متحف «البرادو» يحطم أرقامه القياسية في مئويته الثانية

عدد الزوار قارب 3.5 مليون

لوحة «الوصيفات» للرسّام العالمي فيلازكيز في متحف البرادو تعد من أهم اللوحات العالمية وأكثرها جذبا للجمهور
لوحة «الوصيفات» للرسّام العالمي فيلازكيز في متحف البرادو تعد من أهم اللوحات العالمية وأكثرها جذبا للجمهور
TT

متحف «البرادو» يحطم أرقامه القياسية في مئويته الثانية

لوحة «الوصيفات» للرسّام العالمي فيلازكيز في متحف البرادو تعد من أهم اللوحات العالمية وأكثرها جذبا للجمهور
لوحة «الوصيفات» للرسّام العالمي فيلازكيز في متحف البرادو تعد من أهم اللوحات العالمية وأكثرها جذبا للجمهور

قبل أيام من نهاية العام أعلنت إدارة متحف «البرادو - El Prado» في مدريد أن المتحف حطم أرقامه القياسية السابقة من حيث عدد الزوار الذي قارب 3.5 مليون منذ بداية هذه السنة، ما رفع الإيرادات إلى 24 مليون دولار، علماً بأن أكثر من 1.5 مليون زائر زاروه مجاناً.
ويعد متحف «البرادو»، الذي يضم مجموعات قيّمة من أعمال الرسامين الكلاسيكيين الإسبان والإيطاليين والفلامنكيين، الأول عالمياً من حيث أعمال كبار الرسامين الأوروبيين بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، والمرجع الأساسي لروائع فيلازكيز وألغريكو وغويا، إضافة إلى مجموعة نفيسة من أعمال تيزيانو وروبينز وبوسكو الذي زار المعرض الذي خُصص له هذا العام أكثر من مليون شخص. وتحوي مستودعاته عدداً كبيراً من اللوحات التي يخطط لعرضها لأول مرة أمام الجمهور اعتباراً من نهاية العام المقبل، بعد إنجاز أعمال التوسعة وتجهيز قاعات جديدة للعرض.
ويقول خافيير سولانا، رئيس اللجنة الراعية لهذا المتحف: «الأرقام القياسية ليست الأهم في هذه المناسبة، بل المودة التي كان الجمهور يقبل بها على هذا المتحف الذي يخرج منه الزائر إنساناً أفضل».
ويتميز «البرادو» عن غيره من المتاحف العالمية الكبرى، مثل: الأرميتاج، والمتروبوليتان، والناشيونال غاليري، بأنه ليس متحفاً موسوعياً يجمع أعمالاً من كل المدارس والمراحل الفنية، بل هو يضم «مجموعة مكثفة ومختارة» كما يقول الناقد الفني المعروف جوناثان براون، الذي يرى أن درة المتحف « Las Meninas- الوصيفات» للرسام العالمي فيلازكيز، المولود في أشبيلية نهاية القرن السادس عشر، هي ذروة الرسم الكلاسيكي واللوحة الأكثر تأثيراً من حيث تقنيتها المذهلة في مسار الرسم على مر التاريخ.
ويعود هذا التمايز في خصائص الأعمال التي يضمها «البرادو» إلى كونه قد تأسس انطلاقاً من المجموعة الخاصة للعائلة المالكة الإسبانية التي تراكمت طوال ثلاثة قرون على يد ملوك كانوا مولعين بالفن. وقد حافظ المتحف منذ تأسيسه على هذه الخاصية، إلى أن أصبح عدد الروائع التي يقتنيها يزيد على 8 آلاف، لا يُعرض منها بصورة دائمة سوى تسعمائة، ما يجعل «البرادو» المكان الأكثر كثافة بروائع الرسم الكلاسيكي في العالم. ويشكل هذا المتحف الذي يقع في أجمل أحياء مدريد وأعرقها، إلى جانب متحف الملكة صوفيا الذي يضم مجموعات نفيسة من الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة أبرزها لوحة «غرنيكا» الشهيرة لبابلو بيكاسو، ومتحف «تيسين» الذي قام على إحدى أهم المجموعات الفنية الخاصة، «مثلث الفنون» في قلب العاصمة الإسبانية.
ومن بين الأنشطة العديدة التي نظّمها «البرادو» خلال الاحتفال بالمئوية الثانية لتأسيسه، معارض في جميع الأقاليم الإسبانية التي استضافت متاحفها أعمالاً من مجموعاته.
لكن الحدث الأبرز كان المعرض الذي خصصه المتحف لأعمال مختارة من فيلازكيز والنحات السويسري المعاصر جياكومتي في قاعته الرئيسية، والذي وصفه نقاد بأنه كان حدث العام الفني.
وتجدر الإشارة إلى أنه عند اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936 قررت الحكومة الجمهورية، التي كانت تسيطر على مدريد آنذاك، نقل محتويات «البرادو» إلى مدينة جنيف السويسرية، حيث أُتيح للعديد من الرسامين العالميين الاطلاع عليها، ومن بينهم جياكومتي الذي كان يتردد على زيارتها خلال وجودها هناك وقبل إعادتها إلى مدريد بعد نهاية الحرب الأهلية.



احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
TT

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)
فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفت مصر بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ، عبر فعاليات متنوعة في متحفه وسط القاهرة التاريخية، تضمّنت ندوات وقراءات في أعماله وسيرتيه الأدبية والذاتية، واستعادة لأعماله الروائية وأصدائها في السينما والدراما.

