الأمن المغربي يعتزم اقتناء طائرات «درون» العام المقبل

لتسخيرها في التدخلات الأمنية... وتدبير مظاهرات الحشود الكبرى

TT

الأمن المغربي يعتزم اقتناء طائرات «درون» العام المقبل

أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب عزمها اقتناء طائرات مسيرة «Drone» خلال سنة 2020 بهدف تسخيرها في التدخلات الأمنية، وفي تدبير مظاهرات الحشود الكبرى، وذلك بعدما تم الانتهاء من تدريب عناصر الشرطة على استخدامها.
وأشار تقرير أصدرته الإدارة العامة للأمن الوطني، أمس، حول إنجازاتها خلال السنة الحالية، وخططها للعام المقبل، إلى أن مصالح الأمن الوطني تعتزم مواصلة تنفيذ مخططها لتدعيم شرطة القرب، ومواكبة التغطية الأمنية للأقطاب الحضرية الجديدة، عبر تعميم قاعات القيادة والتنسيق والوحدات المحمولة لشرطة النجدة في كافة المدن المغربية، نظرا لنجاعتها في تدبير التدخلات الأمنية بالشارع العام، مع تزويدها بالآليات والمركبات اللازمة لأداء عملها. كما أشار التقرير كذلك إلى أن مصالح الأمن ستواصل خلال العام الجديد خلق فرق متخصصة لمكافحة الشغب في جميع المجموعات المتنقلة للمحافظة على النظام، علاوة على تزويد مصالح الشرطة القضائية، والاستعلامات العامة بتجهيزات ومركبات للتدخل والعمل، تتلاءم مع الطبيعة الخاصة للمهام المسندة لها.
وبخصوص المشاريع العقارية الهادفة لعصرنة وتحديث البنايات الأمنية، أشار التقرير إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني ستعكف خلال السنة المقبلة على مواصلة أشغال بناء المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني بمدينة الرباط، والمقر الجديد للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والمختبر الوطني للشرطة العلمية بمدينة الدار البيضاء، والمقر الجديد لولاية أمن وجدة والأمن الجهوي بتازة، علاوة على تشييد 23 مقرا جديدا لمرافق ومصالح أمنية، من بينها المنطقة الإقليمية للأمن بمدينة طانطان، ومفوضية جهوية بالريصاني، وتوسعة مرافق المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة. كما ستواصل مصالح الأمن الوطني تحديث البنية المعلوماتية لمصالح الأمن، عبر اعتماد تطبيقات معلوماتية لتسهيل وتجويد عمل مصالح الأمن، ومواكبة عملية إصدار البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية في نسختها الجديدة، التي ستتيح خدمات رقمية لعموم المواطنين.
وفي مجال مكافحة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن، تتطلع المديرية العامة للأمن الوطني إلى تعميم فرق مكافحة العصابات في ولايات أمنية جديدة، على غرار التجربة التي تم تطبيقها في كل من الرباط وفاس وسلا، وتطوير آليات العمل بمعهد العلوم والأدلة الجنائية للأمن الوطني، عن طريق الانفتاح على كل التخصصات العلمية والتقنية الكفيلة بتطوير البحث الجنائي، فضلا عن خلق مختبرات جهوية في كل من طنجة ومراكش ووجدة وفاس وأكادير، وذلك لتحقيق السرعة والفاعلية في إنجاز الخبرات العلمية والتقنية، وكذا التخفيف من الأعباء على المختبرات المركزية بالرباط والدار البيضاء، فضلا عن تعزيز أشكال ومستويات التعاون الأمني الدولي الثنائي، أو المتعدد الأطراف لمكافحة الجريمة في بعدها العابر للحدود الوطنية، بالإضافة أيضا إلى إيلاء أهمية خاصة لتوظيف شرطيات، خصوصا أن الكثير من الإجراءات والتدابير الأمنية تقتضي أن تباشرها أطر نسوية، مثل المراقبة الحدودية بالنسبة للسيدات المسافرات، ومراقبة أماكن الوضع تحت الحراسة الخاصة بالمشتبه فيهن من النساء، والعمل في خلايا التكفل بالنساء ضحايا العنف، أو في فرق الأحداث.
كما أشار التقرير أيضا إلى قرب افتتاح مدرسة جهوية للتكوين بمدينة مراكش، والتخطيط لإحداث مفوضية جهوية للشرطة بمنطقتي تامسنا وعين عودة بضواحي مدينة الرباط، وخلق منطقة أمنية خامسة بمدينة مراكش، وكذا إحداث قاعة للقيادة والتنسيق موصولة بالوحدات المتنقلة لشرطة النجدة بمدينة القنيطرة، وفي المناطق الأمنية بالدار البيضاء.
وفي المجال الاجتماعي، يضيف التقرير أن المديرية العامة للأمن الوطني ستواصل تنفيذ مخطط العمل، الرامي للنهوض بالأوضاع الاجتماعية لأسرة الأمن الوطني، وذلك عبر دعم إنشاء الوداديات السكنية لمنتسبي المؤسسة الأمنية، واتخاذ تدابير جديدة لإسكان موظفي الأمن، وتعزيز برامج المساعدة الاجتماعية، خاصة من خلال مبادرات مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني.
وتضمن التقرير معطيات إحصائية مفصلة حول إنجازات المديرية العامة للأمن الوطني خلال العام الحالي، مشيرا إلى أن عدد القضايا الزجرية المسجلة خلال العام بلغ 639.116 قضية، تم استجلاء حقيقة 577.775 قضية منها، أي بنسبة حل للقضايا ناهزت 90.4 في المائة، بينما قدم 644.025 أمام العدالة، من بينهم 43.008 امرأة و23.764 من القصر. كما أشار التقرير إلى أن عدد الأشخاص المحالين على العدالة خلال سنة 2019 عرف ارتفاعا بنحو 11.72 في المائة مقارنة بالعام الماضي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.