأنه سيلغي قرار نتنياهو تجميد ضم غور الأردن لإسرائيل، وتجميد القرار بإجلاء قرية الخان الأحمر، وسيضع حدّاً لقرارات نتنياهو الكثيرة بتجميد الاستيطان.
المعروف أن الانتخابات في الليكود ستجري، اليوم (الخميس)، وستقتصر على اختيار رئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة. وهناك مرشحان اثنان فقط، سيختارهما أعضاء الحزب البالغ عددهم 138 ألفا، هما نتنياهو وساعر. وتجمع الاستطلاعات على أن نتنياهو سيتغلب بسهولة على ساعر، حيث إنه يحظى بتأييد جماهيري واسع ويقف إلى جانبه كل وزراء حزب الليكود، وغالبية رؤساء الفروع والمواقع الميدانية. وتوجد من حوله شريحة من أعضاء الحزب المتعصبين له الذين يعاملونه بشيء من التبجيل. ويحاربون من أجله ويعتبرون ساعر «خائناً» للحزب. ويهاجمونه بكلمات لاذعة قاسية، لدرجة أن زوجته، المذيعة التلفزيونية، غئولا غيبن، خرجت شاكية للإعلام: «أحمد ربي على أن ابني ما زال طفلاً، ولا يسمع نوع الشتائم التي يوجهونها لأمه».
وقال نتنياهو، في اجتماع بمدينة أور يهودا: «لستُ مرشح الإعلام المعادي لليمين. فهم لهم مصلحة في تنويمكم كي لا تتمكنوا من التصويت، يقولون إنه لا توجد إمكانية للانتصار في الانتخابات العامة، ولكن ما نشعر به في هذه الأيام أمر عظيم. ميدان الليكود يشتعل. في المرة المقبلة سيبدو هذا مختلفاً». وتطرق نتنياهو بسخرية لخصمه من «كحول لفان»، النائب بيني غانتس، فقال: «سأحلّ مشكلة كبرى لبيني غانتس. مشكلته أنه يقول: لا يمكنني أن أجلس مع بيبي. يمكنه أن يجلس مع طيبي، ولكن ليس مع بيبي. أقول له: سنتدبر من دونك. نقيم حكومة ليكود وطنية».
وحظي نتنياهو بدعم من وزير الشرطة، جلعاد أردان، الذي كان محسوباً على ساعر؛ فأعلن أنه بعد دراسة الوضع وجد أن نتنياهو أفضل لقيادة الليكود والدولة، في هذه الظروف المحلية والإقليمية والعالمية. ولم يكترث أردان لحقيقة أن الشرطة التي يقودها، هي التي قررت إحالة نتنياهو للقضاء لمحاكمته بثلاث تهم فساد. وكتب على صفحته في «فيسبوك»: «بصفتي عضواً في مجلس الوزراء الأمني، أعرف جيداً التحديات التي تواجه إسرائيل، وبعد النظر في جميع الاعتبارات، توصلتُ إلى استنتاج مفاده أن رئيس الحكومة نتنياهو هو الأنسب لمواصلة قيادة البلاد».
في المقابل، يبدي ساعر تفاؤلاً من معركته؛ حيث يناصره كل خصوم نتنياهو؛ خصوصاً المثقفين والمتعلمين وأنصار «اليمين اللبرالي» والمعتدلين. ومع أن ساعر يبدو أشد تطرفاً من نتنياهو، في المواقف السياسية، فإن خصومه يتهمونه باليسارية. وخلال ستة اجتماعات انتخابية عقدها نتنياهو، أمس الأربعاء، وجه الاتهام لساعر بأنه «يجنح إلى اليسار، ويردد كلمات وشعارات يسارية تُستخدم في الصحافة الإسرائيلية اليسارية».
ويصرّ ساعر على عدم مبادلة نتنياهو التهجم الشخصي، ويكتفي بدعايته القائلة: «إن خوض الليكود الانتخابات برئاسة نتنياهو سيؤدي إلى خسارة اليمين الحكم وصعود اليسار».
وقال النائب يوآف كيش، رئيس قيادة الطاقم الانتخابي لساعر، في تلخيص المعركة الداخلية في الليكود، إن «جدعون ساعر في الميدان. نتنياهو في الميدان. هذا لم يكن لزمن طويل، هنا توجد معركة حقيقية على القيادة، الميدان يستيقظ. توجد إرادة للناس للتأثير. يوجد نجاح كبير للحركة». وأضاف كيش أنه «رغم قوة نتنياهو، فإن الاحتمالات مفتوحة. كل نتيجة ممكنة. يوجد عدم يقين تام حول ما سيحصل، ولا سيما في ضوء القرار بعدم السماح للتصويت في كل المدن، وحالة الطقس العاصفة التي ستأتي. كل شيء مفتوح. يمكن لهذا أن يكون انتصاراً، ويمكن أن يكون هزيمة. خلف ستار الانتخابات كلنا أحرار. المنتسبون سيقررون إذا كان (الليكود) سيقود الحكومة التالية برئاسة ساعر أم أننا سنذهب إلى رئاسة المعارضة بقيادة نتنياهو».
نتنياهو وساعر يتنافسان اليوم على أصوات المستوطنين
نتنياهو وساعر يتنافسان اليوم على أصوات المستوطنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة