تجدد الغضب الاحتجاجي والشعبي أمس، ضد عمليات الاغتيال والخطف التي يتعرض لها الناشطون غداة قيام مجموعة مسلحة باغتيال الناشط في مدينة الناصرية علي العصمي. وتشير غالبية جماعات الحراك بأصابع الاتهام إلى السلطات الحكومية وتعدّها ضالعة ومتواطئة مع عصابات الاغتيال والخطف.
وفيما تلتزم السلطات الصمت حيال هذه الأعمال الإجرامية وتمتنع عن تقديم المعلومات، سواء عن أعداد الناشطين الذين ذهبوا ضحيتها، أو عن عمليات إلقاء القبض التي تعرض لها المنفذون، كشف عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية علي البياتي وقوع 29 حالة اغتيال طالت ناشطين منذ انطلاق موجة الاحتجاجات مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي معلومات حصرية لـ«الشرق الأوسط»، يؤكد البياتي «وقوع 26 حالة اغتيال ضد ناشطين، ضمنها 3 محاولات غير ناجحة. وقع منها في بغداد وحدها 13 حالة». وبحسب البياتي، فإن «السلطات الحكومية لم تلقِ القبض حتى الآن على أي من الجناة».
بدورها، قالت مفوضية حقوق الإنسان، إنها ما زالت تمارس الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات فاعلة تحد من جرائم خطف واغتيال الناشطين. وذكرت المفوضية في بيان أمس، أن «رئيسها عقيل الموسوي رافق وفداً من مجلس المفوضين إلى مقر السفارة البريطانية في بغداد بدعوة رسمية من الأخيرة لبحث تطورات الأوضاع الإنسانية في العراق في ظل استمرار المظاهرات». ونقل البيان عن الموسوي قوله خلال اللقاء، إن «المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق مارست دورها الإنساني في رصد المظاهرات بكل حيادية رغم جميع التحديات التي واجهتها»، مشيراً إلى أن «المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق تعوّل على القضاء العراقي كثيراً في محاكمة الجناة وإيقاع القصاص العادل بحقهم».
من جهته، حذر رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية أرشد الصالحي، أمس، من أن المجتمع الدولي سيتدخل قريباً في الشأن العراقي في حال استمر مسلسل الاغتيالات. وقال الصالحي في تغريدة عبر «تويتر»، إن «العراق الحالي، يمر بظرف حساس ذاهب للتقسيم، إذا استمرت سياسة الصهر العرقي، والطائفي، والفساد المالي، ومسلسل الاغتيالات وجرائم الخطف والاغتيال». وأضاف أن «الغريب في الأمر أن السلطة الحاكمة لا تعلمْ لحد الآن بأن المجتمع الدولي سيتدخل قريباً إلى الشأن العراقي، ننصحكم بحل المشكلة داخل العراق».
وكانت مجموعة من نساء ذي قار يمثلن منظمات المجتمع المدني وبمشاركة طالبات الكليات والمدارس قمن أمس، بمسيرة سلمية في الناصرية نددن واستنكرن خلالها عمليات القتل والاختطاف والتغييب بحق الناشطين والصحافيين في ظل الصمت الحكومي غير المبرر. ووجه الصيدلاني والناشط البارز في الناصرية علاء كامل الركابي، أمس، رسالة إلى المتظاهرين في بغداد دعاهم فيها إلى القيام بوقفات احتجاجية هذا الأسبوع أمام السفارات الأجنبية ورفع لافتات تطالبهم بإنقاذ الشعب العراقي وإيقاف التعامل الدبلوماسي مع ما سماها «الحكومة القاتلة»، وطالبهم أيضاً بإبلاغ السفارات الأجنبية بأن «الحكومة والأحزاب تقتل المتظاهرين بدم بارد».
وفي وقت لاحق أمس، أعلنت شرطة ذي قار في بيان أن قائدها العميد ريسان الإبراهيمي، وجّه بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن اغتيال الناشط علي العصمي. وذكرت أن التوجيه «جاء عقب الاجتماع الطارئ الذي انعقد، الجمعة، بمقر المديرية حول مقتل الشاب علي العصمي على أيدي مجهولين». وتقدمت شرطة ذي قار «ممثلة بقائدها العميد الحقوقي ريسان الإبراهيمي بالتعازي لعائلة الشهيد علي محمد مكطوف العصمي».
29 حالة استهداف لناشطين أوقعت 26 قتيلاً... نصفهم في بغداد
منظمات حقوقية تضغط على الحكومة لوقف جرائم القتل والخطف
29 حالة استهداف لناشطين أوقعت 26 قتيلاً... نصفهم في بغداد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة