بعد يوم واحد من تباهي السلطات الإسرائيلية بارتفاع نسبة المهاجرين اليهود إلى إسرائيل، والذين بلغ عددهم أكثر من ربع مليون في العقد الأخير، كشفت وزارة الداخلية الإسرائيلية، أمس (الاثنين)، عن أن 86 في المائة من هؤلاء المهاجرين ليسوا يهوداً وفق تعريفات المؤسسة الدينية.
وقد أثار هذا النشر غضباً عارماً في الحكومة، وخصوصاً بين القوى العلمانية. فسارعت الوكالة اليهودية إلى تعديل المعطيات، وقالت إن «هذا الرقم غير دقيق». وقالت دائرة تسجيل السكان في وزارة الداخلية إنها ستحقق في الأرقام والإحصائيات حتى تتوصل إلى الحقيقة.
وكانت الوزارة، التي يقودها إريه درعي، أحد أقطاب الأحزاب الدينية الأرثوذكسية، التي تشدد في تحديد «من هو اليهودي»، وتصر على اعتبار اليهودي فقط من يكون مولوداً لأم يهودية، قد أصدرت بياناً رسمياً، صباح أمس، قالت فيه إنه منذ سنة 2012 وحتى نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هاجر إلى إسرائيل 179.849 شخصاً، بموجب «قانون العودة»، الذي يسمح لليهود في كل أرجاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل والحصول على المواطنة فيها، وعلى امتيازات أخرى، بينها امتيازات مالية. لكن بعد فحص الهوية الدينية لهم، تبين أن 14 في المائة منهم فقط، أي 25.375 مهاجراً، هم «يهود حقيقيون»، وأن 86 في المائة، أي 154.474 مهاجراً، مسجلون كمن لا ديانة لهم، أو أنهم يعتنقون ديانات أخرى، أو يعتبرون أنفسهم يهوداً لكونهم من نسل لأزواج أحد الوالدين فيهم يهودي.
على سبيل المثال، هاجر خلال هذه الفترة من روسيا إلى إسرائيل 52.337 مهاجراً، نسبة اليهود بينهم لا تتعدى 4.3 في المائة وهاجر من أوكرانيا 37.958 شخصاً بينهم فقط 8 في المائة يهود، ومن فرنسا 28.676 شخصاً بينهم 27 في المائة يهود، ومن الولايات المتحدة 18.272 شخصاً بينهم 30 في المائة يهود.
وتعتبر هذه القضية موضوعاً خلافياً في إسرائيل، بسببها ترك أفيغدور ليبرمان، حكومة بنيامين نتنياهو، وبسببها لم يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة يمين في دورتين، وستكون كما يبدو موضوعاً أساسياً أيضاً في الانتخابات القريبة في 2 مارس (آذار) 2020؛ فالعلمانيون اليهود في إسرائيل يؤيدون ليبرمان في توجهه المعادي للمؤسسة الدينية المتزمتة، ويطالبون بتغيير القانون الإسرائيلي الذي يمنح هذه المؤسسة حق إقرار «من هو اليهودي»، ويطلبون جملة تسهيلات تتيح الاعتراف بيهودية كل من يولد لأب أو أم يهودية ويعتبر نفسه يهودياً.
المعروف أن «قانون العودة» الإسرائيلي، يتيح لأي شخص وُلد لأم يهودية أو اعتنق اليهودية وفقاً للقوانين الصارمة للمؤسسة الدينية الأرثوذكسية، بالهجرة إلى إسرائيل. وأضاف الكنيست «بند الحفيد» إلى هذا القانون في سنوات السبعين، بحيث أصبح يحق للحفيد أيضاً أن يُعتبر يهودياً، لكن المؤسسة المذكورة لا تعترف بهذا البند وتحاربه باستمرار وتضع عراقيل أمام مسيرة الاعتراف بيهودية الأحفاد.
14 % فقط من المهاجرين إلى إسرائيل يهود
14 % فقط من المهاجرين إلى إسرائيل يهود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة