«عود من القصب» في قلب مجرة التبانة

في أعماق المنطقة الوسطى من درب التبانة، اتخذت مجموعة غريبة من سحب الغاز الكثيفة شكلاً غير عادي يشبه عوداً من القصب على مسافة 190 سنة ضوئية من الأرض، وفق صورة نشرتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
ويقول موقع «ساينس أليرت»، الذي نشر أمس تقريراً عن هذه الصورة الجديدة، إنها «قد تساعد العلماء على فهم العملية التي تشكل من خلالها مجرة درب التبانة النجوم؛ لأن أعواد القصب الكونية والسحب المحيطة بها تحتوي على المواد الخام اللازمة لتوليد عشرات الملايين من النجوم الجديدة».
واكتشفت هذه الصورة غير المسبوقة بواسطة أداة تم تصميمها وبناؤها في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لـ«ناسا» بولاية مريلاند، ويطلق عليها اسم (GISMO)، وذلك بالتنسيق مع منظار لاسلكي طوله 30 متراً يقع في بيكو فيليتا بإسبانيا، ويديره معهد علم الفلك الراديوي في غرينوبل بفرنسا.
ويقول يوهانس ستاجون، عالم الفلك بجامعة جونز هوبكنز بأميركا: «يراقب GISMO شكلاً من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي (ميكروويف) بأطوال موجية تبلغ 2 ملليمتر؛ مما يسمح باستكشاف المجرة في المنطقة الانتقالية بين ضوء الأشعة تحت الحمراء وأطوال موجات الراديو الأطول، وهو ما كشف عن تلك الصورة الغريبة».
واكتشف GISMO أبرز الشعيرات الراديوية في مركز المجرة، والمعروف باسم Radio Arc، الذي يشكل الجزء المستقيم من عود القصب، وهذا هو أقصر طول موجي لوحظت فيه هذه الهياكل الغريبة، وتكشف ألوان عود القصب الفضائي عن بعض تفاصيل تكوين النجوم.
ويضيف: «عندما يكون تكوين النجوم في مراحله الأولى، يظهر لون الغبار البارد أزرق سماوياً، كما هو الحال في منطقة من العود، أما الأصفر فيكشف عن المزيد من المصانع النجمية المتطورة، كما هو الحال في منطقة أخرى، أما البرتقالي الذي يقطع الجزء الأحمر المستقيم من القصب، والتي أطلق عليها الباحثون اسم (المنجل)، فهو يشير إلى منطقة عالية الإلكترونات ذات أهمية في تكوين النجوم».
ويمتد شكل القصب الفضائي إلى جزء من السماء يبلغ عرضه 1.6 درجة تقريباً، أي ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف الحجم الظاهري للقمر.