مطالبات للرئاسة التونسية بإنهاء حالة الطوارئ

TT

مطالبات للرئاسة التونسية بإنهاء حالة الطوارئ

يضغط عدد من المنظمات الحقوقية والنقابية والأحزاب السياسية على الرئاسة التونسية، مطالبين بإنهاء حالة الطوارئ المفروضة منذ 2015 من دون انقطاع، استناداً إلى مخالفتها الدستور.
ودعت المنظمات، في بيان، الرئيس قيس سعيد الذي يحتفظ بحق توقيع قرار تمديد الطوارئ أو رفضه، بعد التشاور مع رئيسي البرلمان والحكومة، إلى اتخاذ قرار في هذا الاتجاه: «لإنهاء حالة الطوارئ، وعدم استغلالها للتعدي على الحريات الفردية والعامة»، مشيرة إلى أن «المدة المسندة لحالة الطوارئ تنتهي يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وعلى رئيس الجمهورية ألا يسعى إلى تجديدها».
وطالبت البرلمان التونسي بـ«ضرورة التعجيل بإرساء المحكمة الدستورية، وسن قانون أساسي ينظم حالة الطوارئ، ويحدد الحالات الاستثنائية التي تنفذ فيها حالة الطوارئ من دون المساس بالحقوق والحريات الفردية والجماعية».
وكان سعيد، وهو أستاذ في القانون الدستوري، قد صرح قبل نحو ثلاث سنوات، بأن حالة الطوارئ تمثل خرقاً لدستور 2014 «لأن من المفترض أن تتوفر مجموعة من الشروط الموضوعية لإعلانها، ومن أهمها وجود خطر داهم يهدد كيان الوطن ويتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة».
وأفاد «مرصد الحقوق والحريات» في تونس، بأن أجهزة الأمن أخضعت أكثر من 500 شخص للإقامة الإجبارية، معظمهم بشبهة الإرهاب. وقال رئيس المرصد أنور أولاد علي، إن «نحو 100 ألف تم إدراجهم ضمن الإجراء المعروف باسم (إس 17)».
ويفرض هذا الإجراء قيوداً على السفر من تونس وإليها. ويستهدف خصوصاً المشتبهين بالتورط في الإرهاب، للحد من قدرتهم على الحركة؛ لكن المرصد أشار إلى أن «المسألة قد تتطور في عدد كبير من الحالات، ليصبح الأشخاص الذين صدر بحقهم إجراء حدودي ممنوعين حتى من التنقل بين ولايات (محافظات) البلاد بسبب التحريات الأمنية الروتينية والمتواصلة».
واعتبر أولاد علي أن «انتهاكات كثيرة ارتكبت في تونس تحت ذريعة حالة الطوارئ».
وأضاف أن «وزارة الداخلية أخضعت منذ يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، 138 تونسياً لنظام الإقامة الإجبارية، أي قبل نحو أربع سنوات. وأغلب هؤلاء من المشتبه بارتكابهم أعمال إرهابية، أو العائدين من بؤر التوتر خارج تونس، وضاعفت هذا العدد في يوليو (تموز) 2016، كما أخضعت 22 رجل أعمال للإقامة الإجبارية في بداية مايو (أيار) 2017، من دون تسليمهم نسخاً من القرارات المتخذة بحقهم».
وكان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قد وعد بالامتناع عن تجديد حالة الطوارئ «لمخالفتها دستور البلاد»، غير أن رئيس الجمهورية المكلف محمد الناصر خالف هذا التوجه، واتخذ قراراً بمواصلة حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر إضافية، بدأت في سبتمبر (أيلول) الماضي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.