وأعلن «متحف نجيب محفوظ» التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، أن الاحتفال بـ«أديب نوبل» يتضمّن ندوة عن إبداعاته ومسيرته، يُشارك فيها النّقاد، إبراهيم عبد العزيز، ومحمد الشاذلي، والدكتور محمود الشنواني، والدكتور تامر فايز، ويديرها الدكتور مصطفى القزاز. بالإضافة إلى افتتاح معرض كاريكاتير عن نجيب محفوظ، وشاعر الهند الشهير رابندراناث طاغور، ومعرض لبيع كتب نجيب محفوظ.

وأوضح الكاتب الصحافي والناقد محمد الشاذلي أن «الاحتفالية التي أقامها (متحف نجيب محفوظ) في ذكرى ميلاده الـ113 كانت ممتازة، وحضرها عددٌ كبير من المهتمين بأدبه، وضمّت كثيراً من المحاور المهمة، وكان التركيز فيها على السيرة الذاتية لنجيب محفوظ».

«متحف نجيب محفوظ» احتفل بذكرى ميلاده (صفحة المتحف على فيسبوك)

ولد نجيب محفوظ في حيّ الجمالية بالقاهرة التاريخية في 11 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، وقدم عشرات الأعمال الروائية والقصصية، بالإضافة إلى سيناريوهات للسينما، وحصل على جوائز عدة أهمها جائزة «نوبل في الأدب» عام 1988، ورحل عن عالمنا عام 2006.

حضر الاحتفالية بعض ممن كتبوا عن سيرة نجيب محفوظ، من بينهم إبراهيم عبد العزيز، الذي له أكثر من كتاب عن «أديب نوبل»، بالإضافة إلى الطبيب الدكتور محمود الشنواني الذي رافق الأديب لمدة 30 سنة تقريباً، وفق الشاذلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تَحدّث كلُّ شخص عن الكتاب الذي أصدره عن نجيب محفوظ. وإبراهيم عبد العزيز كان مرافقاً له في ندواته، وتحدّث عن كتاب (أنا نجيب محفوظ)، الذي تضمّن ما قاله محفوظ عن نفسه، بيد أني أرى أن كتابه الأهم هو (ليالي نجيب محفوظ في شيبرد) لأنه كان عبارة عن كناسة الدكان، فقد رصد السنوات الأخيرة لنجيب محفوظ».

وعن كتاب الشاذلي حول نجيب محفوظ يقول: «تعرّفت عليه بصفتي صحافياً منذ بداية الثمانينات، وقد تحدّثت عن موضوعين تناولتهما في كتابي عنه (أيام مع نجيب محفوظ ذكريات وحوارات)، وهو ما أُشيع عن هجومه على العهد الناصري، خصوصاً في روايته (الكرنك)، وهذا ليس صحيحاً، وفي الحقيقة كان محفوظ يُركّز على حقوق الإنسان والحريات أكثر من أي شيء آخر، وقد أنصف عبد الناصر في كثيرٍ من كتاباته، خصوصاً شهاداته عن هذا العصر، والنقطة الثانية ما أُشيع حول الاتهامات التي وجّهها بعضهم لنجيب محفوظ بحصوله على (نوبل) بدعم إسرائيل، وهذا ليس صحيحاً بالمرّة، وكانت تُهمة جاهزة لمن أراد إهانة الجائزة أو النّيل ممّن حصل عليها».

وأشار الشاذلي إلى أن محفوظ كان له رأيُّ مهم في السينما، وقد ترأس مؤسسة السينما في إحدى الفترات، وكان يرى أنه أصبح كاتباً شعبياً ليس بفضل القراءات ولكن بفضل السينما، فكان يحترم كلّ ما له علاقة بهذه المهنة، ويعدّها مجاورة للأدب.

محفوظ وطاغور في معرض كاريكاتير (منسق المعرض)

وتحوّلت روايات نجيب محفوظ إلى أعمال سينمائية ودرامية، من بينها أفلام «بداية ونهاية»، و«الكرنك»، و«ميرامار»، و«ثرثرة فوق النيل»، وثلاثية «بين القصرين»، و«قصر الشوق»، و«السكرية»، وأيضاً «زقاق المدق»، و«اللص والكلاب»، بالإضافة إلى مسلسلات «الحرافيش - السيرة العاشورية»، و«أفراح القبة»، و«حديث الصباح والمساء».

وضمّ المعرض الذي أقيم بالتعاون بين سفارة الهند في القاهرة، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم، ومنصة «إيجيبت كارتون»، 38 لوحة لفنانين من 12 دولة من بينها مصر والهند والسعودية وصربيا والصين ورومانيا وروسيا وفنزويلا.

وأشار الفنان فوزي مرسي، أمين عام «الجمعية المصرية للكاريكاتير» ومنسِّق المعرض إلى أن هذا المعرض اقتُرح ليُعرض في الاحتفال بذكرى طاغور في مايو (أيار) الماضي، إذ عُرض في المركز الثقافي الهندي، وكذلك في يوم الاحتفال بعيد ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ.

وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ المعرض جزءاً من الاحتفالية التي نظّمتها وزارة الثقافة (لأديب نوبل) الكبير، واهتمّ معظم الفنانين برسم البورتريه بشكلٍ تخيُّلي، في محاولة لعقد الصلة بين طاغور ومحفوظ».

فنانون من 12 دولة رسموا الأديبين طاغور ومحفوظ (منسق المعرض)

وفي السياق، أعلنت «دار المعارف» عن إصدار كتابٍ جديدٍ عن نجيب محفوظ في الذكرى الـ113 لميلاده، وكتب إيهاب الملاح، المُشرف العام على النشر والمحتوى في «دار المعارف» على صفحته بـ«فيسبوك»: «في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ وهي عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».