كوريا الشمالية تبحث تعزيز قدراتها العسكرية على وقع التوتر مع واشنطن

آبي أعرب عن دعمه لسياسة ترمب تجاه بيونغ يانغ

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتحدث خلال الاجتماع الموسع الثالث للجنة العسكرية المركزية السابعة لحزب العمال الكوري (رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتحدث خلال الاجتماع الموسع الثالث للجنة العسكرية المركزية السابعة لحزب العمال الكوري (رويترز)
TT

كوريا الشمالية تبحث تعزيز قدراتها العسكرية على وقع التوتر مع واشنطن

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتحدث خلال الاجتماع الموسع الثالث للجنة العسكرية المركزية السابعة لحزب العمال الكوري (رويترز)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتحدث خلال الاجتماع الموسع الثالث للجنة العسكرية المركزية السابعة لحزب العمال الكوري (رويترز)

ناقش زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون سبل تعزيز القدرات العسكرية لجيش بلاده مع كبار المسؤولين العسكريين، على ما ذكر الإعلام الرسمي اليوم (الأحد)، مع قرب انتهاء مهلة منحتها بيونغ يانغ لواشنطن لتقديم تنازلات.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن كيم ترأس اجتماعا موسعا للجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم. وأضافت أن الاجتماع بحث «قضايا مهمة للتحسين الحاسم للدفاع الوطني الشامل والقضايا الأساسية امن أجل دعم والإسراع من تنمية القدرات العسكرية للدفاع عن النفس».

وذكر التقرير أن كيم قدم تحليلا وإطلاعا حول الوضع الداخلي والخارجي المعقد، قائلا إن الاجتماع سيتخذ قرارا حول إجراءات تنظيمية وسياسية مهمة وخطوات عسكرية لتعزيز القوات المسلحة للبلاد بشكل كامل.
غير أن التقرير لم يكشف عن تفاصيل القدرات العسكرية للدفاع عن النفس. ولم يذكر موعد عقد الاجتماع.
وأطلقت بيونغ يانغ سلسلة من التصريحات الحادة في الأسابيع الأخيرة، ووجهت إنذاراً لواشنطن تنتهي مهلته آخر أيام العام الحالي لتقديم عرض جديد في المفاوضات المتعثرة بشأن برامجها للتسلح، متوعدة بتقديم «هدية عيد الميلاد» مليئة بالتهديدات.
والمفاوضات النووية بين واشنطن وبيونغ يانغ مجمدة منذ قمة هانوي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكيم التي انتهت من دون اتفاق في فبراير (شباط) الفائت.

وفي سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن «دعمه الكامل» لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه كوريا الشمالية خلال محادثة هاتفية بين الزعيمين، مؤكداً على أهمية تجنب الاستفزازات.
وذكر بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية اليابانية اليوم أن آبي أبلغ ترمب خلال محادثة هاتفية لبحث الرد على التطورات الأخيرة في كوريا الشمالية، أنه ينبغي أيضاً أن يكون هناك اعتماد على الحوار السلمي لتحقيق نزع السلاح النووي الكامل في شبه الجزيرة الكورية، وفقاً لوكالة أنباء بلومبرغ الأميركية.
واتفق الطرفان خلال المحادث التي امتدت لأكثر من ساعة، والتي جاءت بمبادرة أميركية، على الحاجة إلى تعاون أعمق في معالجة مشاكل الأسلحة النووية والصواريخ في المنطقة، وكذلك حل مسألة خطف مواطنين يابانيين من قبل كوريا الشمالية.
وخلال الشهر الجاري، أجرت كوريا الشمالية اختباراً «حيوياً» جديداً في موقع سوهاي لإطلاق الأقمار الصناعية، بعد اختبارها عدة أسلحة وصفت اليابان بعضها بأنها صواريخ باليستية.
وتحظر قرارات مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية إطلاق صواريخ باليستية. وترأس كيم اجتماعاً موسعاً للجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم.
ويأتي التقرير غداة تحذير البلد الآسيوي المعزول واشنطن من أنها قد «تدفع ثمناً باهظاً» بسبب انتقاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لسجل حقوق الإنسان لبيونغ يانغ.
وصرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية أنّ انتقاد سجل بيونغ يانغ في مجال حقوق الإنسان لن يؤدي إلا إلى تفاقم «الوضع المتوتر أصلاً» في شبه الجزيرة الكورية، وتابع أن الأمر «يشبه صب الزيت على النار المشتعل».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.