قُتل 12 مدنياً في قصف جوي شنته طائرات حربية سورية وروسية في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، في وقت دفع الجيش التركي بتعزيزات ضخمة إلى نقاط مراقبته المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب.
وصعّدت قوات النظام وروسيا منذ أسبوع وتيرة قصفها وتحديداً في ريف المحافظة الجنوبي، وأفادت الأمم المتحدة منذ 16 الشهر الجاري، بفرار عشرات الآلاف من المدنيين من منطقة معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً.
واستهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية، أمس (السبت)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مناطق عدة تمتد من ريف إدلب الجنوبي الشرقي وصولاً إلى الريف الجنوبي الغربي.
وأفاد «المرصد» بأن ثمانية مدنيين قُتلوا جراء قصف لقوات النظام في مدينة سراقب وثلاثة آخرين من عائلة واحدة في «قصف روسي» قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، كما قُتل طفل في قصف جوي في منطقة جسر الشغور في جنوب غربي المحافظة. وأسفر القصف أيضاً عن إصابة أكثر من 36 آخرين بجروح.
ويتزامن القصف مع اشتباكات مستمرة منذ يوم الخميس بين قوات النظام من جهة وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة أخرى في محيط مدينة معرة النعمان.
وأسفرت الاشتباكات منذ الخميس عن مقتل 57 عنصراً من قوات النظام و82 من الفصائل المقاتلة، وفق «المرصد».
ورغم التوصّل في أغسطس (آب) إلى اتفاق هدنة توقف بموجبه هجوم واسع شنته قوات النظام لأربعة أشهر في إدلب، تتعرض المحافظة منذ أسابيع لقصف تشنه طائرات حربية سورية وروسية، تسبب مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، في مقتل أكثر 284 مدنياً، بينهم 76 طفلاً، بالإضافة إلى مئات المقاتلين من الجانبين، حسب «المرصد».
ومنذ سيطرة الفصائل على كامل المحافظة في عام 2015 تصعّد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تنتهي عادةً بالتوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار ترعاها روسيا وتركيا.
ودخلت تعزيزات كبيرة إلى نقاط المراقبة التركية في كل من العيس والصرمان ومعر حطاط وشير مغار، بالتزامن مع الإعلان عن استعداد جيش النظام لإطلاق عملية عسكرية كبيرة بدعم من روسيا للسيطرة على كامل ريف إدلب الشرقي، في المنطقة الواقعة شرق الطريق الدولي (إم 5) وتطويق نقاط المراقبة التركية المنتشرة في المنطقة ومنها نقطة مورك، التي تعرضت في السابق لهجمات متكررة من جيش النظام.
وقال «المرصد» إن عدة أرتال عسكرية تابعة للقوات التركية دخلت الأراضي السورية بعد منتصف ليل الجمعة – السبت.
وطبقاً لمعلومات «المرصد»، دخلت 9 أرتال على الأقل عبر معبر كفرلوسين إلى إدلب، وتألف كل رتل من 10 آليات ومدرعات على الأقل، وتوجهت الأرتال نحو المنطقة الجنوبية من ريف إدلب.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، أول من أمس (السبت)، أن هجمات «إرهابية» متزامنة استهدفت ثلاث منشآت نفطية، في محافظة حمص في وسط البلاد، من دون تحديد كيفية وقوعها، فيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن هجمات بطائرات مسيرة.
وأفادت وزارة النفط على صفحتها بموقع «فيسبوك» عن «اعتداء إرهابي ممنهج ومتزامن على ثلاث من منشآتنا النفطية»، وهي مصفاة حمص الواقعة في مدينة حمص، وكل من معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، ومحطة الريان للغاز في البادية في شرق المحافظة.
وأشارت الوزارة إلى أن «الاعتداء تسبب بأضرار في بعض الوحدات الإنتاجية»، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تدخلت لإطفاء النيران، وقد «بدأت الورش الفنية بعمليات الإصلاح».
وبث التلفزيون الرسمي السوري مشاهد فيديو تظهر فرق الإطفاء وهي تعمل وسط الظلام على إخماد النيران المشتعلة في إحدى المنشآت الثلاث.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير النفط علي غانم قوله إن «الاعتداءات أدت إلى خروج عدد من الوحدات الإنتاجية في المواقع الثلاثة عن العمل»، موضحاً أن «الفرق الفنية وفرق الإطفاء استطاعت خلال الساعات الأولى السيطرة على النيران، وبدأت الورشات الفنية بتقييم الأضرار والبدء بأعمال الصيانة».
وفي وقت لم يورد الإعلام الرسمي ووزارة النفط أي تفاصيل حول الاعتداء وكيفية حصوله، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه جرى استهداف المنشآت الثلاث بطائرات مسيرة.
ورجح أن يكون تنظيم «داعش»، الذي يتوارى مقاتلوه في البادية السورية، خلف الاعتداء.
وقبل ساعات من الهجوم على منشآت حمص الثلاثة، أفاد المرصد السوري عن هجوم عنيف شنّه عناصر من تنظيم «داعش»، ليل الجمعة، على موقع لقوات النظام في إحدى محطات الغاز التابعة لحقل الهيل في البادية شرق حمص.
وأسفر الهجوم، وفق المرصد، عن مقتل 13 عنصراً من قوات النظام وأربعة مدنيين من العاملين في المحطة.
ويشن تنظيم «داعش»، بين الحين والآخر، هجمات ضد مواقع قوات النظام ومحطات وحقوق النفط والغاز في وسط سوريا.
وفي يوليو (تموز) الماضي، تعرَّض خط رئيسي للغاز في شرق حمص يربط بين حقل الشاعر، أكبر حقول الغاز في البلاد، ومعمل إيبلا لهجوم «إرهابي»، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي في حينه، فيما تحدث المرصد عن تفجير «بعبوة ناسفة».
قتلى في قصف ومعارك إدلب... وأنقرة تعزز نقاطها
هجمات متزامنة تستهدف ثلاث منشآت نفطية في وسط سوريا
قتلى في قصف ومعارك إدلب... وأنقرة تعزز نقاطها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة