واشنطن: اعتقال «داعشي» قبل سفره إلى سوريا

مراكز إسلامية دلت عليه

TT

واشنطن: اعتقال «داعشي» قبل سفره إلى سوريا

اعتقلت شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) في الشهر الماضي الأميركي كيفين ماكورميك (26 عاماً)، الذي قال إنه اعتنق الإسلام، ويريد أن يختن، وأن يسافر إلى سوريا للانضمام إلى بقايا «داعش».
ونشرت صحيفة «ديلي بيست» أول من أمس أن ماكورميك اعتقل قبل شهرين، ولم يكشف المسؤولون اعتقاله إلا بعد أن تحرت الصحيفة وسألتهم. وقالت الصحيفة إن مسؤولين في مركزين إسلاميين في ولايتين، لم تسمهم، أبلغوا شرطة «إف بي آي» بتصرفات متطرفة من جانب ماكورميك الذي أبلغهم أنه اعتنق الإسلام، وأضاف اسم «إمام» إلى اسمه، وأنه يريد أن يختن على الطريقة الإسلامية، وأن يسافر إلى سوريا للانضمام إلى «داعش».
في الحال، جندت شرطة «إف بي آي» مخبراً سرياً تابعه، وتحدث معه، وسجل أقواله. ومنها قوله: «أنا أحب، أنا أحب (داعش) لأن أبو موسى (يقصد أبو بكر البغدادى) كان مثلي الأعلى، وأنا أبكي عندما أشاهد الفيديو الذي يتحدث فيه». اعتقل ماكورميك في ولاية كونيتيكات، وصرح المدعي العام في الولاية بأن مكورميك محتجز حالياً، لكن رفض المدعي تقديم تعليقات إضافية. ولم يستجب محامو الدفاع للطلبات المتكررة للتعليق من الصحيفة. غير أن الصحيفة حصلت على معلومات بأن «قادة مسلمين»، قالوا للشرطة إن ماكورميك كان يقول: «يجب علينا دعم (داعش)» و«الجهاد هو الطريق للخلاص». وسألهم عن «الختان الإسلامي، وبحث عن طبيب يجري له عملية جراحية للختان».
بعد نحو أسبوع، حسب وثائق المحكمة وشهادات شرطة «إف بي آي»، أخبر ماكورميك: «شخصاً مسلماً آخر» عن موضوع الختان، و«أبدى رغبته في السفر إلى سوريا للقتال من أجل الله».
كما حصلت الشرطة على شهادة خطية، «حاول فيها ماكورميك تبرير آيديولوجياته المتطرفة من خلال اقتباسه واستشهاده بالعقائد الدينية المختلفة، رغم أنه فعل ذلك بشكل غير صحيح». أيضاً «وافق ماكورميك مع الشخص المعني (إمام مسجد، لم يذكر اسمه) على عدم مهاجمة الأبرياء. لهذا، قال ماكورميك إن قتاله يجب أن يحدث في سوريا.
في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل شهر من اعتقاله، وبعد أن فصل كسائق شاحنة، حاول شراء سلاح ناري وسكين. لكنه لم يحصل عليهما لأنه قال لموظف مبيعات «هذه الأشياء ليست لقتل حيوان». وفي الحال أبلغ موظف المبيعات الشرطة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول)، حاول ماكورميك السفر إلى جامايكا، في البحر الكاريبي. لكن، كانت شرطة وزارة الأمن تتابعه، ومنعته من دخول الطائرة. وبعد وقت قصير من ذلك الحادث، كرر رغبته، لمخبر «إف بي آي» بأنه يريد السفر إلى سوريا للانضمام إلى «داعش». وأضاف أنه يريد قتل أشخاص من وزارة الأمن لأن الوزارة كانت منعته من السفر إلى جامايكا، حيث أصله.
في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، قدمه مخبر «إف بي آي» إلى شخص قال إن له صلات سرية مع تنظيم «داعش» في سوريا، وإنه سيساعد ماكورميك في السفر إلى هناك». وإنه اتفق معه على أن يسافر ماكورميك إلى كندا، ومن هناك يستقل طائرة إلى سوريا.
في ذلك الوقت، سجل المخبر قول ماكورميك: «كيف نعيش في هذا البلد وإخواننا يقتلون في سوريا؟ فقط أريد الخروج من هنا. إذا تمكنت من الوصول إلى بلد إسلامي، سأجاهد وأضحي بنفسي. إخواني يموتون هناك. أعرف أنهم يحتاجون إلى مجاهدين مثلى». في اليوم التالي، اعتقلت الشرطة ماكورميك وهو مع مخبره السرى، يستعدان للسفر إلى كندا في طائرة من ولاية كونيتيكات.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.