بابا الفاتيكان يتمنى «الراحة» للشعب السوري ويدعم لبنان للخروج من أزمته

دعا في رسالته بمناسبة أعياد الميلاد لضمان الأمن في الشرق الأوسط

بابا الفاتيكان فرنسيس خلال رسالته بمناسبة أعياد الميلاد (إ.ب.أ)
بابا الفاتيكان فرنسيس خلال رسالته بمناسبة أعياد الميلاد (إ.ب.أ)
TT

بابا الفاتيكان يتمنى «الراحة» للشعب السوري ويدعم لبنان للخروج من أزمته

بابا الفاتيكان فرنسيس خلال رسالته بمناسبة أعياد الميلاد (إ.ب.أ)
بابا الفاتيكان فرنسيس خلال رسالته بمناسبة أعياد الميلاد (إ.ب.أ)

دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأسرةَ الدولية إلى «ضمان الأمن في الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا».
وتحدث البابا، في رسالته إلى «المدينة والعالم» بمناسبة أعياد الميلاد، في «ساحة القديس بطرس»، اليوم (الأربعاء)، عن «كثير من الأطفال الذين يعانون من الحروب والنزاعات في الشرق الأوسط وفي مختلف بلدان العالم»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتمني بابا الفاتيكان بشكل خاص «الراحة للشعب السوري الحبيب الذي ليس بوسعه بعد أن يبصر نهاية أعمال العنف التي مزقت البلاد خلال هذا العقد»، وعبر عن أمله في أن تتحرك «ضمائر الرجال ذوي النية الحسنة».
ودعا «الحكومات والمجتمع الدولي إلى إيجاد حلول تضمن الأمن والتعايش السلمي لشعوب المنطقة التي حان انتهاء معاناتها».
كما توجه البابا برسالة «دعم للشعب اللبناني، للخروج من الأزمة الحالية واستعادة مهمته رسولاً للحرية والتعايش بانسجام».

وأشار، كعادته لدى تناوله مناطق النزاع في العالم، إلى أن سكان الأراضي المقدسة «ينتظرون أياماً من السلام والأمن»، مشيراً إلى «التوترات الاجتماعية» في العراق، و«الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن».
وأسف البابا لأن كثيراً من دول القارة الأميركية «تمر بفترة من الاضطراب الاجتماعي والسياسي»، وصلّى «لتشجيع الشعب الفنزويلي الحبيب المنهك بسبب التوترات السياسية والاجتماعية وضمان حصوله على المساعدة التي يحتاج إليها».
وشجع الجهود المبذولة في هذه المنطقة «لتعزيز العدالة والمصالحة» والتغلب على «مختلف أشكال الفقر التي تسيء إلى كرامة الجميع»، وأعرب عن أمله في تحقيق أوكرانيا آمالها بإيجاد «حلول ملموسة لإحلال سلام دائم».
وحول القارة الأفريقية حيث يسود «العنف والكوارث الطبيعية والحالات الطارئة الصحية» أعرب عن دعمه «جميع من يتعرض للاضطهاد بسبب عقيدته الدينية».
وندد بأعمال «الجماعات المتطرفة في القارة الأفريقية، خصوصاً في بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا».
كما دعا إلى إحلال «السلام لدى السكان الذين يقطنون في المناطق الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، المنهكة بالصراعات المستمرة».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.