ترمب: الولايات المتحدة والصين توقعان اتفاقاً تجارياً أولياً «قريباً جداً»

ترمب: الولايات المتحدة والصين توقعان اتفاقاً تجارياً أولياً «قريباً جداً»
TT

ترمب: الولايات المتحدة والصين توقعان اتفاقاً تجارياً أولياً «قريباً جداً»

ترمب: الولايات المتحدة والصين توقعان اتفاقاً تجارياً أولياً «قريباً جداً»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة والصين ستوقعان اتفاقا تجاريا أوليا «قريبا جدا». وأضاف في فلوريدا مساء السبت: «حققنا انفراجة فيما يخص اتفاق التجارة وسوف نوقعه قريبا جدا».
وأُعلن عما يعرف باتفاق «المرحلة واحد» في وقت سابق من الشهر الجاري، في إطار مساع لإنهاء الحرب التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم منذ أشهر، والتي أدت إلى اضطراب في الأسواق ونالت من النمو العالمي.
وبموجب الاتفاق وافقت الولايات المتحدة على خفض جزء من الرسوم الجمركية على السلع الصينية مقابل زيادة كبيرة في مشتريات الصين من المنتجات الزراعية الأميركية.
وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إن الاتفاق سيوقع في أوائل يناير (كانون الثاني)، مضيفا أن الاتفاق ترجم بالفعل ويجري تنقيحه من الناحية الفنية.
وتأثر اقتصاد البلدين، اللذين يعتبران الأكبر في العالم، برسوم الحماية المتبادلة منهما على واردات بلادهما، وهو ما قد يسرع بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تستهدف، بحسب محللين ومراقبين، إيقاف أي رسوم إضافية حال عدم التوصل لاتفاق.
ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد أعرب كثيرا عن أن الصين «ترغب في شدة» في توقيع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، فإن واشنطن تريد هي الأخرى رفع الضغوط على اقتصادها من خلال رفع القيود المفروضة على الواردات والمنتجات والخامات المستوردة من الخارج، لتساهم في زيادة معدلات التشغيل وبالتالي تقلل من معدل البطالة، وطلبات الإعانة الشهرية.
وكان من المنتظر أن يتم فرض رسوم جمركية أميركية في 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، على منتجات صينية، كانت ستؤثر بالتبعية على منتجات رائجة بين المستهلكين مثل الهواتف الذكية وألعاب الأطفال. غير أن التوصل لاتفاق على بنود المرحلة الأولى حال دون التوقيع على الرسوم الجديدة. ونتيجة الحرب التجارية بين أميركا والصين، تعثر النمو الاقتصادي العالمي في 2019، وهو ما قلل من توقعات النمو في العام المقبل 2020، إذ تتوقع منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي ألا يتخطى النمو العالمي خلال السنة المقبلة 2.9 في المائة، كما في العام 2019. وهو أدنى مستوى يسجله منذ الأزمة المالية العام 2009، وقالت رئيسة قسم الاقتصاد في المنظمة لورانس بون: «إننا في مرحلة مقلقة».
أما صندوق النقد الدولي، فكان أكثر تفاؤلا إذ توقع في تقريره الأخير «آفاق الاقتصاد العالمي» نموا بنسبة 3.4 في المائة في 2020، ولو أن مسؤولة الاقتصاد في المؤسسة المالية غيتا غوبينات حذرت بأن هذا الانتعاش «يبقى هشا».
فالاقتصاد المعولم لم يصل إلى النهاية فحسب، بل هو في نهاية عصر هو عصر ازدهار التبادل التجاري والصعود الصناعي للدول الناشئة.
وأمام كل هذه التخوفات، يقول ترمب إن الصين ترغب في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة «أكثر كثيرا مما أرغب أنا».
وكشفت دراسة لمؤسسة «أويلر هيرميس» المتخصصة في مجال التأمين على الائتمان التجاري، أن التجارة العالمية في البضائع والخدمات، حققت نموا بنسبة 1.5 في المائة في العام الحالي، وهو أدنى معدل نمو لها في السنوات العشر الماضية. وتعتمد معدلات النمو على كمية البضائع المتداولة. وعلى مستوى قيمة البضائع المتداولة، ويتوقع الخبراء أن تسجل هذه القيمة بحلول نهاية العام الحالي تراجعا بنسبة 1.7 في المائة، ويُعْزَى هذا التراجع بالدرجة الأولى إلى الانخفاض القوي في أسعار المواد الخام، والحرب التجارية.
وقد أدى ضعف التجارة العالمية في الصادرات إلى خسائر بقيمة وصلت إلى 420 مليار دولار، وأظهرت الدراسة أن الصين هي الخاسر الأكبر بـ67 مليار دولار تلتها ألمانيا بـ62 مليار دولار.
ومن أجل إتاحة المقارنة بين أداء قطاع التصدير للدول المختلفة، فقد احتسب خبراء «أويلر هيرميس» قيمة الصادرات للدول المختلفة بالدولار الأميركي، وبما أن الدولار قد ارتفعت قيمته بصورة كبيرة خلال العام الحالي، فقد فقدت تراجعت نسبيا قيمة صادرات منطقة اليورو.
وإلى جانب ضعف النمو الاقتصادي، رأى الخبراء أن جزءا كبيرا من تراجع نمو التجارة العالمية يمكن أن يُعْزَى مباشرة إلى الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين والذي أدى إلى حدوث اضطرابات كبيرة وارتفاع الرسوم الجمركية.
وأوضحت الدراسة أن العام الحالي شهد إرساء 1291 عائقا تجاريا جديدا، وكان هذا العدد وصل في العام الماضي إلى مستوى قياسي عند 1382 عائقا.



روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا: «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول عام 2030. على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها، بفضل المطورين الموهوبين ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها.

ويُعدّ «سبيربنك» في طليعة جهود تطوير الذكاء الاصطناعي في روسيا، التي تحتل حالياً المرتبة 31 من بين 83 دولة على مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة «تورتويز ميديا» البريطانية، متأخرة بشكل ملحوظ عن الولايات المتحدة والصين، وكذلك عن بعض أعضاء مجموعة «البريكس»، مثل الهند والبرازيل.

وفي مقابلة مع «رويترز»، قال فيدياخين: «أنا واثق من أن روسيا قادرة على تحسين وضعها الحالي بشكل كبير في التصنيفات الدولية، بحلول عام 2030، من خلال تطوراتها الخاصة والتنظيمات الداعمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي». وأضاف أن روسيا تتخلف عن الولايات المتحدة والصين بنحو 6 إلى 9 أشهر في هذا المجال، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية قد أثَّرت على قدرة البلاد على تعزيز قوتها الحاسوبية.

وأوضح فيدياخين قائلاً: «كانت العقوبات تهدف إلى الحد من قوة الحوسبة في روسيا، لكننا نحاول تعويض هذا النقص بفضل علمائنا ومهندسينا الموهوبين».

وأكد أن روسيا لن تسعى لمنافسة الولايات المتحدة والصين في بناء مراكز بيانات عملاقة، بل ستتركز جهودها على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الذكية، مثل نموذج «ميتا لاما». واعتبر أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية باللغة الروسية يُعدّ أمراً حيوياً لضمان السيادة التكنولوجية.

وأضاف: «أعتقد أن أي دولة تطمح إلى الاستقلال على الساحة العالمية يجب أن تمتلك نموذجاً لغوياً كبيراً خاصاً بها». وتُعدّ روسيا من بين 10 دول تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الوطنية الخاصة بها.

وفي 11 ديسمبر (كانون الأول)، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستواصل تطوير الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركائها في مجموعة «البريكس» ودول أخرى، في خطوة تهدف إلى تحدي الهيمنة الأميركية، في واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في القرن الحادي والعشرين.

وقال فيدياخين إن الصين، خصوصاً أوروبا، تفقدان ميزتهما في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب اللوائح المفرطة، معرباً عن أمله في أن تحافظ الحكومة على لوائح داعمة للذكاء الاصطناعي في المستقبل.

وقال في هذا السياق: «إذا حرمنا علماءنا والشركات الكبرى من الحق في التجربة الآن، فقد يؤدي ذلك إلى توقف تطور التكنولوجيا. وعند ظهور أي حظر، قد نبدأ في خسارة السباق في الذكاء الاصطناعي».

تجدر الإشارة إلى أن العديد من مطوري الذكاء الاصطناعي قد غادروا روسيا في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد حملة التعبئة في عام 2022 بسبب الصراع في أوكرانيا. لكن فيدياخين أشار إلى أن بعضهم بدأ يعود الآن إلى روسيا، مستفيدين من الفرص المتاحة في قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي.